محمد البندوري يمطر الساحة الحروفية بكلمات حارقة هل من ركائز تستحضر البعد الأخلاقي وتنتصر للموضوعية والشفافية

محمد البندوري يمطر الساحة الحروفية بكلمات حارقة هل من ركائز تستحضر البعد الأخلاقي وتنتصر للموضوعية والشفافية

- ‎فيفن و ثقافة
374
0

أطلق الدكتور محمد البندوري خطابا ناريا انتقد فيه الوضع الحروفي السائد وما يشوبه من معوقات وعراقيل وما يكتنفه من غياب شبه تام للتواصل الفني والمعرفي والعلمي بين مختلف الأطياف التي تشكل بؤرة الخط المغربي في سياقاته المختلفة. وذلك على إثر ما شكلته مجموعة من الخطابات المتناثرة هنا وهناك من إشكالات لا تمت لواقع الخط المغربي فنيا وعلميا بصلة، وذكر على إثر ذلك بأن معظم الخطابات تجسد أخيلة صاحبيها لتحريك وضع معين دون النظر إلى مستوى التفاعل والتحولات الإيجابية للخط المغربي، ومن تم يجب أن ندرك أهداف ومرامي تلك المساعي والتحولات التي يرغبها أصحابها.
وأضاف البندوري بأن الواقع الحروفي الآني يختلف تماما عن الواقع المرئي في المشهد الثقافي، وهو بذلك يعوض الخطابات البصرية بما تحتويه من أشكال خطية وما تتوفر عليه من دينامية ومن خطاب حقيقي يؤكد تجليات الخطاب البصري المفعم بتعابير الأفكار المختلفة وتلقائية مجريات الأحداث التي تضفي معنى على الحروفية المغربية في عمومها. فتجليات الخطاب البصري عوض تجليات الخطاب الفضفاض تحمل دلالات في إطار المعالجات البصرية التي قد لا تستغني عن القراءة من مرجعيات تنظيرية ومرجعيات ممارساتية، ويضيف البندوري: لأن عوالم المادة الخطية بالمغرب والحروفية المغربية عامة راكمت رصيدا تاريخيا وراكمت رصيدا علميا ومعرفيا – لم ينتبه إليه أصحاب المساعي الخاصة – وهي أرصدة جسدت في سياقاتها رؤى ومسوغات بالغة الاهتمام في أفكار الخطاطين والمنظرين المغاربة الأجلاء، وفي عقول القراء النجباء الملمين بواقع الخط المغربي وواقع الخطاطين المغاربة ويعرفونهم الخطاط تلو الآخر، والمُنظّر تلو الآخر بمقدراتهم العالية ومؤهلاتهم الكبيرة وثقافتهم الأصيلة. ويعرفهم علماء الجمال في مختلف دول العالم، لأنهم يحملون مشعل الخط المغربي بصفاء وحب في الخط المغربي، وبحب الوطن وكل مقدسات الوطن. ويحملونه دون مزايدات، بل بعشق الخطاط المغربي المبدع والمنظر المغربي العاشق..
وشدد البندوري على أن الحروفية المغربية بعملياتها الخطية المتنوعة وبكل عناصرها ومفرداتها هي مقاربة أخلاقية أولا ثم تواصلية ثانيا ثم فنية وجمالية ودلالية ثالثا تجعل القارئ يسعى إلى مقاربتها هو الآخر حسب الأبعاد التأويلية بمكوناتها الظاهرة والباطنة، ومن حيث هي لغة التواصل ومن حيث الخطاب الذي تمرره، ومن حيث هي مادة جمالية تكتنز مجموعة من المخفيات تنتج جملة من المعاني، هذا فضلا عن كونها تحمل قيما تاريخية ودلالية وخطابية تواصلية بين الخطاطين والقراء المغاربة، ورسالة نبيلة تتصل مباشرة بالهوية، فهي تمثل حاملا ثقافيا ومكونا من مكونات الأسس التاريخية المغربية المبنية على مرجعيات بصرية دالة ومدلولة على أفكار وثقافة معينة قد يغيبها القارئ العادي، ويستجليها القارئ الناضج ليسمو صوب دلالة الوعي، لتوضيح سمات المعنى القرائي المغربي الصرف، باعتبارها رؤية فاعلة ومتفاعلة، تتضمن ثقافة الخطاب الخطي المغربي في سياق المجال الذي يوفر إمكانية التفكير والفهم العميق لعدد كبير من العوالم والمعارف بسبب كثافتها الدلالية وأشكالها الرمزية، فللآليات التواصلية، وتوجيه هذا التواصل من خلال العمليات التأثيرية مدركات بنائية تتطلب عمليات معرفية توازي عمليات القراءة، في نطاق أنظمة تفاعل ضمن آليات متعددة، يتحرك فيها الحرف المغربي بجمالياته المتعددة الذي يعد الركيزة الأساسية في المنظومة الخطية المغربية.. فهل من ركائز تستحضر البعد الأخلاقي لتحقيق التوليف بين مختلف الهياكل الخطية المغربية وتنتصر للموضوعية والشفافية لإنجاز خط مغربي جمالي يستند إلى مبادئ قيمية ويفكك الشفرات ليوصل المعنى السامي إلى القراء وفق المحددات الجمالية البصرية التي صنعها المغاربة عبر لتاريخهم المجيد.

‎إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك ايضا ان تقرأ

RADEEMA تعلن عن إغلاق الملحقات التجارية بمراكش يومي الجمعة والسبت