علمت كلامكم قبل قليل ، ان الإعلامية المخضرمة، توفيت، بعد مرض عضال لم ينفع معه علاج .
وتعتبر مليكة ملاك إعلامية وباحثة في السياسة، ذلك أنها خريجة “جامعة كيبيك” في العلوم السياسية، وهي من ألمع الصحافيات ومقدمي البرامج الحوارية في المغرب، حيث ما زالت تجربتها المهنية في “القناة الثانية” إلى حدود الآن حاضرة بقوة في ذاكرة المهتمين والمتتبعين، وهي تجربة امتدت عبر عشر سنوات قدمت خلالها برامج سياسية ناجحة، تعاطت مع قضايا ساهمت في التحول السياسي المغربي، إذ استضافت فيها سياسيين واقتصاديين ومثقفين بارزين. وظلت عُملتها الرائجة والرابحة، إلى حين توقف البرنامج بشكل نهائي، هو أن واجب الصحافي الأول هو إثارة القضايا التي تشغل الرأي العام، وإيصال الملفات التي يتوصل بها هذا الصحافي إلى المعنيين بالأمر..
والآن، مع كل هذا الزخم الإعلامي التي تجره وراءها هذه المرأة المغربية القديرة، عاشت محنة مادية وصراعا صحيا مع مرضها العضال، وحيدة داخل مكان إقامتها بحي أكدال بالعاصمة الرباط. حيث سبق لها أن أجرت، في الآونة الأخيرة، عمليتين جراحيتين، وهي الآن تعد تحليلات طبية من أجل إجراء عملية جراحية ثالثة، لعلاج المرض الذي ألم بها بشكل مفاجئ، مقابل وضعها المادي الذي لا يتيح لها مواصلة العلاج، بسبب عدم توفرها على التغطية الصحية. فهل هذا ما تستحقه هذه القامة التي نفخر بها؟ هل هذا ما تستحقه النساء العاليات اللواتي قدمن ما بوسعنا أن نرفع رؤوسنا به؟
الملف الصحي لمليكة وضع فوق مكتب مصطفى الخلفي، غير أن وضعها الصحي لم يمهلها ولم يهتم الوزير الخلفي . فهذه السيدة لم تكن يوما من هؤلاء الذين يستعطفون أو يبحثون عن المال، كان امرأة مغربية من الزمن الجميل، وما زالت، وكانت مكتفية براتبها وأسرتها، وقد سبق لها أن قالت “علاقتي مع عائلتي أعتبرها من أحسن علاقاتي العامة· أنا أجد في أفراد عائلتي (6 أخوات وأخ) الصديق، والحب والحنان والسند· وأجد فيهم المساعد على جميع المستويات· أما زوجي (قبل أن يرحل إلى دار البقاء) فهو سندي، وصديقي ورفيق دربي فهو يعرف عني كل شيء: يعرف مليكة ملاك في أوقاتها المرحة وفي مراحل قلقها.. أما زينة، فهي مستقبلي وحاضري، لا أتصور دنياي بدونها فهي كل شيء. علاقتي بها علاقة أمومة وصداقة أيضا، فهي لا تخفي عني أي شيء، بالمقابل أحترم حياتها الشخصية التي لها حدودها، ولا أوجهها توجيها خارج حدود هذا حلال هذا حرام، وزينة تتميز بشخصية جميلة، وذكية لها قدرة خارقة على إخفاء ذكائها ولها شخصية محتشمة كذلك. فهي جمعت بين خصال والدها ووالدتها”.
انا لله وانا اليه راجعون