الخراشي يكتب عن “الشغب يتصدر”..

الخراشي يكتب عن “الشغب يتصدر”..

- ‎فيرأي, رياضة
347
0

 

يونس الخراشي
سرق الشغب المقيت صدارة الحدث من كل الفرق الوطنية لكرة القدم، محدثا وقع الصدمة لدى متتبعي الشأن الكروي المغربي، وبخاصة أولياء أمور عشاق اللعبة الأكثر شعبية في العالم، وأفراد أسرهم، وبطبيعة الحال كل من له صلة بالملاعب الرياضية.
لماذا كل هذا العنف؟
إنه السؤال المركزي الذي طُرح مرات عدة بين متتبعي الشأن الكروي، وحاول كل منهم، في الجلسات الخاصة، وفي الصحف، وفي بعض المنتديات، أن يجد له جوابا، من دون أن يصل الأمر إلى دراسة علمية دقيقة، تستوضح ماهية الشغب المغربي، وتبحث له عن حلول جذرية.
الدراسة العلمية لا مناص منها، يا سادة، في أفق الوصول إلى حل للظاهرة، وإلا فإن كل المحاولات للحد من هذا الشغب ستبقى مجرد محاولات، وستتعثر بأحداث تقع هنا وهناك، مفاجئة من يتصدون للعنف المرتبط بكرة القدم، في كل مرة، بما لا يخطر على بال.
ليست هذه، بطبيعة الحال، تنبؤات، بل الأمر يتعلق باستقراء للوقائع، ذلك أن الشغب ليس وليد اليوم، غير أنه تطور بشكل لافت، إلى أن تغول كثيرا، وصار يحدث خسائر تسيء لسمعة الكرة المغربية، وبالتالي إلى سمعة المغرب الرياضي، الذي ظل ينجب الأبطال في هدوء تام، وبكل ثقة في النفس.
لا شك أن المدرسة تتحمل عبئا كبيرا في ما يقع، لأنها، وبشهادة رئيس المجلس الأعلى للتعليم، ووزير التربية والتعليم، لم تعد حاضنة للتربية السليمة، وتكوين العقل السليم، تاركة الفرصة لوسائط أخرى تتولى الأمر، لتنتج لنا ما نشاهده اليوم في ملاعبنا، وفي محيطها.
فمن ينتجون الشغب، ويا له من إنتاج لا يستحق هذه الكلمة الحسنة، أغلبهم في مقتبل العمر، ما يعني أنهم ما يزالون في المدرسة، أو في الطريق إلى الثانوية، وتكوينهم سيء للغاية، إذ ينهلون من وسائط تلقنهم أمورا لا علاقة لها بالثقافة المغربية، بما يغذي العنف المتولد لديهم من تخلف المجتمع عن مدهم بما يلزم، في سنهم هذا.
هل يكفي منع القاصرين من ولوج الملاعب، أو اشتراط حضور أولياء أمورهم للسماح لهم بولوجها، للقضاء على هذا الشغب؟ وهل يؤدي استئصال الإلترات من التربة المغربية للوصول إلى فضاءات كروية آمنة؟
لا نظن ذلك. لأن الشغب ليس سببا في حد ذاته، بقدر ما هو ثمرة خبيثة لتكوين سيء. وأي محاولات لمعالجته، باعتباره داءا، لن تؤدي إلى نتائج جيدة، بما أن العلاج لم يستهدف سوى الأعراض، عوض أن يستهدف أصل الداء، وهو ما أنتج هذا النوع من التصرفات الطائشة، والغبية، وغير المحمودة العواقب.
لماذا لا تحضر لدى المشاغبين العواقب السيئة لما يفعلون؟ وكيف يتصرف هؤلاء بهذا السوء؟ ولم لا يرعوون رغم كل الأحكام الصارمة ضد بعضهم؟ ولم لا تؤثر فيهم المقالات في اليوم التالي لأحداثهم الدنيئة؟
الأسئلة كثيرة جدا، والأجوبة مطلوبة بإلحاح. فمن يرد رجاء، حتى نصل إلى حلول تحفظ أولادنا، وملاعبنا، وبلادنا.
إلى اللقاء.

عن الفايسبوك

‎إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك ايضا ان تقرأ

RADEEMA تعلن عن إغلاق الملحقات التجارية بمراكش يومي الجمعة والسبت