تقرير حقوقي حول : ضحايا التحرش الجنسي بالمؤسسات التعليمية بمراكش

تقرير حقوقي حول : ضحايا التحرش الجنسي بالمؤسسات التعليمية بمراكش

- ‎فيفي الواجهة
416
0

 

ملابسات قضية التحرش الجنسي بثانوية الخوارزمي 2 بمراكش(نموذجا)

استطاعت اربعة ضحايا تعرض للتحرش الجنسي(ف. ن، ن .ر ،س. ح ) من الخروج عن صمتهن حينما وقفتن امام قاضي التحقيق ليسردن معاناتهم في احد المؤسسات التعليمية بمراكش ، علما أن الجاني ينتمي إلى الأسرة التعليمية بكل ما للملف من وزن اخلاقي ورمزي .
تكسير الصمت له ثمنه في مجتمع لا يزال يخاف من الفضيحة و الالسن التي تجلد كل من ارتبط اسمه أو اسمها بقضية ، ناهيك عن الجهر بالعلن امام مؤسسات القضاء حيث التشريع ، يطالب الضحية بالأدلة المادية الدامغة ، وهو ما يتعسر إثباته غالبا.ومن ثم المزيد من تفشي الظاهرة و التشجيع على ارتكابها طالما أن مسار العدالة غير مضمون العواقب .فحينما يوقع المتحرش المتحرش بها أو به ، يحرص على ألا يقع في مصيدة التشهير او ترك إثبات يدينه ، طالما أن العملية تقوم على الاستفراد وتفادي وجود شهود ، لكن حينما يتعلق الامر بتعدد الوقائع وتعدد رواياتها يصبح سؤال البحث عن الحقيقة واثبات شهادة الشهود في سمعة المتحرش امرا ضروريا بل وواجبا مجتمعيا أخلاقيا ، كما يقتضي الضرب بيد عدالة من حديد كطي لا يجد المتحرشون مبررات قانونية تشجع على الافلات من العقاب .
اننا كلجنة تتبع حقوقية تسعى الى ابراز وقائع التحرش الجنسي المثبتة ماديا أو معنويا ، وتحويلها إلى قضية رأي عام .وتكسير طابوهات الصمت .

1. ملابسات الملف حسب محاضر الضابطة القضائية
• الضحية 1:ف .ن ، ابنة رجل تعليم فاضل ربى ابناؤه على العفة و الشرف ، وربى أجيال تدين له بالحس الأخلاقي و التفاني ، محال على التقاعد ، وحسب تعليمات النيابة في شان المواجهة ، تسرد فاطم الزهراء معاناتها ، حيث تعود أطوار التحرش الى خلال منتصف سنة 2011 ، يوم الأربعاء ، على الساعة الرابعة (قبل فترة الاستراحة بدقائق ) ، وبتأكيد لأستاذ التربية البدنية ، كانت التلميذة ف. ن مكلفة بإيصال ورقة الغياب الى السيد الحارس العام المكلف بشعبة العلوم حيث طرقت بابه دون مجيب ، ليومأ اليها المدير مستفسرا بمكتبه وبابه المفتوح ليومأ لها بأن تلتحق به ، وهو ما أدعنت إليه التلميذة ، مغلقا الباب خلفها وفي غفلة منها دفعها على الحائط وحاول تقبيلها ولمس مؤخرتها ،لكنها صدته ،في رعب متوجهة الى مستودع الملابس باكية متحسرة ، (تتثبت الشهادات الطبية الآثار النفسية للضحية) لتعاني ويل الإفصاح عن جرمه ، مما جعله يستغل نفوذه في ترهيبها من قبل بعض الأساتذة المخدوعين فيه وإقصائها من المسابقات التي تجريها المؤسسة و التي كانت تفوز بجوائزها (منحت الجوائز اليها بصفتها الشخصية ولم تمنح باسم المؤسسة) .وأثبتت كما أكدت شهادة الأساتذة المعنيين بكونهم اتصلوا بطلب من المدير قصد طي الملف(رمي العار، الذبيحة ) ، حيث تمسك ابوها وصهرها الموكل اليه متابعة القضية برفضهم اي مساومة على عرض ابنتهما ، وطلبهما دعم جمعية “ما تقيش ولدي” التي ستتابع الملف .بالإضافة إلى عريضة وقعها التلامذة والأساتذة وجهت إلى الوزارة المعنية .كما عملت الفعاليات الجمعوية على عقد لقاء تدارسي .

نفى المدير المنسوب اليه ما جاء واعتبر المسألة لا تتجاوز المعطى الكيدي ، معتمدا على التفاصيل الروتينية للعمل الإدارة ،كتدقيق المادة التي تدرسها قبل مادة التربية المدنية وساعة وقوع الحادث باعتباره ساعة تضبط فيها الحراسة العامة فين حين اكد ان لا هاجس انتقامي، لكنه صرح بان إقصاءها جاء لاستحواذها على جوائز المؤسسة ،في حن تظهر الجوائز المسلمة انها سلمت ف.ن  في صفتها الشخصية ، مما ظهر التعاطي الكيدي ، كما انه برر إجراءات الشكاية بكونها كيدية وإن الملف تحركه رئيسة جمعية أباء وأولياء التلاميذ الذي تصدى لمكتبها الذي اعتبره غير قانوني ، وتظهر الوثائق القانونية موافقة السلطات التي سلمتها وصل إيداع قانوني ، وبدل أن يتجه صوب القضاء ، مارس شططه في استعمال سلطاته الواسعة في التضييق ومحورة القضية ، ويظهر دلك مرة اخرى ف توجهه إلى مقر جمعية الأمال للمرأة و الطفل بحي سيد يوسف بن علي معتمدا على نفوذه وتوظيفه لسلطاته مصرحا :” فعلا بلغني انه سوف ينعقد اجتماع للتشهير بشخصي مقر جمعية الآمال للمرأة و الطفل ، وحتى اتصدى لهذه العملية الدعائية كما تصدت لغيرها في جمعيات أخرى بطرح وجهة نظري والدفاع عن نفس ، فقد توجهت رفقة الأساتذة التابعين لمؤسستي ، والدين يثقفون بجانبي في هذه المحنة مستنكرين هذا الأسلوب الذي لجأت إليه جمعية أباء وأولياء التلاميذ للتشهير وهو ما يثير الاستغراب ،حيث أن لا مبرر لوجود جمعية الاباء و الاولياء ما لم تدافع عن حقوق منخرطيها وإلا انتفى علة وجودها ..”كما رافقني ثلاثة تلاميذ من المؤسسة كشهود الى مقر الجمعية التي ما إن دخلت لها حتى تفاجأت بتواجد مجموعة من الاشخاص رجال ونساء سيتداول موضوع شخصي بما سموه الاستماع العلني للضحايا ، وعندئذ تدخلت لدى رئيسة الجمعية بهدوء وطلبت منها توقيف هذه المهزلة ، وإلا سأضطر لإشعار الشرطة وانسحبت كمدير تاركا الاساتدة و التلاميذ بعين المكان لمجابهتهم ..” وهو اعتراف ضمني بحالة الفوضى و الرعب الذي تسبب فيه وزملاؤه في حق جمعية تمارس انشطتها بشكل قانوني ولعائلات الضحايا.
ليس فقط أن المدير قام بمحاولة تضلل المعطيات ،بل شرع في استعمال نفوذه الشخصي و الإداري داخل المؤسسة ، فبدل ترك القضاء يقول كلمته عمل على التشويش على الضحايا و الفعاليات الجمعوية ، بحضوره المادي و المعنوي واقتحام مؤسسات جمعوية تخرج عن دائرة اختصاصاته وتوجيه الوعيد ، وبدل أن يحضر عون قضاء او يخبر السلطات حسب ادعائه في حالة ثبوت خرق ، عمد إلى استغلال التلاميذ وإحضارهم كشهود ، على اجتماع يمتلك فيه المجتمعون صلاحيات تدبير أمورهم والوسائل التي يرونها قانونية لمتابعة ملفهم.

الضحية 2: ن. ر، كانت تدرس في السنة الأولى من التعليم الثانوي ، موسم 2011 ،حسب محضر المواجهة ، على الساعة الثامنة صباحا وهو توقيت شروع التلامذة في الالتحاق بأقسامهم ،كانت تحمل بين يديها وزرتها البيضاء ، مما دفع أستاذة مادة علوم الحياة و الارض الى اخراجها من القسم و إحالتها على الإدارة ، ليتصيد المدير فريسته ، حيث صرحت الضحية بما يلي : “حتى عزلني في اليمين في زاوية محجوبة عن الرؤى عن ساحة المدرسة ” عمل المدير بنفسه على الباسها وزرتها وبينما كان يغلق اصدافها، أخد يعبث بثديها ، مما جعلها نتيجة الصدمة تدفعه ، ليدفعها هو الآخر الى الحائط ممسكا بكتفها ومقبلا لفمها ، الشيء الذي جعلها تغادر المؤسسة وهي في حالة نفسية صعبة
نفى المدير وجود اي حجرة محجوبة عن الانظار قائلا في مواجهته وموقعا على تصريحاته :” اولا انفي صحة ادعائك ..وثانيا فيما يخص الإدارة ، فإنها لا تتوفر على زوايا مغلقة تحجب الرؤيا كما سمعتك تتمسكين به” بل سيؤكد في محضر أقواله ص 4 موقعا ومؤكدا ما يلي :” إن إدارة المؤسسة ذات ممر طولي مكشوف على الساحة وليس به أية زاوية مغلقة لايمكن لأي كان الاختباء أو الانزواء فيها ، واطلب منكم إجراء معاينة عليه …”
بينما جاء محضر المعاينة مكذبا ومؤكدا على ما يلي “عند مدخل الباب من الجهة اليمنى و اليسرى ، هناك زاويتان طول واحد منهما حوالي 40 سنتيم وعرضها 40 سنتيم ، و محجوبة الرؤية عن الساحة ويمكن لأي الاختباء فيها “.وتفيد رواية الام ان ابنتها الاخرى ( ا. ر)  قد توجهت يوما الى الادارة قصد تسلم شهادة مدرسية فتعرض لنفس التحرش من قبل نفس المدير . والتي بدورها ستؤكد انه استقبلها مستفسرا عن سبب قدومها للمؤسسة حيث شرع في ملاطفتها و توجيه عبارات الإعجاب نحوها عارضا عليها مرافقته إلى إحدى المقاهي.
• الضحية 3: س. ح تدرس بالسنة الثانية باكلوريا شعبة آداب عصرية ، تعود الحادثة إلى موسم 2010/2011 ، أكدت أن الحادثة وقعت على الساعة العاشرة صباحا في احد ايام شهر ابريل ،حيث كان الناظر والحارس العام يقومان بجولات تفقدية ، توجهت إلى مكتب الحارس العام بهدف الحصول على ورقة تبرير غيابها عن إحدى الحصص الدراسية ، حيث مر بها المدير وأمرها بالالتحاق به دون أن يستفسرها عن سبب وقوفها بالممر الإداري ، وما أن دخلت مكتبه حتى اقفله ، حيث دفعها إلى أن ارتطمت بالحائط ، ثم وضع يده اليمنى فوق صدرها شالا بذلك حركتها محاولا نزع تنورتها من الخلف ورمى بها فوق الكرسي ، حيث تمكن من تقبيلها على مستوى رقبتها من الجهة اليمنى ، قاومته ودفعته برجلها ولادت بالفرار ، واستشهدت بتلميدة حضرت الواقعة وبالتلميذ( يوسف يوسف البساطي ) وقف بنفسه على السلوكيات المشينة للمدير …

‎إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك ايضا ان تقرأ

RADEEMA تعلن عن إغلاق الملحقات التجارية بمراكش يومي الجمعة والسبت