كتب الصحفي رشيد نيني مقالة في جانب من الصفحة الأولى لجريدته، يجلد فيها المنظمات الشبابية الحزبية…
ولمسؤوليتي كمدير سابق للمعهد الوطني للشباب والديمقراطية، الفضاء الذي يضم جل المنظمات الشبابية الحزبية، ومن جانب مسؤوليتي أيضا كمناضل في صف شبيبة حزبية، يخجلني كثيرا ان اترك هذه المقالة تمر مرور الكرام، ولا أعطي رأيي المتواضع فيها.
من أطفأ شمعة غيره بقى في الظلام مثله
رشيد نيني، بكل أسف لا تعرف للنضال معنى، ولم تمر من بابه قط، بل خرجت من نافذة الإعلام قبل أن تطرق باب الصحافة، لما كل هذا التحامل على المنظمات الشبابية الحزبية، لما هذه الرسائل السلبية التي تزغرد بها، وكلما وجدت شمعة مضيئة لا تتوارى حتى تطفئها، بئيسة هي تلك الرزنامة المليئة بمداد الحقد على شبابنا، فكيف يعطيك خاطرك أن تنسخ نموذجا هو استثناء في الأصل، والاستثناء كما علمنا اساتذتنا لا يقاس عليه.
رشيد نيني لقد حاولت إطفاء النور على الأحزاب الديمقراطية، بانتقادك اللاذع لمنظماتها الشبابية، وفي الوقت الذي تناسيت فيه نضالات الشباب منذ بزوغ فجر الاستقلال من داخل الأحزاب السياسية، انك بسهمك هذا تطفئ شمعة غيرك لكنك ستبقى في الظلام.
أوردها سعدٌ وسعدٌ مشتمل ••• ما هكذا تورد يا سعدُ الإبل
رشيد نيني، أسلوب اللياقة والاحترام سيبقى في محله ولن انساق وراء حيرتك الدائمة، ولن أحاول المراوغة الهليودية التي أصبحت تبدعها، أدرت وجهك للأحزاب الديمقراطية، وتنبأت لها بالفشل حتى في بداية تجاربها، لم يبقى لك سوى منظماتها الموازية ومنها الشبابية. أدركت بالفعل وأنت تكتب اسطرك أنك تريد إطلاق رصاصة الرحمة على الشباب وانت الذي لم تطأ قدماك قط فرع شبيبة حزبية، إنك بهذا تفشل الأجيال وتضعف المؤسسات السياسية.
إن منطقك يجانب الصواب، إن منطقك يغرد خارج السرب، إن منطقك ظالم، جائر ومذنب في حق الشباب. نيني قد تتساءل وانت تقرأ هذه الأسطر عن المغزى من وراء طرح البيت الشعري السالف الذكر، سأجيبك وبكل عفوية وبدارجتنا المغربية، لي قال لعصيدة باردة يدير يدو فيها، انت مشتمل في مكتبك وتنتظر كل صباح عمودك بفارغ الصبر، جاهز ومنقح عبر بريدك الإلكتروني، لتحوله لشوف تشوف، لن أنكر إن قلت أنني كنت من الذين يتابعون كتاباتك، حتى وإن لم أكن أتوفر على درهمان ونصف آنذاك حيث كانت تباع الجريدة وبسبب أزمتك أصبحت ثلاث دراهم فيما بعد، كنت ابحث عن نصف درهم لكي اقرأ عمودك عبر “فوطوكوبي”، لكن اليوم جف قلبك وقلمك ايضا عندما أصبحت تعوي به يمينا وشمالا وحتى المنظمات الشبابية الحزبية لم تسلم من حقدك للسياسة.
رشيد ألا تعلم أن المنظمات الشبابية هي التي ناضلت إلى جانب كل القوى الوطنية في سنوات الرصاص، ألا تتذكر أن المنظمات الشبابية هي التي قادت معركة إصلاح الجامعة المغربية من خلال الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، ألا تتذكر أن المنظمات الشبابية هي التي كانت سباقة للمطالبة بالإفراج عنك عندما تم اعتقالك… ألا تتذكر كل ما تقوم به المنظمات الشبابية من تأطير وتكوين للنخب، ألا ترى أن جل زعماء الأحزاب السياسية اليوم هي خريجة مدارس الشبيبات الحزبية.
بالفعل قد اتفق معك في شيء واحد، هو أن بعض، اقول بعض، الشبيبات الحزبية فقدت بوصلتها ووزنها، لكن هذا لا يشفع لنا في المساهمة في اغراقها بل على العكس يجب أن نساهم في انقاذها وتطوير عملها. وما فعلته نيني لم يكن عفويا بل مقصودا، رغم وعينا بتحاشيك الخوض في موضوع تدوينة مسؤولة إحدى الشبيبات الحزبية التي خلقت زوبعة مؤخرا.
نيني، الشبيبات الحزبية ساهمت في الحراك السياسي الأخير وبرهنت بعد ذلك على قوتها من داخل البرلمان، فمن منا اليوم لا يعترف بالدور الذي لعبه الشباب من داخل البرلمان وبروزهم بشكل لافت في مختلف المناسبات، ومنهم اليوم رئيس فريق برلماني ورئيس لجنة بالبرلمان ووزراء ومسؤولين، نيني الشبيبات الحزبية لها دورها فكيف لك ان تجرده منها بسبب خطأ لإحداها لا يتحمله أحد.
عفوا، كان من واجبك الدفاع عنا لا قتلنا.
رشيد نيني، الشباب هو نتاج المجتمع بما فيه من نجاحات وإخفاقات، وبما فيه من عوامل ومؤثرات وما يملك من حصاد التجربة وارث الحضارة فالشباب هم نصف الحاضر وكل المستقبل. ولأن الشباب في المغرب يمثل أكثر من 60 % من مجموع السكان فهو عنصر فاعل وحاسم في قضايا التنمية والتطور المجتمعي، فالتنمية اليوم في المغرب لا يمكنها أن تأخذ الطريق الصحيح بدون إشراك الشباب لأنه يملك الطاقة والقدرة على العطاء، ويمكنه أن يعبر عن ذاته واحتياجاته،
فالشباب يملك ثروة بشرية قادرة على العمل والإنتاج, وإذا كان البعض ينظر إلى هذه الإمكانات البشرية كعبء أو كمشكلة، فإن البعض الآخر يرى فيها الحل لكافة مشاكل المجتمع اسي رشيد.
إسماعيل الحمراوي؛
رئيس حكومة الشباب الموازية