الأميرة للا لطيفة ” أم الشرفاء” .. الأميرة الكتومة والإنسانة

الأميرة للا لطيفة ” أم الشرفاء” .. الأميرة الكتومة والإنسانة

- ‎فيآخر ساعة
1149
0

 

تنحدر الاميرة للا لطيفة أمحزون أم  الملك محمد السادس و الامير مولاي رشيد و الاميرات للا حسناء للا اسماء و للا مريم من منطقة زايان الامازيغية بوسط المملكة و هي بنت أحد كبار شيخ قبيلة زايان وقد كانت الاميرة للا لطيفة تحمل اسم فاطمة حمو لكنها دعيت باسم لطيفة تجنبا للخلط مع الزوجة الاولى للملك الراحل الحسن الثاني وهي “للا فاطمة أمهروق ” بنت القائد امهروق و للاميرة شقيقتان امينة وحفصة التان تعيشان رفقة باقي عائلة امحزون بمنطقة الاطلس المتوسط و تحديدا بعروس الاطلس مدينة خنيفرة و الصورة الوحيدة الرسمية التي ظهرت فيها الاميرة لالة لطيفة التقطت لها خلال حفل زفاف ابنتها الاميرة لالة حسناء بحيث لم تظهر في اي صورة ملكية بعد ذالك فيما استعصى على الصحافة المغربية التي بدات تهتم كثيرا بالاميرة للا لطيفة الحصول على اي صورة تظهرها بشكل واضح،

لالة لطيفة المولودة في عام 1946 دخلت الى القصر الملكي في البداية رفقة احدى بنات عمها كجزء من حريم الملك الراحل الحسن الثاني غير ان الحظ سيبتسم لها و سيفتح امامها ابواب القصر الكبيرة حين استطاعت ان تثير بجادبية شخصيتها القوية الملك فاختارها لتكون زوجة له وام لابنائه برغم انها لم تكن اجمل من ابنة عمها او اجمل من باقي نساء الحريم اللواتي كن يغمرن مقصورات القصر الملكي و ندرن انفسهن للملك الراحل الحسن الثاني، حيث لم يكن من حقهن الانجاب او مغادرة القصر الملكي. و الاميرة للا لطيفة الآن امرأة في عقدها السادس، لاتزال تحتفظ بالكثير من مقومات جمال الأطلس المتوسط، تتنقل بين مراكش وباريس، يدير أعمالها مدير الحرس الخاص للراحل الحسن الثاني الحاج المديوري الذي لازال محط ثقة الأسرة الملكية.

هي الملكة الأم، كما يحلو للصحافة الأجنبية التي تتتبع خطواتها في باريس وصفها، وهي أم الملك محمد السادس الذي تجمعه بها أحاسيس مرهفة،  التي ولجت القصر وعمرها لا يتعدى الأربعة عشر ربيعا، فدخلت عالما ظل غارقا في التمثلات والإستيهامات والتخيلات من وحي ليالي ألف ليلة وليلة، و رغم غيابها الرسمي ،فقد أفرد الملك محمد السادس في أحد حواراته التي تعد على رؤوس الأصابع حيزا مهما وهو يحن إليها: ”أنا شديد الارتباط بوالدتي وشقيقي وشقيقاتي الثلاث.. أنا نفسي نصفي أمازيغي. وسيكون إذن من قبيل التنكر لجزء من ثقافتي وأصولي إن لم أفعل ذلك. أنا مع الأسف لا أتحدث بالأمازيغية لأنها لم تكن ضمن المقرر الدراسي الذي لقنته، ولكن بودي أن أتمكن من إيجاد الوقت الكافي لتعلمها. إن المغرب هو مزيج من الثقافات..”(حوار الملك في جريدة لوفيغارو الفرنسية سنة الفين وخمسة) . ويعرف عن الاميرة للا لطيفة انها امرأة كتومة و حريصة على البقاء في الظل، و تقيم أم الملك محمد السادس بين طريق النخيل بمراكش و”نويي” في باريس في إقامة أشبه بزمردة ثلجية، تجمع بين الرخام النادر الأبيض والأخضر المرصع بماء الذهب بزنقة هنري باربيس الواقعة بنويي سير سين في مقاطعة “هو دو سين” الباريسية، التي بلغ ثمن العقار فيها منذ سنوات خلت مبالغ خيالية، وهي الإقامة التي قلما تفتح شبابيكها الخارجية، بحكم أن ثمة أكثر من منفذ بالبناية الأسطورية، يمكنها من الانفتاح على العالم الخارجي، هذا في الوقت الذي يخيل للمارة الباريسيين من أثرياء الجمهورية الفرنسية القاطنين بنويي أنها منغلقة على ذاتها. في منفاها الإختياري بحيث لم يظهر لها أثر بعد وفاة الحسن الثاني، رغم الظهور المتواتر لنساء القصر، والظهور العلني لأول مرة لزوجة أحد الملوك العلويين في شخص للا سلمى ومنحها لقب أميرة.

صورة جماعية تجمع الملك محمد السادس بعماته وزوجته و شقيقاته ونجلاتهن

 

وقد أثار غياب أم وريث الحسن الثاني،  الكثير من الأسئلة في الصورة العائلية التي انفردت بنشرها مجلة ”باري ماتش” الفرنسية بمناسبة الذكرى الخمسين لعودة أب الاستقلال من المنفى، وعدم حضورها لدى استقبال محمد السادس لعماته بمناسبة عيد ميلاده سنة2007، وتوشيحهن بوسام، ومن بينهن الأميرة لمياء الصلح زوجة عم الملك محمد السادس.. والمرة الوحيدة التي برز فيها اسم أم الملك، تزامنت مع تسرب نبأ تبنيها حالة الطفل ياسين الذي كان مهملا بأحد سطوح مراكش يقتات على ما تبقى من فتات الكلاب التي نهشت وجهه، لدرجة أنها حرصت على التكفل بمصاريف علاجه، بما في ذلك العملية التجميلية التي أصرت على أن يجريها في أشهر المصحات الباريسية المختصة في التجميل، كما اصطحبته معها عند أدائها آخر مرة لمناسك العمرة و قبل حوالي شهرين ظهرت الاميرة للا لطيفة وكأنها شابة في الأربعينات، في ردائها الثلجي الذي كثيرا ما ترتديه في جو مراكش الساخن. و محمد المديوري رئيس الحرس السابق للحسن الثاني الأكثر صرامة يتقدم الحراس الخاصين لأم الملك، تقدمت “ام الشرفا” لتقص شريط تدشين مسجد الهدى ببوعكاز بالقرب من مطار المنارة بمراكش، فيما النساء اللواتي بلغهن موعد تدشين أم محمد السادس للمسجد، يرمين بالرسائل الإستعطافية في اتجاهها، هذه مصابة بداء السرطان تمني النفس بالعلاج على حساب جمعية للا سلمى لمكافحة السرطان التي تترأسها عقيلة ابنها الملك، وتلك تطلب عملا لابنها المعطل
وقد سجلت حضورا قويا للاميرة للا لطيفة على صفحات الجرائد حيث استاثرت قضية تعرضها للنصب بمدينة مراكش باهتمام مختلف الجرائد و حظيت جلسات محاكمة المتهمين بقضية النصب على ام الملك باهتمام و متابعة كبيرين.


للا لطيفة ، الصورة الانسانية لام الملك
انا شديد الارتباط بوالدتي، تلك هي الجملة الوحيدة التي تحدث فيها الملك محمد السادس عن امه للالطيفة وهو يجيب جريدة لوفيغارو على سؤال مرتبط بموضوع الامازيغية يضيف الملك، أنا نفسي نصفي امازيغي وسيكون إن من قبيل التنكر لجزء من ثقافتي وأصولي ان لم أفعل ذلك.انا مع الأسف لا اتحدث بالامازيغية لانها لم تكن ضمن المقرر الدراسي الذي لقنته.ولكن بودي أن اتمكن من ايجاد الوقت الكافي لتعلمها.ان المغرب هو مزيج من الثقافات.
و بالفعل فان والدة الملك محمد السادس من أصول امازيغية صرفة، تنحدر من قبيلة زناتة وهي ابنة الشيخ امحزون وهذا الاخير ليس سوى سليل المحزونيين الكبار والذين عرفوا بمقاومتهم للاستعمار الفرنسي.اما موحا وحمو الزياني، المقاوم الشهير للاستعمار في مطلع القرن العشرين فليس سوى القائد محمد وحمو بن عقى بن أحمد المعروف ب أمحزون بن موسى.يصفه أحمد المنصوري في مخطوطة كبار العنبر من عظماء زيان وأطلس البربر,بانه قائد طلع في زمان الدولة الحسنية.ان حمل السلاح فللأمن والاصلاح وان قاد الجحافل فكأنما يختال في المحافل، ثم هو فارس تلك القبائل، لما مدت فرنسا لصيدها الحبائل فقد كان وجهها سدا وأولاها عنادا وصدا.
ويحكي الجنرالات الفرنسيون في مذكراتهم أنهم لم يلاقوا مواجهة ومقاومة أقوى مما لاقوه من هدا القائد الشهير.وقد حاول الجنرال ليوطي والجنرال هنريس.رئيس معسكر مكناس وآخرون استمالة أمحزون بالكثير من الهدايا والاغراءات دون نجاحه ، ويعترف الجنرال كيوم بعد انتصار امحزون في معركة الهري سنة 1914، أن فرنسا لم تلق هزيمة نكراء مثل هذه طيلة تواجدها الاستعماري في افريقيا.
تجربة الراحل الحسن الثاني مع الاستعمار والذي رأى فيه القوة التي تهدد وصوله الى العرش,بعد ابعاد والده السلطان محمد بن يوسف عن العرش ونفيه الى خارج المملكة,جعله فخورا دائما بمقاومته رجال الاطلس للاستعمار الفرنسي مند انطلاقته في بداية القرن العشرين.ولم يكن اختيار للالطيفة الا لكونها قد حازت على كل شروط سيدة القصر الأولى يومها.الحسب والنسب والمال والجاه ,والجمال طبعا والانتماء الى قلب المغرب وعمقه التاريخي وكذا الانتماء الى قبيلة المقاومة والصمود وعائلة الابطال الكبار وصانعي التاريخ الحديث.
بعد التحاقها بالقصر سنة 1961 ظلت صلتها بوالدها قائمة وكان والدها يتردد على مقر اقامتها في القصر الملكي باستمرار، على متن سيارة بيكوب بيضاء ، كان يطلق عليها وحدها حينئد اسم البيجوط.عن سيدة القصر أم الشرفاء يحكي مصدر كان يعمل في القصر الملكي عن كرمها الكبير واخلاقها الرفيعة وذكائها كانت معروفة بالكرم وتقضي مصالح الكثيرين ممن يرفعون اليها طلباتهم بكل أريحية ودون تردد وكما يشير المصدر الى شخصيتها القوية المعروفة داخل القصر.هي سيدة القصر وسليلة عائلة كبيرة وغنية ومعروفة بالكرم والضيافة وخدمة كل من يقصدها من أفراد وجماعات وقبائل أيضا ويؤكد نفس المصدر ملخصا صورتها في كونها سيدة انسانية جدا,وليس تبني قضية الطفل ياسين,الذي تم تركه لسنوات في أحد سطوح مراكش قبل أن يتعرض لتشويه خلقي وحيث تكلفت بنفقات عمليات التجميل التي أجريت له ليس هذا الحادث، سوى وجه من وجوه هده الصورة الانسانية المثالية.

 

‎إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك ايضا ان تقرأ

RADEEMA تعلن عن إغلاق الملحقات التجارية بمراكش يومي الجمعة والسبت