مراقبون يعتبرون أن هذا التحول في مواقف الطرفين المتخاصمين سابقا، يفهم منه طي صفحة الخلاف السياسي استعدادا لجولة السباق نحو ضمان مقاعد داخل البرلمان المقبل.
العرب محمد بن امحمد العلوي
الرباط – بعدما نوه الأمين العام لحزب العدالة والتنمية المغربي، عبدالإله بن كيران، في افتتاح أشغال الدورة العادية للمجلس الوطني لحزبه، بمواقف حزب الاستقلال المعدلة بعد خلاف دام لعامين منذ خروج وزراء الحزب من الحكومة سنة 2013، التقى بشباط وإدريس لشكر رئيس الاتحاد الاشتراكي المعارض، وقام بمصافحتهما قائلا لهما إن “يده ممدودة نحوهما”، وذلك على خلفية لقاء نظمته السفارة الفلسطينية بالرباط، تخليدا للذكرى 51 للثورة الفلسطينية.
واعتبر مراقبون أن هذا التحول في مواقف الطرفين المتخاصمين سابقا أي الاستقلال والعدالة والتنمية، يفهم منه طي صفحة الخلاف السياسي استعدادا لجولة السباق نحو ضمان مقاعد داخل البرلمان المقبل تؤهلهم للتحالف في تجربة حكومية أخرى.
تحركات عبدالإله بن كيران الأخيرة اعتبرها محمد بودن، رئيس مركز أطلس للمؤشرات، في تصريحات لـ”العرب”، أنها مرتبطة أساسا بالتطورات التي عرفها مسار انتخابات 2015، والتي جمعت أطرافا من الأغلبية وأخرى من المعارضة، خصوصا في انتخابات رئيس مجلس المستشارين.
واعتبر المحلل السياسي، أن تاريخ 2 أكتوبر الماضي، كان محطة فاصلة في تحسن العلاقة بين حزبي الاستقلال والعدالة والتنمية.
ولم يخف محمد بودن، أن يقوم حزب التقدم والاشتراكية بدور الوسيط في الأفق القريب، لتقريب وجهات النظر بين العدالة والتنمية وباقي مكونات أحزاب ما تسمى الكتلة الديمقراطية.
وأضاف أن اللحظة السياسية الراهنة، تشهد نمطا تنافسيا متناميا بين حزبي العدالة والتنمية والأصالة والمعاصرة، مشيرا إلى أن الحزبين يعملان من أجل توسيع دائرة التحالفات استعدادا للانتخابات التشريعية المقبلة.
واعتبر أن هذا التقارب تكتيكي قبل التشريعيات المقبلة لهذه السنة، يسعى بن كيران من ورائه إلى ضمان الدفء السياسي ضمن التحالف مع الاستقلال والاتحاد الذي قد يكون مفيدا لحزبه في المستقبل.
يشار إلى أن أمين عام حزب الاستقلال حميد شباط أكد في وقت سابق أن “التجربة الديمقراطية المغربية ستتعرض لخسارة إذا سقط حزب العدالة والتنمية”.
ومن جهته، أكد جواد الرباع الباحث في العلوم السياسية بجامعة القاضي عياض، أن تصريحات وتحركات الأمين العام للعدالة التنمية في تقاربه الأخير مع حزب الاستقلال، تأتي في إطار الاستعدادات الجارية للانتخابات التشريعية المقبلة.
وأضاف الرباع في تصريحات لـ”العرب”، أن بن كيران يعتبر أن حزب الأصالة والمعاصرة استطاع أن يتحكم في الانتخابات المحلية الأخيرة وفي مخرجاتها، من خلال انتخاب رؤساء الجهات ومجالس المدن، وانتخاب رئيس مجلس المستشارين الذي يعتبره بن كيران جاء ضمن سياق تحكمي.
واستنتج الرباع، أن التقارب والتصريحات الأخيرة يروم من خلالها بن كيران التأسيس لتحالفات الخارطة السياسية المقبلة لمواجهة حزب الأصالة والمعاصرة.
وقال جواد الرباع، في تصريحه “للعرب”، إن حزب العدالة والتنمية يبحث عن تحالفات قبلية حتى يضمن أصوات الطبقتين المتوسطة والفقيرة اللتين تأثرتا بقرارات الحكومة الأخيرة المتعلقة بالقضايا الاجتماعية التي تهم بعض الفئات المهنية كالأساتذة المتدربين والأطباء الداخليين والمقيمين، إضافة إلى الزيادات في المواد الأولية التي مست بالقدرة الشرائية لتلك الفئات.
محمد بن امحمد العلوي / العرب