نظمت مؤسسة عبد الله إبراهيم اليوم السبت بمراكش، لقاء تواصليا علميا وذلك تخليدا للذكرى الثانية عشرة لوفاة المرحوم عبد الله إبراهيم.
ويعتبر هذا اللقاء، الذي نظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، أيضا تخليدا لأحداث مراكش يوم 24 شتنبر 1937 والتي تعتبر محطة أساسية في التاريخ النضالي والسياسي للمدينة خصوصا والمغرب بشكل عام، حيث كان الفقيد عبد الله إبراهيم وزمرة من رفاقه الوطنيين من منظمي ومتزعمي هذا الحدث قد تعرضوا، جراء ذلك، إلى الاعتقال والتعذيب والنفي، وشكلت هذه الاحداث منعطفا تاريخيا حاسما وأساسيا في مسار الحركة الوطنية عموما.
وبهذه المناسبة، ألقيت كلمات في حق هذه الشخصية الفكرية والسياسية التي طبعت مسار تاريخ المغرب المعاصر سواء كرجل فكر بثقافته وتصوراته النظرية أو كرجل سياسة باعتباره زعيما وطنيا رائدا، أو كرجل دولة ورئيس حكومة أو كمدرب للأجيال داخل الجامعة المغربية.
وأكد وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية السيد أحمد التوفيق، من خلال قراءته في كتاب “صمود وسط الإعصار” للمرحوم عبد الله إبراهيم، أن هذه الشخصية طبعت الفكر السياسي والثقافي والفكري بالمغرب، مشيرا إلى أن الراحل كان من بين السياسيين القلائل الذين جمعوا بين الفكر الأدبي والفكر الاسلامي والسياسة والثقافة الشاملة.
وأضاف أن المرحوم، بفضل إلمامه بمجريات السياسة العامة للوطن، كان مناضلا كبيرا وساهم في تأثيث الحقل الثقافي المغربي بفضل كتاباته المتنوعة التي تناولت جوانب سياسية وفكرية وأدبية واجتماعية واقتصادية.
أما الكاتب والمفكر المغربي حسن أوريد ، فأكد من جانبه، أن كتاب “صمود وسط الإعصار”، يعد من بين أمهات الكتب، مذكرا بأفكار الفقيد وخصاله وإسهاماته الكبرى في مرحلة الكفاح ضد المستعمر أو في مرحلة بناء الدولة المغربية ودفاعه عن الديمقراطية.
وتناول الكلمة خلال هذه الندوة، التي أطرها السياسي مولاي امحمد الخليفة، أيضا، رئيس مؤسسة عبد الله إبراهيم ونجل الراحل، طارق إبراهيم، والذي أكد أن هذه المناسبة تشكل فرصة للتذكير واستحضار خصال ونضال وفكر المرحوم، مشيرا إلى أن هذه المؤسسة تعتبر فضاء للتعبير السياسي والفكري لاستشراف مستقبل أفضل للمغرب.
كما ألقيت شهادات في حق المرحوم عبد الله إبراهيم، أجمعت على التأكيد على تميز هذه الشخصية الوطنية، التي طبعت الفكر السياسي والأدبي والتاريخي للمملكة المغربية، مبرزة إسهاماته القوية في العمل النضالي ونزعته الوطنية، باعتباره أحد رموز تاريخ المغرب الحديث بفكره وثقافته الواسعة.
كما أكدت الشهادات على أن المرحوم عبد الله إبراهيم يعتبر من بين ألمع السياسيين والمفكرين المغاربة، حيث استطاع أن يجمع ويمزج بين التعليم الأصيل والعلوم السياسية والفكر الاقتصادي والاجتماعي، وكانت لديه ثقافة واسعة في جميع الميادين.
كما عرف هذا هذا اللقاء حضور ثلة من المفكرين والأساتذة والباحثين من المهتمين بالحقل الثقافي والسياسي.
وتناول المشاركون محاور همت “قراءات في أعمال المرحوم عبد الله إبراهيم الفكرية والثقافية والسياسية”، و”جانب من التاريخ النضالي لمدينة مراكش والتصورات الفكرية والسياسية للمرحوم عبد الله إبراهيم”.