المدرسة والتغيير الاجتماعي : دراسة في الثقافة المدرسية.

المدرسة والتغيير الاجتماعي : دراسة في الثقافة المدرسية.

- ‎فيآخر ساعة
2160
0

 
يتحدد الإشكال الذي نود إثارته في هذا البحث في التساؤل حول طبيعة وخصائص واتجاه الثقافة المدرسية الرسمية كما هي مطبقة في النظام التعليمي المغربي؛ وبالخصوص التساؤل حول وظائفها وغاياتها في علاقتها بالمجتمع، إلى جانب التساؤل حول آليات وكيفيات اشتغال عملية التنشئة الاجتماعية المدرسية الرسمية المرتبطة بها من منطلق قناعتنا أن الوقوف عند العملية التنشئوية يعد المدخل الأمثل لدراسة وتحليل الثقافة المدرسية الرسمية. وتأسيسا على ذلك، سنعتمد مفاهيم : عملية التنشئة الاجتماعية المدرسية الرسمية وعملية التنشئة الاجتماعية المدرسية الرسمية المركبة، كمفاهم أساسية لتأطير هذا البحث وتوجيهه توجيها يساعد على إبراز نوع وطبيعة وخصائص واتجاه الثقافة المدرسية الرسمية التي يدعمها النظام التعليمي المغربي ويعمل على تنشئة المتعلمين في إطارها.
بالرجوع إلى الدراسات السابقة التي اهتمت بموضوع الثقافة المدرسية الرسمية بالمغرب ؛ سنكتشف أنها اقتصرت في تحليلها لهذه الثقافة إما على بعد واحد من بين أبعادها الأساسية، كالتركيز على العلاقات التربوية، أو تحليل المضامين القيمية من خلال بعض مظاهرها: كالتنشئة الدينية و التنشئة السياسية؛ كما اقتصرت دراسات أخرى على تحليل البرامج الدراسية، كبرنامج مادة الفكر الإسلامي والفلسفة. دون أن ننسي أن هناك أبحاثا أخرى اهتمت بدراسة دور المدرسة المغربية في عملية التنشئة الاجتماعية من خلال تصريحات وآراء ومواقف المتعلمين وأولياءهم، إلي جانب دراسات أخرى وجهت اهتمامها لدراسة المدرسة في علاقتها بالصراع الاجتماعي، «وبصناعة النخبة».
ونشير إلى أن أهم ما ميز دراستنا عن جل الدراسات السابقة، والتي تم الاستئناس والاستفادة من بعضها، هو ما يلي:
تتـمثل نقطة البداية بالنسبة لنا في إعادة النظر من زاوية نقدية في مجموعة من الأطر النظرية والمفاهيم التي تحولت عند كثير من الباحثين إلى بديهيات ومفاهيم معيارية مما قلص من قدراتها التفسيرية، ونجد من ضمنها مفاهيم: عملية التنشئة الاجتـماعية، وعملية التنشئة الاجتماعية المدرسية، إضافة إلي مفاهيم أخرى، كالتقليدية والحـداثة والخصوصية والتغير الاجتماعي، وغيرها. وتطلب منا ذلك صياغة مفاهيم ملائمة لمتطلبات هذا المنظور النقدي، كمفاهيم : التنشئة الاجتماعية المدرسية المركبة، والثقافة المدرسية المركبة، التنشئة الاجتماعية المدرسية الرسمية المركبة.
تبني مقاربة التعدد المنهجي وتنويع المداخل النظرية، على اعتبار أن هذا التنويع وهذا التعدد سيساهمان في إغناء البحث وتوسيع مجال التحليل والتفسير مما سيتيح لنا بدون شك تعميق التفكير في إشكالية الثقافة المدرسية الرسمية. ونحن إذ نعتمد هذه المقاربة، ندرك أن إشكالية الثقافة المدرسية الرسمية، إشكالية مركبة من أبعاد ومستويات متعددة ومتداخلة فيما بينها، وتتبادل عمليات التأثر والتأثير مع متغيرات ذات مصادر متنوعة مما يستلزم دراستها في علاقتها بالواقع الاجتماعي الذي تتواجد في إطاره.
معالجة إشكالية البحث من منظور التغير الاجتماعي، على اعتبار أن المدرسة غير منفصلة عن محيطها الاجتماعي، مما يحتم التفكير فيها في علاقتها بالتحولات والتغيرات التي عاشها ويعيشها المجتمع المغربي . ويستمد هذا الطرح أهميته من فكرة أساسية مؤداها أن دراسة الثقافة المدرسية الرسمية كموضوع مجرد بعيد عن الواقع الاجتماعي يعد أمرا لا جدوى منه.
أما مشروع البحث الذي نقترحه، فيهتم أساسا بتقديم مساهمات، نظرية، تطبيقية، وتحليلية، لبلورة دور المدرسة في عملية التنشئة الاجتماعية للمتمدرسين. وبعبارة أخرى، سنحاول دراسة «النماذج الاجتماعية- الثقافية» التي يقوم النظام التعليمي العمومي العصري بتكوين المتعلمين في إطارها انطلاقا من دراسة حالات محددة، مع اعتماد طريقة التعدد المنهجي وتنويع المداخل النظرية.
أما من حيث المنظور السوسيولوجي المُؤَطِّرا والمُوَجِّهُ لهذه الدراسة، فيتموقع ضمن مجال «سوسيولوجيا المدرسة والأنظمة التعليمية»، وهو علم يهتم أساسا بالتحليل الاجتماعي لوظائف، ومهام، وغايات، وآليات، وكيفيات اشتغال المؤسسة المدرسية من خلال التفكير في علاقتها بالبنية الاجتماعية في شموليتها وحركيتها ومكوناتها. وبذلك ينتقل البحث الحالي من مجال البيداغوجيا إلى تشخيص واقع الثقافة المدرسية الرسمية من منظور سوسيولوجي يعالجها كبناء اجتماعي- ثقافي يعبر عن دلالات اجتماعية وثقافية، ويحيل على رموز وتصورات ومواقف قيمية.
من هذا المنظور ينطلق تفكيرنا في الثقافة المدرسية الرسمية من علاقتها المركبة بمختلف التغيرات والتحولات التي يعيشها المجتمع المغربي على كل الأصعدة من جهة، ومدى تأثير تلك التغيرات على المنظومة القيمية للثقافة المدرسية الرسمية من جهة ثانية، إضافة إلى الدور الذي تلعبه المدرسة ليس فقط في تكوين الممدرسين وبناء شخصيتهم وهويتهم الاجتماعية، وإنما كذلك في الدور الذي تلعبه في هيكلة وإعادة تركيب الحقلين الاجتماعي و الثقافي بكل مكوناتهما وفق مواصفات تهم كلا من المجتمع المراد تأسيسه والمتعلم المراد تكوينه؛ ونحن في كل ذلك ننطلق من فكرتين أساسيتين مؤداهما:
أولا، أن الحديث عن الثقافة المدرسية الرسمية وعملية التنشئة الاجتماعية المرتبطة بها، لا يمكن أن يتم بِمَعْزِلٍ عن مختلف الشروط الاجتماعية التي تتبادل معها عمليات التأثر والتأثير؛ خاصة أن ما يميز المجتمع المغربي حاليا، هو ارتفاع حدة التحولات الاجتماعية، وتسارع وتيرة الصراع الاجتماعي .
ثانيا، وارتباطا بذلك، أصبح التساؤل حول موقع ودور المدرسة في خضم هذه التحولات، بل وعلاقتها بكل ذلك، أمرا مشروعا ومطلبا علميا ملحا، حيث تثير هذه العلاقة كثيرا من التساؤلات في الوسط المغربي نختزلها في السؤالين التاليين:
ما هو نوع وطبيعة واتجاه ومرجعيات النمط الثقافي التنشئوي السائد على مستوى الثقافة المدرسية الرسمية المطبقة بالمدرسة المغربية العمومية العصرية ؟
ما موقع المدرسة المغربية العصرية والثقافة المدرسية الرسمية التي تروجها من عمليات التحول والتغير الاجتماعي التي يعيشها المجتمع المغربي آنيا؟
يشكل السؤالين السابقين الأرضية الفكرية التي حَفَزْتْنَا على القيام بهذه الدراسة، مما دفعنا إلى بلورة إشكاليتها وترجمتها في شكل مشروع علمي يهدف إلى مقاربة المدرسة المغربية في علاقتها بالتغيرات والتحولات ومختلف الرهانات التي يعيشها المجتمع المغربي آنيا. وبصفة أدق، التفكير فيها انطلاقا من دراسة وتحليل الثقافة المدرسية الرسمية بالتأكيد على بعدها التنشئوي، متسائلين عن نوع وطبيعة واتجاه النمط الثقافي المُحَدِّد لهذه الثقافة والمتحكم في آليات اشتغالها، وهل هومن طبيعة تقليدية أم من طبيعة حداثية أم من طبيعة ذات مواصفات أخرى؟
من هنا نعتبر، أن تحليل الثقافة المدرسية الرسمية ودراستها في مجتمع محدد، وهو هنا المجتمع المغربي، وفي إطار نظام تعليمي محدد، وهوهنا نظام التعليم المغربي العمومي العصري، يتطلب بادئ ذي بَدْء، اعتماد مدخل نظري وفكري ملائم، يؤطر لطرح إشكالية البحث في ضوء علاقتها بالسياق الاجتماعي من ناحية، وبمختلف المتغيرات التي تتبادل معها عمليات التأثر والتأثير من ناحية ثانية؛ بما في ذلك محتلف القوى الاجتماعية التي تتصارع فيما بينها من أجل احتكار والتحكم في مسار الثقافة المدرسية الرسمية وكيفية استثمارها في تحقيق مصالحها.
وفي اعتقادنا، لن يتأدى لنا ذلك إلا بمعالجتها من منظور سوسيولوجي متعدد المداخل والرؤى والمناهج، كدراستها من خلال أبعاد ومؤشرات متنوعة، واعتماد مقاربة التعدد المنهجي.
وقد تطلب منا تبني هذه المقاربة اتباع خطة خاصة في البحث تتأسس منهجيا على مرتكزين متكاملين: الأول نظري، والثاني تطبيقي. فعلى المستوى النظري، حَرَصْنا أساسا، على إثارة بعض المشاكل النظرية ذات الطبيعة المنهجية والإيبيستيمية المتعلقة بإشكالية البحث من جهة، وبتحديد المفاهيم وأجرأتها من جهة ثانية، واختيار النماذج التفسيرية الملائمة من جهة ثالثة، سعيا منا وراء إغناء الجانب النظري الذي نادرا ما يحظى بالاهتمام الكافي من طرف أغلب الباحثين.
أما على المستوى التطبيقي، فقد وجهنا دراستنا على ضوء التأطير النظري السابق للإجابة عن الأسئلة المركزية للبحث من خلال دراسة تطبيقية متكاملة ركزت أساسا على دراسة وتحليل الثقافة المدرسية الرسمية وعملية التنشئة الاجتماعية المدرسية المرتبطة بها، اعتمادا على مؤشرين رئيسيين هما :
الأهداف التربوية الرسمية .
والكتب المدرسية: كتب القراءة والنصوص.
وَتقدم هذه الاختيارات النظرية والمنهجية في رأينا أحسن أداة لفهم ودراسة الثقافة المدرسية الرسمية في علاقتها بالتحولات والتغيرات التي يعيشها المجتمع المغربي، كما تتيح لنا علي المستوي المنهجي تأطير مراحل البحث وتنظيم خطواته، علما أنها تستمد مرتكزها النظري من فكرة أساسية أصبحت تعد من بين أهم مسلمات علم الاجتماع- المدرسي ومؤداها: أن الثقافة المدرسية الرسمية لا تصدرعن فراغ وليست مجرد إنتاج ثقافي متعال عن صراعات موازين القوى السياسية والاجتماعية، وإنما هي متداخلة مع حركية البناء الاجتماعي ورهاناته تأثرا وتأثيرا .
هذا على المستوى النظري والمنهجي للبحث، أما على مستوى دواعي اختيار موضوعه، فيرجع ذلك إلى ثلاثة مجموعات من العوامل، تتعلق المجموعة الأولى بمحاولة تعميق البحث في إشكالية الثقافة المدرسية الرسمية كإشكالية نظرية، في حين تتعلق الثانية بتكوين تصور أعمق وأشمل حول الثقافة المدرسية الرسمية المطبقة بالمدرسة المغربية العمومية العصرية في إطار إشكالية خاصة، وهي هنا دراسة هذه الثقافة في علاقتها بالتحولات والتغيرات التي يعيشها المجتمع المغربي، وتحديدا، دراستها في علاقتها بإشكالية العلاقة المتوترة بين التقليدية والحداثة، على اعتبار أنها تُكَوِّنُ مشروعا اجتماعيا وثقافيا متكاملا إلى حد ما يعبرعن مضامين قيمية واجتماعية وسياسية وايديولوجية وثقافية محددة تجد محركها الأساسي في الدينامية الاجتماعية المتحركة باستمرار بفعل الصراع المستمر بين القوى الاجتماعية المحافظة من جهة، والقوى الاجتماعية التي تروم التحديث والتجديد من جهة ثانية .
أما المجموعة الثالثة، فتتصل بالجانب التطبيقي والتربوي للدراسة مما يبررأهميتها العملية والتربوية، ويتمثل ذلك في ما يمكن أن تسهم به هذه الدراسة في تقويم البرامج والمناهج الدراسية، وتطوير أساليب وسياسات اختيارها ووضعها وتطبيقها وتقييمها، وتجاوز السلبيات والعوائق التي قد تحد من فعاليتها.
وإجمالا، تظهر أهمية هذه المقاربة بجلاء، عندما نقف على المشاكل التي تعاني منها حاليا المدرسة المغربية، والتي ترجع في جوانب كثيرة منها إلى نوع وطبيعة واتجاه الثقافة المدرسية الرسمية، ويدخل ضمنها الأهداف التربوية والبرامج والمناهج الدراسية وإجراءات تطبيقها. و مختلف الرهانات الاجتماعية والثقافية والسياسية التي تحيط بعمليات اختيارها وانتقاءها.
وبناء على ذلك، يتحدد مجال بحثنا الحالي بدراسة وتحليل الثقافة المدرسية الرسمية وعملية التنشئة الاجتماعية المدرسية المرتبطة بها من خلال بعد يعتبر من بين أهم أبعادها: الأهداف التربوية، وذلك من أجل اكتشاف المنطق الاجتماعي- الثقافي الضمني المتحكم فيها والضابط لسيرورتها. وبعبارة أدق، محاولة اكتشاف الطابع المميز لهذا المنطق، وذلك من حيث اتجاهه إلى تدعيم هذا النمط الثقافي أو ذاك .
ولكن لابد من التأكيد بادئ ذي بدء، أن هذا الموضوع أوسع من أن يتضمنه بحث واحد، إذ أن الثقافة المدرسية الرسمية تشمل كل المكونات والعناصر التي تدخل في تأسيس الفعل التعليمي والتربوي، وهي بذلك تشمل البرامج والمناهج التعليمية، والمضامين والكتب المدرسية، وآليات التقويم والتوجيه والتأطير، ومختلف أشكال العلاقات التربوية والاجتماعية، كما تشمل إلى جانب ذلك، الأنساق القيمية والقانونية ذات الطابع المؤسسي المنظمة والمؤطرة لمختلف السلوكيات والمواقف والعلاقات السائدة في إطار المؤسسة المدرسية.
وارتباطا بذلك سنقتصر في هذه الدراسة على التصدي لبعد من الأبعاد المكونة للثقافة المدرسية الرسمية، وتحديدا، بعد تتمظهر من خلاله بصورة ملموسة، وهو بعد الغايات والأهداف التربوية العامة.
من هذه المنطلقات تطمح الدراسة الحالية للإسهام قدر الإمكان في فهم واستجلاء معالم الثقافة المدرسية الرسمية، والكشف عن المنطق الثقافي التنشئوي المتحكم في سيرورتها، وكذا اقتراح مشروع علمي يساهم في إثراء وتطوير أساليب وسياسات اختيار وصياغة مكونات ومضامين الثقافة المدرسية الرسمية.
وبناء على ذلك، وبهدف تحقيق مجمل الأهداف المتوخاة من إجراء البحث، ارتأى الباحث أن تنبني الدراسة على مفصلين، أولهما نظري حيث ستتم معالجة القضايا النظرية ذات العلاقة المباشرة بموضوع البحث، والثاني تطبيقي حيث سيتم عرض نتائج الأبحاث التطبيقية مع تحليلها ومناقشتها على ضوء فرضيات البحث وأسئلته .

ولتحقيق ذلك صممت مراحل البحث وقسمت فصوله بكيفية تسمح بمعالجة إشكالية البحث وفق خطوات مترابطة، ومراحل متدرجة ومتكاملة فيما بينها كالتالي:
يتكون البحث الراهن من مقدمة كمدخل عام، وثلاثة فصول رئيسية وخاتمة تركيبية إضافة إلى ملحق خاص وفهرست.
يتعلق الفصل الأول بالإطار النظري، ويدور حول الإجراءات والاختيارات النظرية للبحث مقتنعين أنه لا يمكن معالجة إشكالية البحث دون تأطير نظري ومنهجي ملائم يعتبر الثقافة المدرسية الرسمية كإشكالية جوهرية لا يمكن معالجتها إلا في إطار الإشكالية الاجتماعية والثقافية الأكثر بروزا في المجتمع المغربي المعاصر، وهي إشكالية العلاقة بين التقليدية والحداثة. وقد استلزم منا ذلك اعتماد مدخل نظري وتبني أطر مرجعية ومفاهيم مركزية مستمدة أساسا من حقل علم الاجتماع .
وهكذا صمم هذا الفصل ليتضمن ثلاثة أقسام، وهي كالتالي:
خصص القسم الأول لاستعراض المفاهيم المركزية والأطر النظرية المؤطرة لإشكالية البحث باعتبارها تمثل المدخل الأساسي للدراسة .
وخصص الثاني لمعالجة مفهوم عملية التنشئة الاجتماعية والمفاهيم المتفرعة عنه، كالتنشئة الاجتماعية المدرسية، والتنشئة الاجتماعية المدرسية الرسمية المركبة، إلى جانب مفاهيم : الثقافة المدرسية والثقافة المدرسية الرسمية، والثقافة المدرسية الرسمية المركبة؛ مع تأطيرها نظريا ومنهجيا بشكل يبرز مدي عَلاُهما المباشرة بإشكالية البحث.
أما القسم الثالث فخصصناه لصياغة النموذج التفسيري الملائم للبحث.
وتتضمن خاتمة الفصل، استنتاجات عامة وخلاصات خاصة بالفصل الأول أبرزنا فيها أهمية التحديدات النظرية السابقة بالنسبة للبحث.
صمم الفصل الثاني على نحو يتضمن الإطار النظري والمنهجي المباشر لإشكالية البحث، وكذا الإجراءات العملية والتطبيقية اللازمة لإنجازه، وعالجنا ذلك من خلال الأقسام التالية :
القسم الأول: وخصصناه لاستعراض المؤشرات والمحددات المباشرة التي تكون الإطار النظري لإشكالية البحث.
القسم الثاني : وخصصناه لاستعراض مقومات المنهجية الملائمة للدراسة.
القسم الثالث : وخصصناه لاستعراض الجوانب النظرية والعملية المتعلقة بإنجاز البحث.
بالإضافة إلى الخلاصة والاستنتاجات العامة .
خصصنا الفصل الثالث لتحليل نسق الأهداف التربوية العامة، متسائلين عن طبيعة ومكونات وغايات وخلفيات النموذج التربوي التنشئوي المدرسي الرسمي الذي تم بناؤه من خلال هذا النسق؛ متسائلين في نفس الآن :
أ- عن النموذج التربوي التنشئوي المدرسي الرسمي الذي يتم تمريره من خلال الأهداف التربوية العامة : طبيعتها، مرجعياتها، مكوناتها، وغاياتها .
ب- وعن مدى تكامل أو تعارض النموذج الذي تقدمه الأهداف التربوية، للتعليم الأساسي مع النموذج الذي تقدمه أهداف التعليم الثانوي.
ويتكون من ثلاثة أقسام رئيسية :
خصص القسم الأول لعرض نتائج تحليل أهداف التعليم الأساسي مع تحليلها ومناقشتها، وخصص القسم الثاني لعرض نتائج تحليل أهداف التعليم الثانوي التي توصلنا إليها في هذا القسم .
إلى جانب ذلك، يتضمن هذا الفصل المخصص للجانب التطبيقي من البحث، قسما ثالثا استعرضنا فيه على ضوء أسئلة البحث وفرضياته أهم الخلاصات والاستنتاجات التي توصلنا إليها من خلال التحليل التطبيقي، ووقفنا بالخصوص عند مقارنة نتائج كلا النسقين: أهداف التعليم الأساسي، وأهداف التعليم الثانوي، متسائلين عن مدى تكاملهما وتقاطعهما أومدى اختلافهما وعدم اتساقهما، وذلك بالعلاقة مع أسئلة البحث وفرضياته، إضافة إلى إبرازاهم التساؤلات التي أثارتها إستنتاجات الدراسة والتي سنحاول على ضوئها طرح بعض التساؤلات الجديدة التي قد تهم تطور البحث .
وفي نفس السياق أشرنا إلى ضرورة التوسع في دراسة هذه الإشكالية التي تجسد لوحدها إحدى أهم المشاكل التي يعيشها النظام التعليمي المغربي. وتعتبر دراستنا هذه مساهمة متواضعة نأمل أخذها بعين الاعتبار والعمل بها لأجل تطوير سياسة إعداد البرامج والمناهج الدراسية بغية تطويرها والنهوض بها إلى مرحلة أفضل، مع التأكيد على أن ذلك يتطلب مبدئيا الاعتراف بعلم الاجتماع المدرسي كعنصر أساسي في سياسة اختيار وصياغة البرامج والمناهج الدراسية.
إضافة إلى ذلك تضمن البحث ملحقات تشمل فئات التحليل، وشبكات تفريغ المعطيات والبيانات.

‎إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك ايضا ان تقرأ

RADEEMA تعلن عن إغلاق الملحقات التجارية بمراكش يومي الجمعة والسبت