تحولت رحلة سائق حافلة النقل العمومي بوجمعة، يوم الجمعة 28 يوليوز المنصرم، على الخط 33 بمراكش من رحلة روتينية اعتيادية إلى رحلة استثنائية، لعب فيها دور البطولة، حيث ساعد سيدة حامل على وضع مولودتها، بعد أن باغتها المخاض وهي على متن الحافلة.
هذه الحادثة الفريدة جعلت إسم السائق بوجمعة لحباب بين ليلة وضحاها على لسان الجميع وصوره على كل المواقع الالكترونية، وذلك بفضل حسه الانساني الشجاع، الذي وُصف بالعمل البطولي.
“أحمد الله وأشكره بأن قدرني أن أعاين في صبيحة يوم مبارك “الجمعة”، وأن أكون سببا في عمل الخير في تلك السيدة التي كانت تتألم من مخاض الولادة وهي في الطريق إلى المصحة من أجل الفحص”، بهذه الكلمات افتتح بوجمعة، 41 سنة، حديثه لموقع القناة الثانية.
وعن تفاصيل يوم الجمعة الاستثنائي، قال بوجمعة، أب لثلاثة أطفال، إنه كان يوما روتينيا، حيث كان يجوب بحافلته كل محطات الخط 33، يستقبل الركاب ويودعهم، دون أي مشاكل.
”وعند بلوغي محطة للحافلة قرب دوار آيت عدي، صعدت سيدة حامل إلى الحافلة، وبعد لحظات سمعت صرخة قوية قادمة من الكراسي الخلفية. أوقفت الحافلة ثم ذهبت للخلف كي أتفقد مصدر ذلك صوت، فوجدت السيدة في أصعب لحظات حياتها تصارع الألم المخاض وتصرخ بشدة،” يحكي بوجمعة، مشيرا إلى أن المخاض كان حادا جدا، وبدا كأنها لن تستطيع الانتظار حتى نبلغ المستشفى، الذي كنا بعيدين عنه.
“وبدون تردد أشرت إلى الركاب وقمت بإخلاء الحافلة من أجل ترك السيدة تضع جنينها داخلها وبمساعدة سيدتين وأم زوجة المرأة الحامل، وخلال دقائق معدودة خرجت المولودة، وبمجرد إطلاقها صرخة إقبالها على الحياة سرت في عروقي فرحة لا يمكن وصفها،” يضيف نفس المتحدث.
بوجمعة أعلم الشركة بهذه الواقعة، وقام بمهاتفة الوقاية المدنية التي أنقدت طاقم الإسعاف، الذين نقلوا الأم والمولودة إلى المستشفى من أجل تتبع حالتهما.
بوجمعة، الذي التحق بشركة النقل الحضري قبل سنة واحدة فقط، أرجع سيطرته على الموقف وإنقاذ السيدة بدون أي تردد إلى التجربة التي راكمها في صفوف القوات المسلحة الملكية، حيث أكد لموقع القناة الثانية أنه اشتغل لمدة 12 سنة في صفوف المشاة بالجيش المغربي. “هذه السنوات زرعت في نفسي شغف القيام بالواجب ومساعدة الآخرين في وضعية خطر،” يقول السائق.
ويشار إلى أن شركة النقل الحضري شكرت السائق، الذي ذكرت في بلاغ نشرته لاحقا، أنها تفتخر به وبالراكبتين اللتين برهنتا على نبل أخلاقهما.
واحتفالا بسلامة السيدة و”الراكبة الإضافية”، قدمت شركة النقل هدية لهما وهي عبارة عن نقل مجاني مدى الحياة لكليهما على جميع الخطوط التابعة لها.
كلامكم /2m