قصر الباهية
بمبادرة من إحدى الجمعيات المجتمع المدني بمراكش التي تعنى بالتراث، ستحتفي مراكش بالذكرى الثلاثين على اعلان مراكش تراثا عالميا من قبل اليونيسكو، وذلك من أجل الوقوف على ما تم إنجازه في هذه المدة الطويلة وأيضاً للوقوف على ما تحتاجه المدينة من أجل النهوض بها فيما يتعلق بإعادة تأهيل مآثرها وعمرانها وتقوية بنية الهشاشة في بعض مواقعها.
ومن المرتقب ان تعرف هذه الذكرى مجموعة من المتدخلين وذوي الاختصاص في شؤون المدينة العتيقة من خلال عروض ومداخلات تحاول تغطية جل المجالات المرتبطة بصيانة المدينة والنهوض بها لاسيما أنها أصبحت وجهة عالمية .
ورغم تثمينها لهذه المبادرة، تساءل بعض المهتمين بالثقافة بالمدينة، عن الاسباب التي أخرت هذه الاحتفالية بعد ثلاثين سنة، متسائلة هل هو تقصير من المجالس البلدية السابقة ؟ أم هو لامبالاة بشأن المدينة ومصيرها ومستقبلها؟ متسائلة ايضا حول الغاية من هذا الاحتفال ، هل هو احتفاء مناسباتي فقط أم أنه يستنبطن بداخله رغبة حقيقية في إنشاء مؤسسات مختصة تعنى بتراث المدينة وصيانته .
والجدير بالذكر ، أن مدنا مغربية عتيقة تأسست فيها مؤسسات تحمي تراثها باستثناء مراكش المدينة التي شارفت على الف سنة لا وجود لأي مؤسسة مختصة تحمي تراثها، مع العلم أن مواقع التراث العالمي، هي معالم تقوم لجنة التراث العالمي في اليونسكو بترشيحها ليتم إدراجها ضمن برنامج مواقع التراث الإنساني العالمي الذي تديره المنظمة المذكورة . هذه المعالم قد تكون طبيعية ، كالغابات وسلاسل الجبال، وقد تكون من صنع بشري، كالمعالم المعمارية من جسور أو سدود ومدن وغيرها.
وقد صادق المغرب على هذه الاتفاقية في 28 أكتوبر 1975، وانتخب عضوا في لجنة التراث العالمي سنة 1995، ثم عضوا بمكتب التراث العالمي سنة 1996، وقد تمكن من تسجيل العديد من المواقع في لائحة التراث العالمي، معظمها في المدن القديمة والعتيقة. وتضم قوائم اليونسكو الخاصة بالمغرب القائمة الرئيسية الأصلية ب 9 مواقع جميعها ثقافية، وكانت المدينة العتيقة لفاس أولها تسجيلا إذ سجلت 1981، وآخرها كانت المدينة العتيقة للرباط المسجلة في القائمة سنة 2012. أما القائمة الإرشادية المؤقتة لمواقع التراث العالمي فتضم 12 عشر موقعا
أربعة منها طبيعية والبقية ثقافية، إضافة إلى قائمة اليونسكو لروائع التراث الشفهي اللامادي للإنسانية في المغرب والتي ضمت 6 مواقع مغربية .
