يتابع المهتمون للشأن السياسي الوطني باهتمام كبير الأسرار الكامنة وراء الحضور الوازن لقيادات وطنية وجهوية من حزب البام لأشغال المؤتمر الإقليمي لحزب الاتحاد الاشتراكي المنعقد صباح يوم الأحد الماضي ، بمدينة مراكش.
ففي سابقة اعتبرت الاولى من نوعها على مستوى المؤتمرات الإقليمية للأحزاب الوطنية، تسابقت مجموعة من القيادات البارزة في حزب الاصالة والمعاصرة لتأكيد حضورها بالصفوف الأمامية لأشغال المؤتمر الإقليمي لحزب الوردة. حيث عاينت كلامكم حضور القيادية ميلودة حازب ، رئيسة الفريق البرلماني لحزب البام بمجلس النواب، ورئيسة مقاطعة النخيل، الى جانب احمد التويزي ، رئيس مجلس جهة تانسيفت الحوز، الذي حضر مصحوبا بمنتخبين اثنين من نوابه التابعين لنفس الهيئة السياسية، والبرلماني عدنان بن عبد الله ، رئيس مقاطعة المنارة ، الذي كان مرفوقا بدوره بوالده بن عبد الله الأب ، رجل الاعمال المعروف بمدينة مراكش.
وبلغة الأرقام يكون حزب البام ، قد أكد حضوره بستة وجوه انتخابية وقيادية بارزة عكس باقي الأحزاب الاخرى التي مثلت بشخص واحد.
وامام هذا الحضور الملفت لحزب البام الى جانب لشكر ، تتناسل العديد من الأسئلة والتساؤلات حول الملابسات الحقيقية لهذا التقارب المفاجئ بين الحزبين المذكورين ، وهو ما أرجعته بعض المصادر الى ما وصفته بتكتيك انتخابي محتمل بين اللونين المحسوبين على المعارضة ، خاصة على مستوى الاستحقاقات الانتخابية بمدينة مراكش وبالجهة، وذلك لقطع الطريق على ما وصفته مصادرنا للحركة التصحيحية التي يقودها عبد العالي دومو بالجهة المذكورة، فيما ذهبت بعض الجهات الى الرغبة الأكيدة لحزب البام للانفتاح على حزب لشكر والتنسيق معه لإيواء مرشحين محتملين من حزب التراكتور للترشيح للاستحقاقات تحت مظلة الوردة .
ومن المثير للانتباه ان مدينة مراكش حاضرة الجهة الجديدة مراكش اسفي تحولت في الآونة الاخيرة الى قبلة الى العديد من الهيئات السياسية الوطنية سواء من الأغلبية او المعارضة وذلك في سباق مع الزمن الانتخابي وتأكيد حضورها على الخريطة الانتخابية التي ستسفره صناديق الاقتراع برسم المحطات الانتخابية المقبلة.