الشاعر طه عدنان: في مراكش، الولاة يتغيّرون، لكن قراراتهم الغريبة تبقى محفوظة في سجّل التاريخ.

الشاعر طه عدنان: في مراكش، الولاة يتغيّرون، لكن قراراتهم الغريبة تبقى محفوظة في سجّل التاريخ.

- ‎فيفن و ثقافة
390
0

 

 

قال الشاعر المغربي المغترب بالديار البلجيكية ، طه عدنان ، أنه جال في مدينة مراكش،  ووقف على بعض التحضيرات لاحتضان المؤتمر العالمي للمناخ “كوب 22″. من ذلك تثبيت جيل جديد من المصابيح الذكية في أهمّ شوارع المدينة. ويضيف طه عدنان ” الأشغال بدأت من شارع محمد السادس شريان مراكش الجديد. لكن، ما بال هذه الرّافعة الحديدية ما زالت نابتةً هنا مثل خطأ إملائي شنيع على غلاف كتاب؟ عادت بي ذاكرتي إلى 2011، حين تمّ تثبيت هذه الرافعة الممدودة مثل صليب من أجل هدف شعري نبيل. غُرِسَت هنا لتحمل نصب الرخام التذكاري الذي كان يتضمّن قصيدة لي كتبتها مع الشاعر الجزائري الصديق بوزيد حرز الله على إثر التفجير الإرهابي الذي تعرّض له مقهى أركانة بساحة جامع الفنا في 28 أبريل 2011. فكرة النصب تحمّسَتْ لها وأشرفَتْ على إنجازها رئيسة مقاطعة جيليز حينها قبل أن يبادر والي المدينة إلى اقتلاعه بعد ساعتين فقط من تثبيته. ومنذها لم يجرُؤْ والٍ بعدَهُ على اجتثاث هذا الصليب الحديدي الذي مرت خمس سنوات اليوم على انتصابه في وجوهنا دليلا وشاهدا على غبائهم الأمني.

image image image image

ويستطرد عدنان ” الأشغال على قدم وساق في شارع محمد السادس وفي كل مراكش، لكن المقاولين والمهندسين والعمال المساكين الذين يتحرّكون في الشارع يتفادَوْن جميعًا الاصطدام بهذا الصليب الغامض وهم يتهامسون: “لعلّ لأولي الأمر فيه مآربُ نجهلها”.
ويوضح الشاعر المغربي ، في مراكش، الولاة يتغيّرون، لكن قراراتهم الغريبة تبقى محفوظة في سجّل التاريخ. الوالي القديم طرد الشعر والرخام من شارع محمد السادس دون سابق إنذار. طرد الجمال لأن مشكلته مع الجمال، أمّا القبح فلا يؤذيه ولا يزعجه. والدليل، أنه ترك الرافعة الحديدية تنتصب هناك بشكل يؤذي رونق المكان”.

 

‎إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك ايضا ان تقرأ

RADEEMA تعلن عن إغلاق الملحقات التجارية بمراكش يومي الجمعة والسبت