اعتبر الناشط الأمازيغي، أحمد عصيد أن “عدم حياد المساجد هو من أدى إلى الأحداث التي تقع في الحسيمة منذ يوم الجمعة 26 ماي الجاري”، وأن ما يقع في ذات المدينة “أمر مؤسف للغاية وفي لحظات يجب فيها استحضار الحكمة واليقضة”.
وأكد عصيد تعليقا على التدخل الأمني باستعمال القوة من أجل اعتقال الناشط البارز في حراك الريف ناصر الزفزافي، (أكد) أنه ” ليس للسلطة الحق أن تصعد ضد مواطنين يطالبون بحقوقهم أو أن تعتقل أيا كان لأنه عبر عن رأي”،معتبرا أن “ما قام به الزفزافي مجرد غلط تقني لا يستدعي أن يعتقل بسببه”.
وقال المتحدث نفسه “في اعتقادي ما يحدث الآن يهدد استقرار البلاد والتصعيد السلطوي هو سلبي جدا وإذا عبر مواطن عن رأيه سواء في المسجد أو خارجه فهو رأي لا يستدعي الاعتقال لكونه عبر عنه في خطبة وهذه الأخيرة يجب أن تكون دينية محايدة وأن لا تستعمل لأغراض سياسية”، مشيرا إلى أن ” هذا التصعيد وقع بسبب أخطاء ارتكبت وأنه يجب الآن التحلي بالحكمة ويجب تهدئة الأوضاع من أجل تحقيق المطالب المشروعة للسكان والتي غطت عليها أحداث لا علاقة لها بحقيقة الحراك وهذا شيء غير مطلوب الآن”، حسب عصيد الذي يردف ” وأنا سبق لي أن قلت أنه يجب أن تكون المساجد محايدة تماما ولا يجب أن تستعمل من طرف السلطة أو من طرف الفاعلين في الشارع فهي أماكن للعبادة”.
وشدد عصيد على أن “الدولة يجب أن تتحمل مسؤوليتها في تحقيق مطالب الساكنة، وأن هذه الأخيرة يجب أن تعبر عن رأيها بكل مسؤولية بأن التظاهر والتعبير عن الأفكار هو حق للجميع ولا يجب أن تكون هناك اعتقالات أو تهديد حرية أي كان”.
وفي سؤال عن رأي سابق له انتقد فيه الزفزافي بسبب استعمال الخطاب الديني في الحراك، ومدى مساهمته سلبا في تحقيق إجماع ضد الحراك، قال عصيد: ” ليس هناك إجماع ضد الحراك ولكن العكس هو الذي يقع فهناك إجماع حول الحراك، لكن إذا كانت لي تحفظات عن طريقة حديث شخص ما فيجب أن نميز بين الحراك والأشخاص وأن لا نماهي الحراك في شخص، فهذا ما يقوم به المخزن حيت يتماهى ويصبح هو الدين والسلطة وكل شيء ويجب أن لا نقع في أخطاء السلطة “.
وتابع الناشط الحقوقي والمفكر عصيد “نحن مع الحسيمة حتى ينال الناس كل مطالبهم المشروعة، وأي خطأ وقع فللجميع حق النقد وليس هناك شخص مقدس ومن يرى نفسه مقدسا يجب ألا يأخذ النقاش العمومي والصراع من أجل المطالب، فلا أحد مقدس لا السلطة ولا الأشخاص”.
http://youtu.be/SCryrrt4gnU
