استحسنت مجموعة من الجمعيات المهتمة بالشأن الصحي وحماية المستهلك والدفاع عن جودة الخدمات المقدمة للساكنة المراكشية، المبادرة التي اقدم عليها المكتب الوطني للسلامة الصحية ( onssa)، التابع لوزارة الفلاحة والصيد البحري، التي تقضي بمنع اللحوم المذبوحة خارج المجازر المصنفة من توزيع منتوجاتها من اللحوم الحمراء ومشتقاتها من فضاءات ذات الإطعام الجماعي كالمطاعم والفنادق، وبالتالي قطع الطريق عن المنتوجات غير المراقبة والذبائح السرية التي تتم بمجموعة من المجازر التقليدية لا تتوفر على معايير الجودة والسلامة الصحية .
وفي هذا السياق ، أقدمت السلطات الوصية على قطاع الأمن الغذائي والصحي بالمغرب على سحب وتجميد العمل بالاعتمادات، التي سبق للمكتب الوطني للسلامة الصحية، ان منحها من قبل لمجموعة من المجازر التابعة للمجالس الجماعية والبلدية، بعدما تم منحها مهلة زمنية قصد تأهيل هذه المرافق وجعلها تستجيب للمعايير المعمول بها وطنيا ودوليا ، غير أن اغلب المجالس لم تتجاوب مع ملتمسات وقرارات المكتب الوطني للسلامة الصحية ومن ضمنها مجزرة مدينة مراكش، الامر الذي اضطر مسؤولي المكتب المذكور الى سحب هذا الاعتماد وتوقيف منح رخص صحة المنشأ( certificat sanitaire d oregine ) بالمجزرة البلدية بالمدينة الحمراء الى حين الاستجابة للشروط القانونية المعمول بها.
وعلى الرغم من ردود الفعل التي صاحبت قرار المكتب المذكور ، حيث دخل مجموعة من الجزارين ومهني القطاع في إضرابات على الصعيد الوطني وضمنها مدينة مراكش ، يرى الملاحظون والمهنيون بأن هذه الإضرابات والاحتجاجات كانت مجرد صيحة في واد ، بعدما كسر العديد من المهنيين هذا الإضراب والالتحاق بمقر عملهم بعدما تدخل مجموعة من رؤساء المجالس المنتخبة والولاة والعمال قصد منحهم مهلة جديدة لتأهيل هذه المجازر مع منعهم من تزويد الفضاءات ذات الإطعام الجماعي كالمطاعم والفنادق، فيما تم فتح المجال للمجازر التي تتوفر على الاعتمادات وهي ثلاثة، مجزرة الحسيمة بني ملال ومكناس، اما المجازر المرخصة فهي اليوسفية ، البيضاء والرباط.
وارتباطا بالأزمة الاخيرة ، التي شهدتها مدينة مراكش على مستوى التزود باللحوم الحمراء في خضم الإضرابات ، لعب القطاع الخاص دورا كبيرا في مجال ديمومة تزويد كبريات الفنادق والمطاعم بالمدينة الحمراء بحاجياتها اليومية من هذه المادة الحيوية ، حيث برزت احدى الشركات المواطنة تدعى ( Marrakech Viande- Bio ) من خلال تغطيتها لمختلف حاجيات المطاعم والفنادق الكبرى والأسواق الممتازة باللحوم الحمراء ذات الجودة العالية بشكل يومي ومنتظم ، إذ سخرت أسطولها التقني واللوجيستيكي، الذي يتوفر على مختلف المعايير الصحية والتجهيزات التقنية لنقل هذه المنتوجات من مقرها الاجتماعي بتجزئة المسار بمراكش نحو زبنائها من المغاربة والأجانب .
وتعتبر ( Marrakech Viande- Bio) ، – حسب المختصين والشركاء- نموذجا رائدا يحتدى به في هذا القطاع، بالنظر الى رسائل التنويه والشكر التي تتلقاها الشركة من مختلف الفنادق والمطاعم، حيث أن الشركة المذكورة حازت على شهادة الاعتراف بجودة المنتوجات واللحوم الحمراء ومشتقاتها من طرف المكتب الوطني للسلامة الصحية ( onssa)، كما تتعامل الشركة مع فنادق فخمة خارج التصنيف . وتعد الشركة الوحيدة بجهة مراكش المعترف بها في هذا المجال .(انظر الوثائق المرفقة ).
وبالنظر الى النجاحات التي راكمتها هذه المقاولة المواطنة على مستوى النهوض بقطاع اللحوم وتأهيل المنتوجات وفق المعايير الوطنية والدولية المعمول بها ، لم تسلم الشركة المذكورة من كيد الكائدين وبعض الخصوم المهنيين، الذين ألفوا الاصطياد في الماء العكر من خلال نسج مجموعة من الإشاعات وفبركة مجموعة من المقالات والترويج لها على صفحات بعض المواقع الالكترونية والجرائد الورقية ، كان اخرها فبركة قضية مخدومة ادعى من خلالها أصحابها بأن هذه الشركة تم ضبط احدى شاحنتها محملة بلحوم من الذبيحة السرية من طرف عناصر من الدرك الملكي بمنطقة سبت بن ساسي نواحي مراكش ، كما تم اعتقال سائقها وأحالته على التحقيق – حسب هذه المصادر- .
وإيماناً بالرسالة النبيلة للإعلام، في نقل الحقيقة كما هي . فتحت (كلامكم ) تحقيقا في الموضوع من خلال اتصالها مع الجهات الوصية ( onssa) على قطاع اللحوم وبالدرك الملكي بالمنطقة ، حيث تبين بأن هذه الادعاءات لا أساس لها من الصحة ولا وجود لها الا في مخيلة من يقف وراءها.