أكد الملك محمد السادس، في خطاب وجهه إلى القمة 29 لقادة دول وحكومات الاتحاد الإفريقي، التي افتتحت اليوم الاثنين بأديس أبابا، على ضرورة تطوير تصور إفريقي موحد لرهانات الهجرة وتحدياتها.
وقال جلالة الملك، في هذا الخطاب الذي تقدم به إلى القمة، الأمير مولاي رشيد، الذي يمثل جلالة الملك في هذه القمة الإفريقية، “بصفتي مسؤولا لقيادة مسألة الهجرة تم اختياره خلال الدورة 28 للقمة، فإنني أعتزم تقديم مساهمة تتمحور حول ضرورة تطوير تصور إفريقي موحد لرهانات الهجرة وتحدياتها”.
وأضاف أن “الهدف الأول من هذا التصور هو تغيير نظرتنا تجاه الهجرة، والتعاطي معها ليس كإكراه أو تهديد بل كمصدر قوة إيجابية” لأن الهجرة كانت عبر مر العصور عاملا أساسيا في تقارب الشعوب والحضارات.
وأشار جلالة الملك، إلى أن التعامل مع التحدي الذي تشكله الهجرة يستوجب مقاربة خلاقة من شأنها تقييم أسبابها وتداعياتها وكذا التفكير في الحلول المتاحة، لاسيما عبر إقامة تناسق بين سياسات التنمية والهجرة.
وفي هذا الصدد، أكد جلالة الملك أنه “يتعين علينا العمل جميعا لبلورة أجندة إفريقية حول هذا الموضوع، تتمحور حول رؤية مشتركة للسبل والوسائل الكفيلة بمعالجة مسألة الهجرة داخل قارتنا وأمام الهيئات الدولية”.
واعتبر جلالة الملك أن إفريقيا الجديدة “ستستثمر أفضل ما لديها من إمكانيات لأنها تزخر بخيرات وافرة، وإن المغرب لعازم على المشاركة في إقلاع إفريقيا الجديدة”.
وقال جلالة الملك في هذا السياق، “لقد كنا دائما واثقين بأن أفريقيا تستطيع أن تحول التحديات التي تواجهها، إلى رصيد حقيقي من التقدم والاستقرار”، مبرزا جلالته أن “النمو الديمغرافي الذي تشهده قارتنا، ومؤسساتها، وكذا الهجرة والشباب، كلها فرص يجب علينا جميعا استغلالها”.
وأضاف جلالة الملك “إننا مدينون بذلك لشعوبنا ولشبابنا، لقد حان الأوان لكي تتحول الوعود بغد أفضل وبمستقبل زاهر من مجرد شعارات أو متمنيات إلى واقع ملموس، كما أننا مطالبون بإقران القول بالفعل لما فيه مصلحة أجيالنا الصاعدة وإفريقيا الجديدة”.