خاص .سفر عبر الأمكنة في ذاكرة عمر غباش

خاص .سفر عبر الأمكنة في ذاكرة عمر غباش

- ‎فيفن و ثقافة
280
0

 

ا.سلام

تمضي السنوات وتبقى رائحة سوق العطارين معششة في الدواخل ورائحة التراب طاغية كلما هل المطر.. هذا حال عمر.
في حضرة جمهور من المحبين والأصدقاء والمتابعين, فتح عمر غباش صندوق ذاكرته ليسترجع رفقة الحضور مسيرة طويلة من العمل المسرحي طبعها العطاء ولازال. تلك المسيرة التي يعرفها الجميع فارتأى الفنان الإماراتي أن يبتعد عنها في ليلة تكريمه ويأخذ الناس إلى ضفة أخرى غابت تفاصيلها عن كثيرين وإن كانوا من الزملاء والمجايلين لكن حضرت فيها الإنسانية التي عجنت عمر ومواقفه وأعماله وعلاقاته مع الأصدقاء والزملاء.
عاد عمر بضع سنوات إلى الوراء, مسافرا عبر الزمن الماضي ليحط في منطقة “فريج الراس” حيث رأى النور وحيث كانت مراتع الصبا وميعة الشباب, هناك تذكر مجالس الوالد العامرة بالذكر والفنون والآداب ومحاضرات أهل الاختصاص الذين كانوا ضيوف الجلسات بانتظام, فكان الوالد الشاعر والمثقف حاضرا في تكوين الإبن وفي وجدانه وكانت مكتبته الثرية بستانا مزهرا يقطف منه عمر أي زهرة شاء.
من فريج الراس ينتقل عمر بالحاضرين إلى مكان آخر حفر في فكره وذاكرته, وهو مدرسة الأحمدية أول مدرسة نظامية في الإمارات والتي كان يدرس فيها والده ودرس هو فيها على يد أساتذة من عدة دول عربية.
ولأن للمكان سحرا لا يبلى فإن “السكيك” الذي كان يتمشى فيه ويلعب في زواياه “العيالة والليوا والمالد” رفقة الأصحاب والأقران شكل أبعاد السينوغرافيا لديه لاحقا, وكان إحدى المؤثرات المكانية والمشهدية في مشواره المسرحي.
أمام بلدية دبي وساحة “المربعة أم ريول” توقف عمر ليحكي عن أثر عظيم يسكن نفسه منذ سبعينيات القرن الماضي حيث حضر في هذا المكان أول احتفال بتأسيس الإمارات العربية المتحدة الذي أعلن في العام 1971.
تنضاف إلى هذا الزخم من المشاهد والوقائع المؤثرة باقي المناسبات الوطنية والأعراس وما يصاحبها من مظاهر الاحتفال التي سكنت ذاكرة عمر غباش. إلى جانب “الخراريف” أوالقصص الشعبية التي داومت جدته بإخلاص على حكيها له.
مكان آخر كان ولازال مؤثرا في فكر عمر ووجدانه. وهو الأسواق التي كان يصل إليها على متن “السيكل” أو الدراجة التي مكنته من التنقل بسرعة أكبر بين مكان ومكان فكان لتلك الأمكنة ولشخوصها حضور قوي لدى عمر الذي كان يخزن المشاهد والشخصيات والصور والكلام أيضا فحافظت ذاكرته عبر عقود على ذكرى زعفرانة بائعة السمك وسالم بائع الحلوى العمانية والمؤذن مسعود ومحمد ابن كمادي صاحب النكات الذي كان فاكهة الفريج و الدكتور ماكولي الذي كان صاحب أول عيادة خاصة في دبي, و الجارة شما صديقة الجدة والتي كتب عنها مسرحية لاحقا.
في ذاكرة عمر أيضا مكان لبيوت العريش أو سعف النخيل التي كان يستعين بها الناس في الصيف عندما يكون الجو حارا. ومكان للشاطيء حيث خط مسارات كثيرة برجله على الرمل..
جل هذه الأمكنة والمشاهد احتفظ بها عمر ليس في ذاكرته فقط, بل وفي ألبوم صوره أيضا بفضل الكاميرا المستطيلة ذات “الفلاش” التي اشتراها يوما ما من محلات تحمل اسم “كابتن” وهو اسم المصور الرسمي للشيخ راشد ابن سعيد آل مكتوم حاكم دبي حينها رحمه الله.
عمر الذي لمع ممثلا ومخرجا وكاتبا وإداريا تولى عدة مهام بدءا من جمعية المسرحيين إلى مؤسسة دبي للإعلام وفاعلا بوزارة الإعلام والثقافة ومؤسسا لمسرح دبي الأهلي وصندوق التكافل الاجتماعي لأعضاء جمعية المسرحيين والمركز الأوروبي لمسرح الطفل والشباب. باختصار هو أينما وقع نفع كما قال المصري محمد كحيلة خلال شهادته التي ضمها كتاب طبع بمناسبة تكريم غباش في الأيام المسرحية للشارقة.

‎إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك ايضا ان تقرأ

RADEEMA تعلن عن إغلاق الملحقات التجارية بمراكش يومي الجمعة والسبت