التبريز بالمغرب والحاجة إلى نظام أساسي خاص بالأساتذة المبرزين

التبريز بالمغرب والحاجة إلى نظام أساسي خاص بالأساتذة المبرزين

- ‎فيآخر ساعة
1133
0

 

لقد ارتبط وجود الأستاذ المبرز تاريخيا بإصلاح وتدعيم المسار التكويني للمهندسين حيث عرف هذا المسار فصلا حاسما بين مرحليتين: مرحلة التحضير بالأقسام التحضيرية لولوج المدارس العليا شكل فيها الأستاذ المبرز الدعامة الأساسية حيث أنيطت به أدوار محورية مثلت الأهداف الكامنة وراء هذه المرحلة، ثم مرحلة تكوينية داخل المدارس العليا يحصل في نهايتها الطالب على دبلوم مهندس دولة. لكن دور الأستاذ المبرز لم يظل حبيس هذا التلازم خاصة بعد الإصلاحات التي عرفتها مؤخرا منظومة التربية والتكوين، حيث تقلد الأستاذ المبرز الصدارة على مستوى إسهاماته في سلك تحضير التبريز وأسلاك ما بعد البكالوريا.

إلى جانب هذا, تقلد الأستاذ المبرز دورا مميزا آخر على مستوى إسهاماته في سلك تحضير شهادة التقني العالي لاسيما في التخصصات التكنولوجية والصناعية. واليوم, في ظل الأوراش الكبرى المهيكلة لمنظومة التربية والتكوين باعتبارها قضية مركزية كبرى، لم يعد وجود الأستاذ المبرز يستند على مبرر تاريخي أو عبر ارتباط بسلك خاص فحسب بل أصبح دوره مرجعيا وأساسيا في الإصلاح الجديد باعتبار النجاعة الكامنة تحديدا في التكوين الصلب والعالي للأستاذ المبرز والذي يمكنه من الانخراط في الإصلاح الجديد بفعالية جيدة ومهنية كبيرة.

لذا فقد راهنت منظومة التربية والتكوين على نظام التبريز منذ أواسط الثمانينيات من القرن الماضي وذلك بهدف تزويد مختلف المؤسسات بأساتذة أكفاء والمساهمة في الرفع من مستوى تكوين الأطر التربوية ومهننة هذه التكوينات؛ ويعتمد هذا النظام على نمط التوظيف عن طريق مباراة جد انتقائية تشرف عليها لجنة مستقلة لا يشارك فيها الأساتذة المكونون، وبذلك فهو نموذج فريد ونمط ديمقراطي متميز للتوظيف ينبغي أن يأخذ ما يستحقه من الاهتمام ويجب التفكير في كيفية تعميمه لتوظيف مختلف الأطر التربوية.

image

ومن بين الأهداف الأساسية المتوخاة من نظام التبريز:

• تزويد منظومة التربية والتكوين بأطر تربوية ذات كفاءات أكاديمية ومهنية عالية تتوفر فيها المواصفات التالية:
 المعرفة العامة الواسعة والمتينة لمادة التخصص والتمكن منها في شموليتها مما يجعل الأستاذ المبرز قادرا على تدريس مادته، بجميع تفرعاتها، بالفعالية اللازمة على مستوى سنتين في ما بعد البكالوريا على الأقل في مختلف أسلاك منظومة التربية والتكوين (الأقسام التحضيرية للمدارس العليا، وسلك تحضير التبريز، وأقسام تحضير شهادة التقني العالي، ومراكز تكوين الأطر التربوية، والكليات والمعاهد العليا، …)،
 المهننة، أي التمكن من الجوانب الديدكتيكية والبيداغوجية لمادة تخصصه، مما يمكن الأستاذ المبرز من انجاز مهامه بكل مهنية.

• زرع دينامية للتجديد بمنظومة التربية والتكوين وذلك بجعل الأستاذ المبرز آلية للتجديد التربوي في مختلف أسلاك المنظومة وفي شقها المتعلق بالمناهج والبحث التربوي وكذا الحياة المدرسية.
• توسيع العرض التربوي وإغنائه والرفع من أعداد الأساتذة المبرزين حتى يكون لدور المبرز وقع أكبر في رفع تحدي تجويد مختلف أسلاك المنظومة وكذا ضمان انتقال نوعي بين سلكي الثانوي التأهيلي والتعليم العالي.
لذا فإن خلق هيأة الأساتذة المبرزين ووضع نظام أساسي، منصف ومحفز، خاص بهذه الفئة من الأساتذة يعتبر سبيلا لتحقيق الأهداف المرجوة ومدخلا من شأنه إعطاء نفس جديد لسلك تحضير التبريز لكي يستمر هذا السلك في تزويد منظومة التربية والتكوين بأساتذة أكفاء هي في حاجة إليهم؛ ومن شأنه كذلك تحصينه لضمان استمراريته والرفع من جاذبيته وجعله قادرا على استقطاب أجود المترشحين من بين حاملي شهادة الماستر أو ما يعادلها، وتجنيب المشاكل التي عاشتها هيأة الأساتذة المبرزين في التجارب السابقة والحد من الإحباط الذي يشعرون به والعمل على تحصين المكتسبات التي راكمها نظام التبريز منذ التأسيس إلى اليوم.
ونظرا كذلك لتعدد واختـلاف الأسـلاك التي يمكن أن يشتغل بها اﻷستاذ المبرز : اﻷقسام التحضيرية للمدارس العليا للمهندسين، سلك تحضير التبريز، أقسام تحضير شهادة التقني العالي، المراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين، الثانوي التأهيلي، اﻻدارة والتأطير التربوي، فإنه من شأن هذا النظام الأساسي أن يساعد كذلك على مكافحة ظاهرة العزوف الذي يعرفه اﻻلتحاق بسلك تحضير التبريز في السنوات اﻷخيرة، حيث لم يتمكن من استقطاب أساتذة متميزين للثانوي التأهيلي أو طلبة متفوقين، الأمر الذي يعزى لفقدان هذا السلك لجاذبيتَه وقيمته من ناحية الوضعية اﻻدارية للمبرزين حيث أن المترشحين الموظفين يفضلون اجتياز امتحان مهني قصد الترقي في حين يفضل الطلبة المتميزون اﻻلتحاق بالمدارس العليا للمهندسين، بدل المجازفة باﻻلتحاق بسلك تحضير التبريز.
من أجل كل هذا:
تم تأسيس النقابة الوطنية للمبرزين بالمغرب للدفاع عن هذا الإطار و حث الوزارة على الألتزام بالأتفاقات السابقة المتمثلة في
1. التسريع بتفعيل مضامين اتفاق 19 أبريل 2011، وخاصة الجانب المتعلق بإصدار نظام أساسي خاص ومنصف ومحفز للهيئة بدل العمل على فرض مقررات ومذكرات جائرة من قبيل إجبارية الساعات الإضافية بالأقسام التحضيرية.

2. العمل على تفعيل منطوق المرسوم رقم 2.11.672 في دجنبر 2011 الضامن لحق الأساتذة المبرزين في الالتحاق بالمراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين.

3. السماح للمبرزين بالتسجيل بسلك الدكتراه

‎إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك ايضا ان تقرأ

RADEEMA تعلن عن إغلاق الملحقات التجارية بمراكش يومي الجمعة والسبت