براعمنا المتألقون ومسؤولية التحصين

براعمنا المتألقون ومسؤولية التحصين

- ‎فيرأي, رياضة
274
0

بقلم: حسن العطافي
كما أشرنا، أمس الاثنين، كبر البراعم بلقب عالمي، ولفتوا إليهم الأنظار وهم يبدعون وبكل ما تحمله الكلمة من معنى، والتساؤل عنهم يعني أنهم كانوا بعيدين عن الأعين والضغوط، وهم يستعدون لإسعادنا، وهذا يؤكد بما لايدع مجالا للشك أن البهرجة لا تصنع الإنجازات، بل يصل الإنسان إلى مبتغاه بالعمل.
أغلب العناصر تنتمي إلى أكاديمية محمد السادس (7 من أصل 12)، وجرى الاختيار وفق ضوابط اعتبار الكفاءة في المقام الأول، حتى لا تضيع أحلام براعمنا في خضم المحسوبية السائدة في أوساط الكثير من الفرق، إذ يجري تهميش المواهب لمنح مواقع غير مستحقة لمن يدفع أولياؤه أكثر، أو من تربطه علاقة قرابة بالمؤطرين.
جرت عملية الانتقاء من بين مليون و800 طفل في البطولات المدرسية وبطولات العصب ودوري وطني شاركت فيه العصب وأكاديمية محمد السادس، التي لعبت النهائي ضد عصبة الشمال، وبعد الانتقاء أقيمت معسكرات في أكادير والرباط وفاس ومراكش قبل خوض المنافسات بلاعبين 7 منهم من أكاديمية محمد السادس واثنان من الدارالبيضاء وواحد من كل من طنجة والشاون وفاس.
إن انتماء أغلب براعم شباب المعمورة إلى أكاديمية محمد السادس في أفق التحاق اثنين آخرين كفيل بأن يضمن لهم الاستقرار بكل تجلياته ويمكنهم من تدبير مسارهم الدراسي والرياضي على الوجه الأكمل، ليبلغوا القمة على المستوى الرياضي لمن رغب في ذلك، والتحصيل العلمي لمن يلمس في نفسه القدرة.
قال القيدوم عبدالرحمان السليماني، مؤطر براعمنا العالميين، “هؤلاء فازوا بكأس العالم في هذه السن وسيفوزون بكأس العالم سنة 2026”. ما قاله الرجل ليس أضغاث أحلام، بل تعبير عن آمال رجل يجر خلفه عقودا من الخبرة، ويعرف أدق التفاصيل عن أطفال تسلمهم من أولياء أمورهم صغارا فأعادهم إليهم نجوما عالميين. كيف لا وقد حققوا ما لم يحققه 500 طفل يمثلون 32 دولة من مختلف القارات.
إن التساؤل المشروع، الذي طرحه المهتمون حول الطرق التي تمكن من تأمين مستقبل براعمنا له ما يبرره، فقد تألق من قبل براعم وصغار الكثير من الفرق على الصعيد الدولي، وبينما بلغ الذين انهزموا على أيديهم القمة تعثروا هم في مسارهم.
نعم أخفقنا في كثير من المناسبات في استثمار نجاحات شبابنا. ففي مونديال 1997 للشباب بلغ أشبال رشيد الطاوسي أبطال إفريقيا ربع نهائي المونديال، لكن القلة القليلة منهم تمكنت من الذهاب بعيدا، بل شكل طارق السكتيوي وعادل رمزي ويوسف السفري وبوشعيب المباركي الاستثناء. وبعد ذلك بثماني سنوات (عام 2005)، قاد جمال فتحي الأشبال إلى نصف نهائي المونديال واحتلوا المركز الرابع عالميا، في مونديال شارك فيه نجوم حاليون على رأسهم الأرجنتيني ليونيل ميسي، ويشاهد العالم كيف يبدع هذا النجم وغيره، في حين تحول لاعبون أسعدونا بالأمس إلى أشباح، وبالكاد يحضر من ذهبوا من بينهم “بعيدا” معسكرات المنتخب الأول والمحليين.
تاهت مواهب كثيرة في مفترق الطرق، وثبت أننا لم نحسن استثمار النجاحات ولا نساعد مواهبنا على الاستمرار في القمة، بل ندمرها تدميرا.
حين يتألق رياضي في مقتبل العمر يصبح أمانة في عنقنا، ويتطلب منا أن نبذل الغالي والنفيس لحمايته، لن نبالغ إذا قلنا إن براعمنا هم مشاريع أبطال قوميين، قلدونا أمانة حمايتهم من كل ما من شأنه أن يعرقل مسارهم، تأمينا لمستقبلهم الدراسي والرياضي، ليصبحوا مؤهلين في العقود المتعاقبة لتحمل مسؤوليات رياضية أو إدارية ويقدموا لبلدهم على هذين المستويين ما يجعله فخورا بهم وهم كبار، بعدما سعد بهم وهم براعم في حاجة إلى التحصين.

عن المغربية

‎إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك ايضا ان تقرأ

RADEEMA تعلن عن إغلاق الملحقات التجارية بمراكش يومي الجمعة والسبت