ترشيح جماد القباج باسم جزب العدالة والتنمية بدائرة مراكش-جليز، المنطقة العصرية والسياحية بالمدينة، يحمل أكثر من رسالة يريد بنكيران شخصيا أن يوضلها ألى من يعنيهم الأمر بطريقة بالغة الفضاضة والفجاجة تكشف نفسية خطيرة .
الرسالة الأولى شخصية جدا ومعبرة عن حقد دفين يحركه أكثر من الإيديولوجيا الإسلاموية والسياسة والحكومة والبلد، إذ أن السلفي حماد القباج منشق عن السلفي الآخر المغراوي المعروف بعلاقته بفؤاد عالي الهمة عائليا وشخصيا. فهو بترشيحه للقباج يدخل مع عدوه اللدود الهمة في نوع من “التقلاز” والقباج في العملية أصبع. وكما هو معروف، فكل ماقاله بنكيران في حق إلياس العماري إنما يعني الهمة الذي لايعاديه رئيس الحكومة لأنه المؤسس الحقيقي للأصالة والمعاصرة، بل لأنه كاد أن يقضي على حزبه وزاويته وأن يقضي عليه هو شخصيا بعد تحميل العدالة والتنمية المسؤولية المعنوية في الأحداث الإرهابية لماي 2003 لولا تدخل أطراف أخرى. وكانت المواجهة بين الرجلين في ذلك الوقت بداية معركة لم تنته لحد الآن.
الرسالة الثانية يمكن تلخيصها في كون بنكيران يرغب في إقناع السعوديين، الذين يتبع لهم القباج ويستفيد من أموالهم كما استفاد منها أستاذه المغراوي صاحب فتوى تزويج القاصرات التي دافع عنها القباج، بأنه مستعد لعقد حلف مع السلفيين الوهابيين وفتح المجال أمامهم للولوج إلى المؤسسات والدفاع عن الوهابية التي يعلن القباج عن انتمائه إليها من خلال النص تحته الذي يبرر مشاركته في الانتخابات بفتوى لأحد فقهاء الوهابية الأكثررجعية وتشددا وليس بدستور البلاد أو القانون أو قيم ومبادئ الديمقراطية،
الرسالة الثالثة يمكن اعتبارها تهديدية للدولة وللديمقراطيين على حد سواء، حيث تفيد أن بنكيران يرغب في تجميع التيارات الإسلامية في جبهة غايتها مواجهة من يعتبرهم وأصحابه صفا معاديا وعلمانيا ودنيويا يعرقل تحقيق غايات الإسلاميين. ومعروف أن زاوية بنحماد والريسوني والهيلالي ومعها حزب العدالة والتنمية لم يدخرا جهدا للتنسيق مع العدل والإحسان وتوحيد صفوفهما لكن المنافسة بينهما لم تكلل ذلك الحهد بالنجاح، وإن كان العدالة والتنمية يراهن على أصوات العدلاويين لترجيح كفة مرشحيه هنا وهناك، وعلى استعمال قاعدة العدل والإحسان كذلك في رد الفعل الذي يهدد باللجوء إليه في حال ما إذا لم يحصل على المرتبة الأولى في الانتخابات العامة لمجلس النواب المقبلة ولم يعد زعيمه لرئاسة الحكومة. فالتخويف بات تاكتيكا واضحا للعدالة والتنمية في حملته الانتخابية السابقة لأوانها، والأدوار موزعة وبوعشرين أصبح مكلفا برجع الصدى وتكثيف التهديد ليس فقط للمنافسين والخصوم بل وأيضا لأعضاء حكومة بنكيران. فالحكومة لم تعد موجودة بالنسبة للإسلاميين والمواجهة مع الدولة ابتدأت،
الرسالة الرابعة مفادها أن بنكيران يرغب في التأكيد بأن الانتخابات تهمه أكثر مما يهمه أي شئ آخر، وأن يفوز بها بواسطة من يحملون أفكار داعشية أو وهابية هو الأهم. والقباج رجل عبر مرارا وتكرارا، والنص تحته من النصوص التي عبر من خلالها، على عدائه للديمقراطية وللحريات وحقوق الإنسان وللمساواة بين المواطنين والمواطنات ولكل ماله صلة بالعصر ومكاسب البشرية. إنه رجل قادم من القرون الوسطى ولايهمه من كل ما في هذا الزمن غير البترودولار، وليس معروفا ماإذا كان يؤدي عن مداخيله من البترودولار ضرائب أم أنه يعتبر الضريبة حرام وتكفيه الركاة، وما إذا كان يصرح بتلك المداخيل وفقا للقانون أم يعتبر القانون طاغوتا.
ترشيح حماد القباج باسم العدالة والتنمية حامل لرسائل أخرى خطيرة.
محمد نجيب كومينا