محمد بوحمام
كم من حالة معزولة عرف بعض ابطالها كيف يتحولون الى ضحايا وكم من الضحايا لم يجدوا حتى من يؤازرهم ومازلو ينتظرون الانصاف٠والمؤسف في هذه المعادلة الدالة٫ هو الانسياق الاعمى وراء ذوي الطبول المهللة وما تود التسويق له بالنسبة لهذه الحالة او تلك وعدم التملي في جوهرها وملابساتها وخلفياتها المعلنة والخفية٫ولعل حادثة لبنى ابيضار التي حصلت في اخر الليل وفي جنح الظلام وفي غياب اي شاهد اثبات على وقوع الاعتداء اصلا٫ ولا بمكانه٫حضيت بهالة اعلامية غير مسبوقة عبر مواقع التواصل الاجتماعي والشبكة العنكبوتية هالة قد يكون مخططا لها سلفا من قبل جهات معينة لاغراض تسويقية تدخل في اطار الماركوتينغ الثقافي والاعلامي وتمهيدا لقرار ما سمي باللجوء في فرنسا بعد ذلك كخطوة غير محسوبة ولا مضمونة المفعول التمويهي المراد تحقيقه من خلال هذه الحادثة ـ اللغز التي لم تعلن حتى الان اي جهة مسؤوليتها عنها وكاننا امام شخصية غاية في الخطورة والاهمية٠يا للمسخ الادعائي المفرط في العبث٠
الحادثة كما اشرنا حصلت بعد منتصف الليل٫ وفي مكان معزول٫ حسب رواية لبنى نفسها في جريدة لوموند حيث اقرت بلسان محررة المقال التي رغم حرفيتها سقطت في اشهاد يؤكد غموض الواقعة٫ اقرت انها ذهبت الى الدار البيضاء بوجه مكشوف٫ كما لو انها كانت في الاصل تتخفى باقنعة٫وتعرضت لاعتداء من طرف ثلاثة شبان٫ راوها فتعرفوا عليها٫وقد كانوا في حالة سكر مفرطة٫اجبرونها على ركوب السيارة واقتادوها لبدقائق لم تحددها ولا طبيعة المكان٫ وان كانت الاحالة على السكر تحدد المكان على اعتبار ان معاقل معاقرة الخمر بالدار البيضاء بعد منتصف الليل معروفة٫واثاء هذه الرحلة الهوليودية تضيف انهم ضربوها في جسدها وفي وجهها مع شتمها في نفس الوقت
وتقول انها كانت محظوظة لانهم كانوا مجرد شباب يريدون فقط ان يتسلوا يقصروا زعما٫ اما لو كان اخرون كانوا سيقتلونني٫ والاحالة واضحة بالنسبة للمقصودين بالاخرين٠٠
قصارة بالضرب والتفرشيخ مع ثلاثة شبان مخمورين اش من قصارة او تسلية هادي واين بسيارة وبمكان معزول في اخر الليل٠
هذه مجرد اضاءات للوقوف على حقيقة ماجرى فعلا٫والتي الت الى ما الت اليه من تطورات مثيرة ومغرقة في الضبابية والغموض انطلاقا من ادعائها برفض رجال الامن٫تسجيل محضر وااستهزؤوا بها وهو ما نفته ولاية امن آنفا جملة وتفصيلا٫الذي اوضح أنه سبق وأن تقدمت المعنية بالأمر أمام مصلحة المداومة بمنطقة أمن أنفا على الساعة الثانية والنصف صباحا من يوم الجمعة 6 نونبر الجاري، وذلك من أجل وضع شكاية حول تعرضها للعنف، دون أن ترغب في الإفصاح عن مكان الاعتداء أو الملابسات المحيطة به.
وعلى الفور يضيف البيان، باشرت عناصر الأمن المداومة إجراءات الاستماع للشاكية، هذه الأخيرة رفضت إنجاز محضر الشكاية الرسمي، معللة رفضها بطلب مهلة قصد التوجه للمستشفى من أجل الخضوع للعلاجات الضرورية٠بل وحتى مصالح المستعجلات لم تسلم من دات المزاعم٫حيث ادعت انهم رفضوا علاجها٠ ليلة مثيرة فعلا بطلها واحد وضحاياها كثر٫ بكل ما احيط بها من تضارب وغموض٫ بدء بتواجدها اصلا في مكان معزول لم تفصح عنه حتى الان وبمفردها٠٠
اسئلة واخرى ستظل معلقة٫وان كانت الاضاءات التي اتينا على ذكرها واضحة والعبرة بالخواتم كما يقال لان قرار طلب اللجوء الى دولة اجنبية بناء على حادثة عادية ومعزولة حصلت في اخر الليل وفي الظروف المشار اليها يبعث فعلا على الاندهاش٫ والاستجابة له اكثر غرابة٫في غياب اثباتات تؤكد تعرضها فعلا للاضطهاد او التعسف٫عدا كدمات وجرح غائر٫لا ندري كيف حصلت٫ علما بانه من حق اي كان ان يطالب بذلك اذا ما تعرض فعلا للاضطهاد او التعسف٠
والاكثر غرابة هو محاولة اقحام ما اسمتهن بالنساء المتحررات بالمغرب اللواتي تقول انهن يزعجن وكذا الشواد٫ وهو يشي ضمنيا بحمولة شريط الزين اللي فيك الذي تناول نفس التيمتين بطريقته الخاصة٫ وفي ذلك محاولة ماكرة من كاتبة المقال الحقيقية المكلفة بالتسويق له داخل فرنسا٫لخلط حالة الاعتداء اياها بامور بعيد كل البعد عن حرية التعبير او التحرر الموما اليه٫ في الوقت الذي تعي جيدا ان الحركة النسائية في المغرب لها مكانتها٫ ولا اعتقد ان لبنى ابيضار تمتلك من الوعي ما يؤهلها للانخراط في هذه الحركة٠٠٠
على سبيل الختم
ورقة اللجوء الى بلد اجنبي جرى تمييعها بشكل لافت في الاونة الاخيرة واصبحت رهينة المساومات الرخيصة ٫حيث لم تعد تخضع لدات المقاييس المغرقة في التشدد والتدقيق والانتظار القاتل والممل ايام كانت الاوضاع السياسية ملتهبة وسياسات القمع والاضطهاد والاعتقالات والتعذيب وما اليها من خروقات متفشية في العديد من الدول بما في ذلك بعض الدول المتقدمة٫ احرى تلك التي كانت على عتبات ديموقراطية ناشئة تتطلع من خلالها على التداري عن تلك الخروقات من جهة والبحت عن موقع قدم على سلم التقدم والنهل من الامتيازات الاقتصادية والسياسية التي كانت انذاك رهينة بمدى احترام حقوق الانسان والاحتكام الى القواعد الديموقراطية٠٠
