في هذا الحوار يتحدث الشيخ حين الكتاني، أحد شيوخ ما عرف بالسلفية الجهادية، عن سبب افتراق فرق السلفية حول « حراك الريف » وكذلك عن رأيه الشرعي في مقاطعة الزفزافي بخطيب الجمعة وكيف أن الخطب أصبحت لا تعبر عن هموم الناس وتغرد خارج السرب، وفي الاخير يوضح الكتاني موقفه الذي عبر عنه بخصوص التضامن مع قطر ضد دول الخليج في الأزمة الخليجية الحالية وما إن كان هذا التضامن اصطفاف ايديولوجي لدولة إسلامية ضد دول أخرى لدورها إسلامية؟
حاوره: محمد سموني
*خرجت مناصرا لحراك الريف، على غير بعض السلفيين الذين أخرجوا أتباعهم لتعنيف مع الحراك، لماذا في رأيك في كل محطة يقوم المغراوي وأتباعه والمداخلة بمناصرة الدولة ضد الشعب ؟
هؤلاء معروفون أن فكرهم مبني على هذا الأمر، وأن لديهم تضخم في طاعة ولي الأمر، حتى أنهم يتجاوزن الكثير من الحقوق المنصوص عليها قانون كحرية التظاهر السلمي والتعبير عن المواقف ويعتبرونها خروجا على ولي الأمر، وحال أن الخروج لا يمكن أن يكون سوى بالسلاح وقتل الناس وهذا ما لا يوجد في حراك الريف. أما رأيي الشخصي في تعامل هذه الطائفة (السلفية التقليدية والمداخلة) فأنا لست منهم ولا أنتمي إلى طائفتهم ولا تهمني أراءهم، وبخصوص حراك الريف فأنا مع مطالبة الناس بحقوقهم والخروج للتظاهر من أجلها، لكني لست مع تحويل هذه المطالب إلى مسيرات ترفع فيها راية قوم دون راية الوطن.
*يتابع ناصر الزفزافي بتهمة تعطيل عبادة وذلك بمقاطعته لخطيب جمعة ، ما هو رأيك في الحادث وهل يمكن للمصلي، شرعيا أن يقاطع الخطيب إن زاغت خطبته عن الحق؟
لا شك أن الانسان لا يتمنى ان تصل الأمور إلى هذا الحد، وأن تقوم الجماهير بمقاطعة الخطباء والاحتجاج عليهم، لكن أيضا من يتسبب في هذا الأمر هو ما نراه اليوم من خطب جمعة لا تلامس بتاتا هموم الشعل ومنفصلة عنه، وذلك بتغريد الخطيب خارج السرب وبذلك يكون هذا الخطيب كمن يصب الزيت على النار. فقبل الحديث عن ردود أفعال الناس يجب أن ننظر إلى ما يفعله اليوم وزير الأوقاف من خلال طريقة تعامله مع الخطباء والعلماء وفرضه لتوجه، في خطب الجمعة، منفصل عن هموم الناس.
*في موضوع بعيد عن الحراك وخطب الجمعة، خرجت مؤخرا مدافعا عن قطر في أزمتها مع دول الخليج، ألى ترى بأنك تناصر قُطر مسلم (دولة قطر) ضد اقطار أخرى مسبمة بدورها (السعودية والإمارات ومن معهما) وبذلك يكون إصطفافك إيديولوجيا أكثر منه نصرة لدولة محاصرة ؟ لا ليس صحيحا، بل الموقف الذي عبرت عنه (أن الحرب على قطر الآن تدخل في سلسلة الحرب على المسلمين..) جاء بعض أن وصلنا أن الكثير من القطريين شردوا من السعودية وطلبوا منهم الخروج منها فورا، بدون أن يسمحوا للطائرات القطرية أن تدخل إلى السعودية، وكذلك بأن هناك الكثير عائلات قطرية شردت وذلك بسبب مشكلة غير مبررة وغير مصوغة، بدون أن تفعل قطر أي شيء بل اعتمدوا في حربهم هذه على تصريحات مزعومة لأمير قطر بخصوص إيران. فاستنكارنا لما يقع لقطر اليوم هي مسألة انسانية بالأساس ومسألة مبادئ.