أثارت التصريحات المثيرة التي أطلقها حميد شباط الأمين العام لحزب الاستقلال ، الأحد الماضي في مهرجان خطابي بمدينة الراشدية، والتي اتهم فيها بشكل غير مباشر الوزير الشوباني بكونه تسبب في طلاق الوزيرة سمية بنخلدون، وتجمعهما علاقة مشبوهة تحدث عنها رئيس الحكومة عبدالالاه بنكيران، سخط كثير من رواد المواقع الاجتماعية، الذين أجمعوا على التنديد بهذه التصريحات واعتبروها تدخلا سافرا في الحياة الخاصة لأعضاء الحكومة، و الشماعة التي علق عليها شباط فشله السياسي، وعبروا عن أسفهم لما آل إليه الخطاب السياسي من انحطاط وانحدار، لم يعد معه أي احترام ﻷي ضوابط أخلاقية أو أعراف مغربية أصيلة، تميز بين المجال العام والمجال الخاص .
هذه التصريحات هزت بعنف نفسية السيدة بنخلدون وأخرجتها من صمتها الذي دام أسابيع، وقالت: “خلافا للحقيقة، وفي انتهاك سافر لأخلاق الاسلام وتقاليد الشعب المغربي العريقة في احترام حرمات الأسر والحياة الخاصة للأفراد، خاض السيد حميد شباط الأمين العام لحزب الاستقلال في موضوع انفصالي عن طليقي، وشحن الموضوع بكثير من الإفك والزور وجعله موضوع خطاب يفترض انه سياسي يتوجه للمواطنين فيما يعنيهم ويعني الشأن العام”.
وأكدت بنخلدون بالمناسبة أن “انفصالها عن طليقها جاء نتيجة طبيعية بعد تعذر استمرار الحياة الزوجية. وأن الموضوع معروف لدى أسرتها وعائلتها كما لدى عائلة طليقها مند سنين. وأسباب انفصالي ذاتية تهمها وتهم طليقها فقط ولا علاقة لأي طرف ثالث في الموضوع خلافا للإدعاء الذي وصفته بالمغرض”.
من جهته وصف الحبيب الشوباني الوزير المكلف بالعلاقة مع البرلمان والمجتمع المدني ، اتهامات شباط ب«غزوة الإفك». وقال الشوباني في تدوينة «في مقابل هذه الصورة من القوة والتلاحم والإشعاع ، كانت غزوة الإفك محاولة بائسة لنسف وطمس مفاعيل هذا اللقاء التاريخي والتشويش على آثاره المدمرة لخصوم الإصلاح وطنيا وامتداداتهم المتلاشية محليا بعد عقود من الهيمنة والتحكم. غزوة بئيسة بغالبية الحشد المأجور كما هي العادة ، بئيسة بالقذف والافتراء والتشهير كما هي العادة ، بئيسة بالقبح الذي ألبسته رداء لزعماء لو انشغل الناس بحياتهم الخاصة وجعلوها مادة للخطاب لماتت السياسة وشبعت موتا منذ سنين !غزوة الإفك هذه دليل آخر على أن المنافسة في سنة انتخابية ،كما يفهمها شباط ، لا حدود فيه ولا ضوابط للخطاب السياسي”.
خرجة شباط الإعلامية هذه والتي أثارت جدلا كبيرا بين الأوساط السياسية والمدنية، تنضاف إلى زلات وعثرات سقط فيها الرجل وأثرت على شعبيته وتكاد تعصف بمستقبل حزبه، خاصة بعد لكمه لابن مدينته عزيز اللبار، النائب البرلماني عن حزب الأصالة و المعاصرة، قبيل افتتاح الدورة البرلمانية الخريفية ، والتي أثارت سيلا من التعليقات التي انصبت جلها في توجيه سلسلة من الانتقادات اللاذعة لشباط ، حيت قال عنه البعض بأنه لا يستحق الانتساب لحزب عريق من قبيل الاستقلال الذي عاصر رجالا بكاريزما سياسية حقيقية ، بعيدا عما يقوم به شباط من خرجات تجسد بصدق ما تحدث عنه جلالة الملك في افتتاح السنة التشريعية الماضية، من صراعات سياسية مقيتة ، تضرب في العمق المفهوم الحقيقي للممارسة السياسية .
فيما قال البعض الآخر أن شباط ساهم بشكل كبير في تراجع حزبه، من خلال خرجاته الاعلامية و السياسية التي أكدت تماما أن الرجل بعيد كل البعد عن عالم السياسة بقدر ما هو أداة تستعمل لعرقلة المسار الديمقراطي الذي تسير على وقعه البلاد .
هذا الحادث وغيره من “الكعيات” التي وقع شباط في شراكها، دفع العديد من المتتبعين إلى التساؤل عن مستقبل حزب الاستقلال في ظل قيادة شباط ، و المغامرة الحقيقية بشعبية الحزب ، حيت قال البعض ان استمرار شباط على رأس حزب الميزان قد يكلف الاستقلال نتائج انتخابية قد تكون كارثية.
قالوا فقلنا نقول فيقولون ومع احترامي لكل الاستقلاليين..
كريم القرقوري/ الفايس بوك