احتضنت ردهات المركب الاداري والثقافي محمد السادس التابع لوزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية محاضرة ألقاها أحمد التوفيق العضو في حكومة تصريف الأعمال حول موضوع “التراث الروحي دعامة للسياحة بمراكش” بحضور شخصيات وازنة في الحقل السياسي والثقافي والفني مع تسجيل غياب عمدة المدينة ورئيس مجلس الجهة .
محمد تكناوي:
في محاضرته ” التراث الروحي دعامة للسياحة بمراكش” تناول احمد التوفيق المكلف بتصريف أعمال وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية عددا من القضايا ليس لها اتصال مباشر بعنوان المحاضرة، كالتوحيد وأدبيات التوسل ومشروعية زيارة الأضرحة والعلاقة بين التصوف والسياسة والنبش في معاني ودلالة الروحي أو الروحانية والتدين، رغم محاولته ربطها قسرا بموضوع المحاضرة وإجمالا فالعرض حسب زعم المحاضر ارتكز على ثلاثة دعامات أساسية:
• السياحة والمقصود منها؛
• التراث الروحي لمدينة مراكش؛
• استثمار هذا التراث الروحي كدعامة للسياحة .
وارتباطا بالمحور الأول اعتبر احمد التوفيق أن السياحة الدينية تعد من أقدم السياحات التي عرفتها البشرية وهي متجدرة في عمق الحضارات التي أسست لفكر إنساني منفتح ومن خلال الوعي المدرك بمعنى التراث فالمعالم الروحية كالزوايا والمساجد والأضرحة ” أكثر من 133 ضريح بمراكش” تعد من أكثر الأماكن استقطابا للسياح.
وركز على أهمية استثمار هذه التراث في السياحة عبر تخليصه أولا من التراعات المذهبية والفتن الفقهية وتبني مقاربة انطربولوجية مبنية على ثوابت الهوية الدينية والثقافية المغربية وعلى القيم التي اقترنت بسبعة رجال أو ثمانية رجال إذا ما تمت إضافة السلطان يوسف بن تاشفين الذي كان يكنى بأمير المسلمين لسعة عدله أو مدينة سبعة رجال زائد واحد على حد تعبيره.
وبعلاقة بالمحور الثالث أي استثمار التراث الروحي لمدينة مراكش في السياحة اعتبر المحاضر أن مدينة مراكش ولعدة قرون عرفت برجالاتها السبع وهي تشكل الآن معلمة ومؤسسة راسخة في الحضارة المراكشية والمغربية بصفة عامة تجدب إليها الزوار من كل مكان وتشمل الرجال السبع سيدي يوسف بن علي وسيد عبد الرحمن السهيلي القاضي عياض أبو العباس السبتي وسيدي عبد الله الغزواني وعبد العزيز التباع بن سليمان الجزولي .
اقترح المحاضر أن ترفع لوحات على أضرحة وبجوار اسم كل والي من الرجالات السبع تشير إلى سبب شهرتهم ودورهم في نشر المعرفة والعلم ومساهمتهم في التأسيس لثقافة التسامح: على ضريح سيدي يوسف بن علي ورقة تحت على الشكر والامتنان على الابتلاء اعتبارا لمعاناته مع داء الجذام. وان ترفع على ضريح القاضي عياض ورقة قيمية لوفائه السياسي واستماتته في الدفاع عن المشروعية وعلى ضريح ابي العباس السبتي لافتة تقدير عن الجد والعطاء وعلى ضريح الإمام الجزولي ورقة حول نضاله من اجل تخليص البلاد من الاحتلال الابيري ….
وهكذا يضيف التوفيق سيعرف الناس أن الأسلاف بنو هذه الأضرحة لا ليذكروا أصحابها دون عن الله وإنما شيدوها وبنوها عرفانا بالقيم التي ضحوا وعاشوا من اجلها أصحابها وهي قيم كونية خالدة وإسلامية بامتياز.