بعثت النقابات المغربية برسالة شديدة اللهجة، الى الأمين العام للأمم المتحدة ،عبرت من خلالها عن استياءها العميق لنا صدر عنه من تعبير خلال زيارته للمنطقة.
رسالة إلى السيد الأمين العام للأمم المتحدة
السيد الأمين العام،
إن الحركة النقابية المغربية المتمثلة في الاتحاد المغربي للشغل، و الكونفدرالية الديموقراطية للشغل، و الاتحاد العام للشغالين بالمغرب، والفيدارلية الديموقراطية للشغل، والنقابة الوطنية للتعليم العالي، تعبر عن استغرابها ورفضها لتصريحاتكم التي عبرتم عنها خلال زيارتكم الأخيرة للجزائر ومخيمات المحتجزين ب تيندوف، مما يعتبر موقفا غير مقبول يشكل مسا وهجوما على سيادة المغرب في خرق سافر للقانون الدولي، وتجاوزا غير مسبوق لمبادئ الأمم المتحدة وعلى رأسها السلم والسلام العالميين، وهو كذلك خروج عن دائرة الحياد وتجاوز لصلاحيات الأمانة العامة للأمم المتحدة.
السيد الأمين العام،
إن قضية الصحراء المغربية تعتبر قضية وجودية بالنسبة للطبقة العاملة المغربية، وتشكل لب وجوهر الهوية النضالية والكفاحية والتحررية للحركة النقابية المغربية الأصيلة عبر مسارها التاريخي، حيث ربطت، طيلة كفاحها التحرري ضد الاستعمار الفرنسي والاسباني، بين النضال من اجل استقلال المغرب واستكمال وحدته الترابية كاملة من أقاليمه الجنوبية الصحراوية إلى أقصى نقطة ترابية في شماله، وبين مطالب البناء الديموقراطي. على هذا الأساس تبلور وترسخ وعي عمالي ونقابي يعتبر قضية الصحراء المغربية من أولى أولوياته منذ أواخر الخمسينيات وبداية الستينيات من القرن الماضي. و في هذا السياق ساندت وانخرطت الحركة النقابية العمالية في كفاح جيش التحرير المغربي الصحراوي ضد الاحتلال الاستعماري الاسباني بسيدي إيفني و الساقية الحمراء ووادي الذهب. ولعل أرشيف الأمم المتحدة ومنذ فترات الستينات يشهد على أن الحركة النقابية المغربية كانت دائما مطالبة الأمم المتحدة بضرورة جلاء الاستعمار الاسباني من الصحراء المغربية قبل ظهور -وبأكثر من عقد من الزمن – أي حركة انفصالية بالمنطقة.
السيد الأمين العام،
إن الشرعية التاريخية والقانونية والاثنوغرافية، والثقافية والسياسية لا تدع مجالا للشك في كون الصحراء المغربية ومنذ أكثر من 1200 سنة جزء لا يتجزء من التراب المغربي، بل شكلت القاعدة او الخلفية الإستراتيجية اجتماعيا وسياسيا واقتصاديا لتوحيد المغرب، ومجابهة كل القوى التي حاولت المس بوحدته الترابية. ولعل المقاومة الشرسة التي قادتها أسرة الشيخ العلامة ماء العينين ونجله احمد الهبة في مقاومة التحالف الاستعماري الاسباني في أواخر العقد الأول من القرن العشرين من مدينة السمارة العاصمة العلمية والروحية للصحراء المغربية لخير دليل على وحدة وترابط كل مكونات الشعب المغربي القبلية والإثنية. ودليل على أن الصحراء المغربية جزءا لا يتجزأ من المغرب.
السيد الأمين العام،
إن الحركة النقابية المغربية، وعموم الشعب المغربي وخاصة أهل وسكان الصحراء المغربية وفي الوقت الذي كانوا ينتظرون خيرا من زيارتكم للمنطقة لفتح آفاق الآمل في المستقبل من اجل إيجاد حل سياسي متوافق عليه يضع حدا للمأساة والمعاناة الإنسانية التي فرضت على المحتجزين بمخيمات تيندوف، يفاجؤون بتصريحاتكم المستفزة التي تسوق اليأس والإحباط و تزرع بذور اللاستقرار في المنطقة، التي تئن تحت وطأة العنف والإرهاب والاتجار بالمخدرات والأسلحة.
إن الواجب الأخلاقي والقيمي والقانوني يفرض على الأمين العام للأمم المتحدة العمل على إيجاد الحلول السلمية للنزاعات بما يضمن امن واستقرار وسلامة المنطقة في احترام تام لمبادئ القانون الدولي وسيادة الدول واحترام الحقوق التاريخية لشعوبها.
السيد الأمين العام،
إن الحركة النقابية المغربية تجدد تأكيدها على أن الطبقة العاملة المغربية وعموم الشعب المغربي وكافة مكوناته السياسية والحقوقية والمدنية، يجمعون على ان قضية الصحراء المغربية هي تاريخ ومستقبل الشعب المغربي وهو ما تم التعبير عنه في كل المناسبات، والتي كان أخرها المسيرة الشعبية المليونية ليوم الاحد 13 مارس 2016 بالعاصمة الرباط.
وفي هذا الإطار السيد الأمين العام، تبلغكم الحركة النقابية المغربية الاتحاد المغربي للشغل، و الكونفدرالية الديموقراطية للشغل، و الاتحاد العام للشغالين بالمغرب، والفيدارلية الديموقراطية للشغل، والنقابة الوطنية للتعليم العالي :
– استياءها ورفضها لما تم التعبير عنه خلال زيارتكم للمنطقة لكونه يتناقض مع كل الأعراف والقرارات الأممية ويهدد بأمن واستقرار المنطقة؛
– ان الخيار الوحيد والأوحد لحل قضية الصحراء يمر عبر حل سياسي متوافق حوله يضمن سيادة المغرب على صحرائه.
– تدعوكم إلى الالتزام بمبادئ الحياد والموضوعية وعدم الانسياق وراء مواقف منحازة تخدم أجندات الأطراف التي تتاجر بقضية الصحراء المغربية.
– تؤكد على ضرورة إحصاء المحتجزين بمخيمات تيندوف واحترام حقوقهم المشروعة في التنقل والتعبير والاستفادة من المساعدات الإنسانية الدولية؛
– تطالبكم بفضح الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان بمخيمات تيندوف، والتدخل العاجل لحماية الضحايا خاصة النساء والأطفال والشيوخ وتوفير الحماية الدولية لهم.
السيد الأمين العام،
أملنا كبير في أن تجد لديكم هذه المذكرة التي تعبر عن صوت وموقف الطبقة العاملة المغربية وحركتها النقابية العناية اللائقة لما فيه خدمة لمصالح شعوب المنطقة في الأمن والاستقرار والسلم والتنمية والديموقراطية.