نزل أباطرة الانتخابات من برجهم العاجي، تاركين حياة الرفاه التي يرفلون فيها ، منذ ان ظهرت اثار النعمة عليهم في وقت قياسي . نزلوا الى الساحات الشعبية و الدواوير الهامشية، مستعطفين الناخبين بغرض التصويت عليهم. بعضهم التحم بالعامة أكلا ( هندية) والخبز الحافي وبعضهم ضرب البندير وصار في ركاب الملوحين، متوهما بأن شعبيته تتجسد في لحظة الابتسامات الموزعة أمام الكاميرات وآلات التصوير بعناية مركزة .
ويعتقد هؤلاء الأغبياء بأن ذاكرة الشعب قصيرة ، وان نزولهم الفجائي للشارع ستغير نظرة العامة اتجاههم وتجعلهم أبطالا شعبيين يحضون بكامل الثقة والسند الشعبي للظفر بنصيب الانتخابات. هذا التوهم المزعوم قد يسعف بعضهم بالظفر بالمبتغى ، في ظل عزوف انتخابي و برامج متشابهة، لكنه لن يسعفهم بان يحظوا بتقدير فئات الشعب التي ترزح تحت الفقر والهشاشة، التي لن توهمها صور مصطنعة ظرفية لكائنات منافية تسقط كل ست سنوات فجأة في عرض الشارع.