عبد الرحيم الضاقية
بمبادرة من مركز الدراسات والأبحاث في منظومة التربية والتكوين وبشراكة مع الجمعية المغربية لأطر التوجيه والتخطيط التربوي وبدعم من المجلس الجماعي لمدينة مراكش والأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين مراكش أسفي أحتضن المركب الإداري والثقافي لوزارة الأوقاف بمراكش خلال يومي 1 و2 أبريل 2017 المناظرة الوطنية العاشرة حول أسئلة إصلاح منظومة التربية والتكوين في موضوع : السياسات التربوية ، أي استراتيجيات لتفعيل الإصلاح ؟ .وقد اشتملت الجلسة الافتتاحية على كلمات كل من رئيس الجلسة د. محمد أزهري عميد كلية اللغة العربية الذي رحب بالحضور وشاكرا للمدعمين جهودهم . وتناول الكلمة السيد مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين ي أحمد الكريمي الذي ركز على أهمية موضوع المناظرة منجزا قراءة تفاعلية مع عنوانها مدققا المفاهيم والإحالات . وقد وضع المناظرة في سياق ورش إصلاح التربية والتكوين في ظل التحصين التشريعي لمقتضيات الإصلاح . كما نبه إلى المقاربة المعتمدة من خلال مشاريع تجيب على الحاجات المجتمعية محيلا على المشاريع 16 المنبثقة عن الرؤية الاستراتيجية لإصلاح المنظومة 2015- 2030 . ولم يفته ضرب موعد استباقي للمناظرة القادمة التي يتعين أن تخوض فعليا في التفعيل العملي . ومن جهته أخد الكلمة مستشار وزير التربية التونسي الذي أثنى على مضمون المناظرة واعتبر أن الإصلاح وأسئلته تكتسي طابع الراهنية . وعقد مقارنة بين منظومتي المغرب وتونس ملاحظا أنهما تعرفان نفس الرهانات والإكراهات . وأعطيت الكلمة للدكتور محمد الكنيدري رئيس الجامعة الخاصة بمراكش والذي تحمل مسؤولية الوزارة في إحدى الحكومات السابقة . وقد ركز على ضرورة بناء استراتيجيات لمواجهة المنتوج التعليمي الضعيف وتثمين المنتوج الجيد عبر برامج وبناء هياكل ملائمة وخاصة بحكامة ناجعة . وتـناول الكلمة د. سعيد العلام مدير المركز المنظم وأحد المساهمين في إخراج الندوات المتوالية لحيز الوجود شاكرا لجنود خفاء الندوة الذين سماهم واحدا واحدا ثم مر إلى ذكر مناقب البروفيسور أحمد معتصم أحد قامات التربية في بلادنا . وقد خصت المناظرة هذا العلم بتكريم خاص قدمت له هدايا رمزية بالمناسبة . دون نسيان سعيد العلام الذي خصته القاعة بتكريم رمزي . ولم يفته التسطير على قطع المركز شوطا أولا في طرح أسئلة الإصلاح على مستوى وطني ، ثم عزمه على فتح المساهمات الدولية عبر الشراكة مع السيد الكنيدري ووزارة التربية التونسية .
وكانت الجلسة العلمية الأولى تحت عنوان أي رهانات للسياسة التربوية قدمها وسيرها ذ. مصطفى حمدي الذي أعطى الكلمة في البداية إلى البوفيسور أحمد معتصم الذي تناول رهانات السياسة التعليمية بالمغرب عبر ثلاث مداخل : المدرسة المغربية من خلال المعيش الذي مارسه المتدخل في فترات مبكرة من تاريخ المدرسة المغربية. ثم فصل بين الظاهرة والإتجاه المعزول في المقاربة ، ثم ختم بصعوبات وأخطار التخطيط على مدى أطول . وتلاه د. سعيد العلام الذي عاد لطرح سؤال : مدى وجود سياسة عمومية في المغرب خاصة بالتربية ؟ كاشفا أن مصادر القرار التربوي تبقى المؤسسة الملكية ودوائر الاقتصاد الوطني والمانحين الأجانب . ثم عاد السيد منصف الخميري من تونس لبسط أهم رهانات الإصلاح في دولة تونس وأهم إكراهاته المجالية والسياسية بعد الثورة التي حملت معها آمالا عريضة . وتناول حسن اللحية توجهات السياسات التربوية بين المغرب ة والاتحاد الأوربي منطلقا من نماذج عرفتها المنظومة خلال الإصلاح. وكانت الفترة المسائية مناسبة لطرح محورين هامين يتعلقان باستراتيجيات السياسات التربوية وإشكالية تنفيذ السياسات التربوية . وفي اليوم الموالي كان الحاضرون الذين فاق عددهم 500 من جميع مناطق المغرب على موعد مع ثلاث ورشات تتعلق بالرهانات – والاستراتيجيات – وإشكاليات التنفيذ ، وشكلت الورشات فضاء واسعا للنقاش وملامسة مختلف القضايا المطروحة . وقد لوحظ حضور قوي للمشاركين/ات في ورشة تنفيذ الإصلاح مما يعكس اهتمام الحضور بهذه الحلقة الجوهرية من الإصلاح التربوي . ليختتم النشاط ظهر يوم 2 أبريل ابتداء من 12 عشرة لتقديم تقارير الورشات في القاعة الكبرى ، لإتاحة الفرصة لتجديد هياكل المكتب الوطني لمركز الدراسات والأبحاث في منظومة التربية والتكوين .