تحقق الجهات الأمنية بمدينة مراكش ، هذه الأيام ، في قضية احتجاز فقيه ينحدر من منطقة التوأمة بأيت أورير ، وهي القضية المثيرة التي تم اكتشافها صدفة من طرف شرطي مرور بمنطقة جليز . حيث استنجد الفقيه بالشرطي وهو على متن سيارة تقودها مشتبه فيها والتي لاذت بالفرار أثناء توقيف السيارة واعتقال شخصين اخرين.
وتعود تفاصيل القضية المثيرة، الى شهر شتنبر الماضي، بعدما توصلت الدائرة الأمنية الأولى، بإشعار من القيادة بولاية الأمن لمساندة شرطي مرور بحوزته ثلاثة أشخاص كانوا على متن سيارة تقودها إمرأة تمكنت من الفرار. حيث أفاد الشرطي المذكور أنه لدى مروره بالقرب من مسجد الحي الشتوي أثار انتباهه شخصا ( فقيه) وهو يستنجد من داخل سيارة ، وهو يتوسط شخصين بالمقعد الخلفي، فأشار الشرطي على السائقة بالتوقف، غير أنها فتحت باب السيارة بسرعة تامة ولاذت بالفرار تاركة السيارة وبداخلها ثلاثة أشخاص.
وأثناء التحقيق، اعترف الفقيه لعناصر الشرطة أنه تعرض للاختطاف من طرف سائقة السيارة ، التي لاذت بالفرار ، اذ اتصلت بالشخصين فقاموا باحتجازه داخل شقة بحي جليز لمدة يوم واحد ، مؤكدا انه تعرض للضرب والعنف والتنكيل والتعذيب من طرف زوج المشتكى بها التي تمكنت من الفرار، ( م – ع- ه) ، وهو الشخص الذي تم القبض عليه فيما بعد وهو يهم بالدخول الى شقته .
( الفقيه) زاد في اعترافه ، أن المشتكى بها التي كانت تسوق السيارة ، كانت قد طلبت منه أن يدلها قبل شهور على شخص يمكنه أن يبيع لها مادة الزئبق لاستعماله في السحر والشعودة ، فقام وأرشدها على شخص يدعى ( الداموح) يتواجد بمدينة بولمان والذي كان قد تعرف عليه هو بدوره صيف السنة الماضية بمنتجع سيدي حرازم، فطلبت منه المعنية بالأمر مرافقتها الى المدينة المذكورة للقائه. سافر صحبتها وصديقتها وشخص آخر الذي يبقى شقيق المعنية بالأمر ، حيث التقوا المدعو ( الداموح) بمدينة بولمان ، وهناك عرض عليهم قنينة زجاجية صغيرة وبداخلها مادة الزئبق الأحمر ، فأبدت المشتكى بها استعدادها لاقتنائه منه كله فطلب منها مبلغ 750 مليون سنتيم وهو المبلغ الذي وافقت عليه فورا.
وأثناء التوسع في التحقيق، قال الفقيه أنه سافر أولا رفقة المعنية( الهاربة ) الى مدينة بوفكران ضواحي مدينة الحاجب، خلال شهر مارس الماضي وبحوزتهما مبلغ 650 مليون سنتيم على أساس اقتناء الزئبق الأحمر من المدعو الداموح ، غير ان العملية لم تتم بعدما ارتابت المسماة ( ز -م) في أمر أشخاص كانوا على متن سيارتين كانوا يلاحقونهما، مضيفا أنها سافرت للمرة الثانية رفقته وبحوزتهما مبلغ 300 مليون سنتيم، بعدما أفقدت معه على النصب على الداموح ، والإدعاء بكون المبلغ الذي تحمله هو المبلغ المطلوب وعدم ترك الفرصة له لعده، لكن المدعو الداموح فطن للخطة وقام بعد المبلغ فاكتشف أنه ناقص، مما جعله يعدل عن بيع مادة الزئبق ويدخل في مشاداة كلامية مع الفقيه والمشتكى بها .
واستطرد الفقيه ( المختطف) ، ان المشتكى بها، قد عاودت رفقة زوجها برفقته السفر الى مدينة إفران، حيث استأجروا شقة وبحوزتهمم مبلغ 40 مليون سنتيم على أساس شراء كمية من مادة الزئبق ، فالتقوا المدعو الداموح فسلمته المبلغ كله، ثم طلب منهم الالتحاق به بطريق بولمان قصد تسليمهم المادة المطلوبة، عير أنه ولحظة التسليم ، مرت دورية للدرك الملكي بالقرب من المكان الذي كانت تقف فيه المعنية بالأمر وزوجها وهما على متن سيارتهما، حيث طلبا منهما مغادرة المكان خوفا على سلامتهما ، وفي نفس الوقت شاهد الفقيه عناصر الدرك، بعدما تكلف بتسلم المادة من المدعو الداموح ، فانتابه الخوف فهرب الى مكان خال ومظلم ،حيث قضى ليلة في الخلاء ، ثم عاد الى مراكش على متن حافلة لنقل المسافرين.
تتوالى الأحداث، فتقوم المشتكى بها ، الاتصال بالفقيه وتطلب منه لقاءها على مستوى باب دكالة،حيث نقلته على متن سيارتها وتوجهت به نحو مركز 44 بطريق اسفي وطلب منه أن يجمع لها بعض التراب من مكان خال هناك، فأحضر كميه قليلة، ثم عادا الى مراكش وتوجهت مباشرة الى شقة بحي جليز وهناك تم احتجازه – يقول الفقيه في أعترافاته – من طرفها والشخصين المذكورين وطالبته بإرجاع مبلغ 40 مليون سنتيم، الذي سلمته للمدعو الداموح ، ثم عرضته للتهديد باحتجاز زوجته وابنه كرهينتين لتجبره على إرجاع المبلغ المالي المذكور .
وخلال ذلك – حسب تصريحات الفقيه- تعرض لسوء المعاملة من طرف المشتكى بها وزوجها الذي قام بالتنكيل به وتعذيبه والاعتداء عليه بواسطة عصا خشبية ، وهو نفس الفعل الذي اقترفته في حقه الخادمة ، التي وجهت اليه العنف وهو محتجز من طرف المعنيين بالأمر.
وأثناء متابعة البحث ، تمت مواجهة الفقيه المنحدر من منطقة توأمة التابعة لدائرة أيت أورير ، بالمتهمين، فنفوا أن يكونوا قد قاموا باحتجازه. وهو الفعل الذي اعترفت به الخادمة ، اذ قالت أثناء التحقيق معها أن مشغلتها هي التي اتفقت معها ومع زوجها قصد ترتيب احتجاز الفقيه بالشقة التي استأجرتها خصيصا مشغلتها لهذا الفعل.
توارث الأحداث ، كشفت التحقيقات أن عناصر قضية احتجاز الفقيه والزئبق الأحمر ، متورطون في قضية النصب بالشعوذة على موثقة مراكش ، وهي القضية التي باشرت فيها البحث الفرقة الاقتصادية والمالية التابعة للمصلحة الولائية بمراكش .