بإشراف من مركز الدكتوراه بكلية الحقوق بمراكش؛ وبتعاون مع مؤسسة هانس سايدل؛ نظمت مجموعة الأبحاث والدراسات الدولية حول إدارة الأزمات يوما دراسيا تكوينيا لفائدة طلبة الدكتوراه المسجلين في إطار المجموعة؛ تمحور حول المغرب والمتغيرات الإقليمية وذلك يوم السبت 14 مايو 2016.
استهل اللقاء بكلمة لمديرة مركز الدكتوراه الأستاذة أمينة بن الرايس أشارت فيها لأهمية اللقاء؛ مذكرة بانخراط المركز في دعم مثل هذه المبادرات الرامية إلى تطوير كفاءة الطلبة الباحثين؛ منوهة بالجهود التي يبذلها مركز الدكتوراه في هذا الإطار..
أما الأستاذ يوخان لوباه المندوب الإقليمي لمؤسسة هانس سايدل بالمغرب وموريتانيا؛ فقد اعتبر أن اللقاء يكتسي أهمية كبرى لكونه موجه لطلبة دكتوراه مقبلين على مناقشة رسائلهم؛ ونوه بطبيعة المواضيع الهامة التي سيقدمها الباحثون والطلبة لكونها منفتحة على المتغيرات الدولية والإقليمية الراهنة.
ومن جانبه؛ أكد رئيس شعبة القانون العام الأستاذ محمد الغالي على أهمية مثل هذه اللقاءات التي ينبغي تكثيفها؛ خصوصا وأنها توفر للطلبة فرصا للوقوف على الكثير من المشاكل المنهجية التي تعوق مسارهم البحثي؛ من خلال التفاعل المباشر مع آراء وملاحظات الأساتذة.
أما مدير مجموعة الأبحاث والدراسات الدولية حول إدارة الأزمات الأستاذ إدريس لكريني فتطرق لسياق هذه المبادرة التي تنحو إلى فتح المجال أمام الطلبة لتطوير أدائهم والوقوف على مختلف المشاكل الموضوعية والمنهجية التي تواجههم؛ والاستفادة من توجيهات وملاحظة الأساتذة المشاركين.
وفي الجلسة التأطيرية ترأسها الأستاذ إدريس أسوكام؛ تدخّل الأستاذ عبد المالك الوزاني في موضوع: “مدخل لنظرية العلاقات الدولية”، حيث نبه إلى الخلط القائم بين البراديغمات (نسبة ّإلى توماس كوهن Thomas Kuhn) والنظريات التي يمكن أن تكون نظريات للعلاقات الدولية (كارل بوبرKarl Popper) مع تفضيله الحديث عن براديغمات في العلاقات الدولية. وأشار إلى عدم تمكن نظريات العلاقات الدولية المختلفة على استشراف ما وقع في الاتحاد السوفييتي السّابق والعراق وسورية.. مع دعوته إلى الاستعانة بفلسفة العلاقات الدولية والانفتاح على حقل الفلسفة السياسية والفكر السياسي والإشادة بأهمية رايمون آرون (R. Aron) كموقع الالتقاء بين المدرسة الفرنكفونية والمدرسة الانجلوسكسونية.
وقدّم الأستاذان إدريس لكريني وفاطمة غلمان ورقة مشتركة بعنوان “المغرب والأزمات الإقليمية الراهنة”، ركّزا فيها على تفاعل السياسة الداخلية والسياسة الخارجية، ومحاولة المغرب التأقلم مع المتغيّرات الإقليمية عن طريق العمل الدبلوماسي والاقتصادي. وبيّنت الورقة أهمية الاستقرار الداخلي في تعزيز العمل الخارجي، واستناد قوة السّلوك الخارجي إلى أجرأة المقومات في سياق تغيّر مفهومي الأمن والسّلم الدوليين وتشبيك العلاقات الدولية. ذلك أن السياسة الخارجية، بحسب الورقة أصبحت لها مسؤوليات متعدّدة كجذب الاستثمارات والمساهمة في فض المنازعات وتعزيز القوة الناعمة (Soft Power)..
خصصت جلسة العروض الأولى التي ترأسها الأستاذ محسن الأحمادي للحديث عن موضوع: السياسة الخارجية والتطورات الراهنة بالمنطقة؛ تدخل فيه الطلبة الباحثون آمال الحواسني وعبد الواحد أولاد مولود ومحمد النضر وعلي فاضلي؛ على مستوى تطور أداء السياسة الخارجية للمغرب وجهود التصدي لمختلف المخاطر الإقليمية وتمتين العلاقات مع عدد من القوى الإقليمية والمساهمة في إدارة عدد من الأزمات.
أما جلسة العروض الثانية التي ترأسها الأستاذ عبد اللطيف بكور فقد تناول فيها الطلبة الباحثون إبراهيم نوحي، وجامع سموك والحبيب أستاتي والحسان البرنوسي وزهير لعميم؛ مسار الإصلاح الدستوري والسياسي بالمغرب؛ والانتخابات التشريعية ورهانات الدّمقرطة من خلال تجارب مقارنة؛ وقضايا التنمية ورهان الاستقرار الداخلي؛ إضافة إلى التعاون المغربي – الإفريقي على مختلف الواجهات؛ ومسألة اللجوء وإشكالاته القانونية في السياق الدولي..
وبعد ذلك فتح النقاش الذي انصب على ملاحظات السادة الأساتذة الحاضرين الذين أجمعوا على جودة الأوراق المقدمة وجديتها؛ تم طرح مجموعة من الملاحظات المرتبط بطريقة الأداء والمناهج المتبعة؛ وأخرى على مستوى المضمون؛ حيث تم تقديم مجموعة من التوجيهات والإضافات والانتقادات لأصحاب الأوراق، وركّزت معظم هذه الملاحظات على أهمية تحليل مضمون هذه الدّراسات والتّعميق بشأنها، وعدم الوقوف على جمع المعطيات والإحصائيات، وكذا الابتعاد عن الأسلوب السطحي في تناول المواضيع المختارة؛ وضبط الإطار المنهجي.
وفي الأخير، تمّ التأكيد على أهمية تنظيم مثل هذه اللقاءات بشكل منتظم؛ قبل أن ينتهي اليوم الدراسي بتوزيع شهادات تقديرية على المشاركين.