تلكؤ الدولة في الكوارث الطبيعية وتدخلها بسرعة البرق في فض المسيرات وقمع الاحتجاجات

 

محمد النواية
مرة اخرى تضرب الفيضانات محوري مراكش –تارودانت ومراكش-ورززات
وتخلفت ضحايا من البشر والحيوانات ودمارا في المباني والطرقات فعلى طول الطريق الرابط بين مراكش وتارودانت انهالت امطار غزيرة على الدواوير
والمداشر المجاورة للوديان الاتية من القمم الشاهقة لجبال الاطلس والحاملة
لسيول قوية مصحوبة برعد وبرق أتت على محاصل السكان من الفواكه التي
تعد المنتوج الرئيسي للمنطقة .فمن منطقة اسني وامليل سفح جبل توبقال مرورا
بويركان وثلاتن يعقوب واجوكاك وتنمل مهد الدولة الموحدية الى المعبر المنسي
تيزنتاست المؤدي لتارودانت تشدك مظاهر التهميش التي تطال هذه المناطق
وتدهشك سماحة اهلها وحبورهم وروعة حفاوتهم التي تلفك عندما تحل بها .
وفي تارودانت ادى ارتفاع مستوى مياه وادي تسمارت الى حصيلة من الضحايا
والمفقودين وانهيار في مباني الساكنة.
اما محور ورززات فقد عاش هذا الاسبوع زخات مطرية قوية وفيضانات في
أوديته بدءا بوادي الزات بأيت اورير وتغدوين مرورا بتفليحت وزرقطن ومعبر
تيشكا الذي اقتلعت المياه مقاطع كاملة من الطريق التي هللت الحكومة بانجازها
بدل من النفق الذي لا زالت تحلم به الساكنة ومحتها من خارطة الطرق
وصولا الى ورززات ونواحيها من اغرم امرزكان تيفليت اكويم الى المحاميد انه جزء من المغرب المنسي بسكانه الطيبين الكرماء وشبابه المهمش
وجباله الاطلسية الكبيرة وبيوته الطينية المتواضعة وقناطره الخشبية المهترئة الذي يفتقد لادني شروط الحياة الكريمة والذي لا يصل اليه صخب المهرجانات والتدشينات والمعارض والحفلات والبهرجة الكبرى ولا قوافل المجتمع المدني كما لا يعرفه الإعلام الرسمي ولا الجرائد الحزبية والمستقلة .
لقد كشفت هذه الفيضانات والكوارث التي صاحبتها عما هو أعمق ويتجلى
في نقطتين :

– 1 غياب خطة وبرنامج في حالة الكوارث الطبيعية يقي البلاد شر المخاطر
والآفات التي تهددها في مثل هذه الحالات فإلى متى سنبقى نعتمد على
أساليب تقليدية ومتخلفة في مواجهة هذه الحالات في غياب نظرة وخطة
مستقبلية تعتمد على خبرات دولية ودراسات علمية ترسم كيفية المواجهة
من حيت الأجهزة والوسائل اللوجستيكية الحديثة والوحدات الخاصة
والمدربة كما هو متعارف عليه في الدول المتقدمة
– 2 ردود فعل السلطة الارتجالية
في حالة عدم توفر الدولة والحكومة على ما تناولتاه في النقطة لا يمكن
لرد فعلهما إلا أن يكون ردا ارتجاليا من حيت تدبير الأزمة ونوع الآليات
ونجاعة الوسائل التي استعملت في التصدي لها وتحديد الأولويات
وكيفية التدخل وعدم القدرة على التواجد في كل النقط التي تضررت.
لمادا تتلكأ الدولة في اعطاء الاوامر للجيش والقوات المساعدة والدرك ليتدخلوا بكل العتاد واللوجستيك الذي يتوفرون عليه في المناطق المنكوبة
في حين يتدخلوا بسرعة البرق لفض المسيرات وقمع الاحتجاجات.
طيلة اسبوع وما يزيد عاشت هذه المناطق فاجعة لم يكن لها صدى الا في
مواقع التواصل الاجتماعي وبعض المنابر الالكترونية أما الاعلام العمومي
كعادته فكان منشغلا بالبت المباشر زوالا لكائنات بهلوانية داخل قبة البرلمان التي غدت تسلية للكبار كما للصغار وبنقل الحفلات والسهرات
الماجنة ليلا أما احدى قنواتنا الرسمية فقد سخرت منا بنقلها لأطوار مسابقات لعبة الكولف طيلة اسبوع كانت فيه صرخات الاغاثة تنبعت من
المناطق المنكوبة انها استهانة خطيرة ومدوية .
ان ما تقدمه أجهزة الاعلام الرسمية يختفي منه الحياء لأن السلطة ركبت
رأسها وركبت سياسة الاستهانة بمشاعر الناس.