الحكاية 20 من حكايات الاميرة ذات الهمة.. اللقاء مع الام

الحكاية 20 من حكايات الاميرة ذات الهمة.. اللقاء مع الام

- ‎فيفن و ثقافة
225
0

 

د محمد فخرالدين

قال الراوي :

اما ما كان من أمر الامير عبد الوهاب فانه انتقل إلى مرحلة الشباب و قد فاق الاقران و الأصحاب وربي و أدب بأحسن الآداب ، و تعهد بتدريبه و تربيته أمير من امراء بني كلاب ، يسمى الامير عبد الله ، الذي سهر على إعداده كفارس من الفرسان ، و بطل من الشجعان ، و جعله يتدرب على يد أمهر معلمي الفروسية في ذلك العصر، و هو المعلم المشهور على مر الدهور داود بن محمد النجار الذي علمه فنون الضرب بالصوارم و السيوف و اللعب على ظهر الجياد و الخيول ، و لقنه مختلف فن الكفاح و الطعن بالرماح، وأعمال و خدع الشطار و العيار.

ولما رآى الأمير عبد الله عبد الوهاب و قد صار على هذا القدر من التدريب في ذاك الفن العجيب ، و لم يعد يجاريه أحد من الفرسان في ذلك الميدان ، وهب له ابن فرسه السوداء الأصيلة سحاب ، التي ليس لها مثال في ذلك الزمان ، فصار يكر بها على الفرسان و يهزم بها كل الشجعان .

ثم إن المرضعة أم مرزوق ـ في يوم من الايام ـ و قد احست بدنو اجلها طلبت الامير عبد الله إليها ، و شكرته على ما كان منه من معروف ، و طلبت منه ان يستمع اليها باهتمام ، و حكت له القصة من البداية الى النهاية و التمام ، عما كان من أمر عبد الوهاب و امه الأميرة ذات الهمة ـ و اعطته القصبة التي من الذهب، فلما قرأ ما فيها ادركه العجب، ثم إن المرضعة طلبت من الامير عبدالله ان يذهب بالصبي الى أمه في جزيرة ما لطينة و أن يتحمل التعب ، و بعد ذلك اسلمت الروح إلى باريها فسبحان الذي لا يموت .

و مضت الايام وصلت الأخبار إلى الأميرة بكون ابنها قد كبر وصار شابا لكنها حزنت كثيرا لخبر موت مرضعتها الأمينة أم مرزوق ..

و سار الأمير عبدالله إلى الأميرة ذات الهمة مصطحبا معه ابنها عبد الوهاب و طلب مقابلتها .

و كانت لا تعرفه ،فلما رأت معه الشاب حدست انه ابنها عبد الوهاب فرحبت بهما غاية الترحاب ..

و كان عبد الوهاب رغم حداثة السن و الشباب ، رزيناً مجللاً بحكمة الكبار، فقد ترجل عن فرسه ـ و هو يعلم أنها آمه كما اخبره الأمير عبد الله ـ و احتضنها و هو يجهش بالبكاء ، أما الأميرة ذات الهمة فقد عانقت ابنها معانقة الأحباب و الدموع في عينيها كانت هي الجواب ..

ثم طلب منها عبد الوهاب في توسل أن يبقى معها ، و أن يشاركها في
الجهاد وتحرير البلاد من الاعادي،فقبلت أن يكون إلى جانبها ، ثم انها شكرت الامير عبد الله كل الشكر على ما قدمه لابنها من معروف ،و اكرمته و اغدقت عليه من المال و طلبت منه ان يعود الى الديار .

اما الامير عبد الوهاب فقد كان يريد ان يتدرب على فنون الحرب و النضال و الفنون الجديدة في القتال ، و ان يباري في ذلك أشرس الرجال، ففرحتْ الأميرة ذات الهمة بشجاعته فرحا شديدا ما عليه من مزيد ، و هي ترى ابنها الوحيد عبد الوهاب يبدي عزمه الاكيد في مساعدتها على ما تريد ..

و تعلم عبد الوهاب فنون و أساليب ما استحدثه الأعداء من وسائل القتال ، من مفرقعات نارية، وأسلحة كيماوية، وغدارات، و أطلعته ذات الهمة على آخر ما عاد به عياروها وجواسيسها من أسلحة بيزنطة و الروم ،التي عالجها عبد الوهاب و باقي الرجال وكأنه على معرفة سابقة بها، وانشغل بأسرارها طويلاً، تحت رعاية فرسان و رجال ذات الهمة الأخيار .

و فرحت ذات الهمة فرحا شديدا بابنها عبد الوهاب هذا الفارس الجديد الذي دعم صفوف المسمين و ازال عنها التهديد .. وكانت هي تنظر اليه و هو يهاجم الى جنبها و يحث جيوش المسلمين على اقلاق راحة تحالف الروم في فنون الدفاع و الهجوم ، و المزيد من القتال و النضال حتى تحرير كل الثخوم …

و صارت ذات الهمة لا تطيق فرقة ابنها عبد الوهاب، حتى تكون هي و اياه في مقدمة القتال و الصدام ، هكذا انتقلا من نصر الى نصر و دفعا صفوف جند التحالف الرومي البيزنطي المهاجمة لثغور المسلمين إلى التقهقر ،حتى أنه طلب من ذات الهمة السلم و الهدنة .

‎إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك ايضا ان تقرأ

RADEEMA تعلن عن إغلاق الملحقات التجارية بمراكش يومي الجمعة والسبت