المغرب، بلد صاعد

المغرب، بلد صاعد

- ‎فيآخر ساعة
457
0

محمد تكناوي

لكل فكرة حية نواميس داخلية تعبر وتكشف عن نجاعة نشأتها وعن عمق تجاوبها مع الدوافع الموضوعية لتلك النشأة، فالفكرة الحية لا تنبع من نظرة تأملية مجردة ولكن من موقف حيوي وجوابا عن أسئلة ملحة تفرضها ملامح واقع معين.
وفكرة تنظيم منتدى جهوي للتربية والتكوين حول مهن المستقبل هو إحدى الأفكار التي فرضت نفسها بقوة على صعيد أجندة الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين مراكش تانسيفت ، كواجهة إشعاعية تواصلية تراهن على المستقبل وعلى التفاعل مع الانتظارات والتحديات.
والميزة الأساسية لهذه المنتديات تتحدد في كونها فكرة حية امتلكت منذ البداية قدرة متميزة على تمثل فلسفة الاصلاح والتكيف مع مراميه وأبعاده،ودعوة إلى مزيد من الاندفاع نحو الانفتاح والانخراط والتجدد والاشراك والتشارك والسمو بالمستوى العلائقي بين الفاعلين التربويين، وعالم المقاولات والمهن الجديدة .
والتأكيد أيضا أنها لم تكن ترفا تنظيميا ولكن استجابة لضرورة التفكير في إعادة نسج العلاقات والوظائف ، واستشراف الميكانيزمات والآليات القادرة على دمج المدرسة في قلب المجتمع وفي عمق الأوراش المفتوحة.

و تنظيم المنتدى الجهوي للتربية والتكوين في نسخته الثانية لهذه السنة وبإرادة مشتركة بين الأكاديمية والفيدرالية الإقليمية لجمعيات أمهات وآباء وأولياء التلاميذ بمراكش وثانوية ابن تيمية للأقسام التحضيرية، هو لبنة في بناء تصور جديد لتدبير الشأن العام ضمن المؤسسة التعليمية ، هو إضافة إلى النقاش النوعي الذي تعرفه الساحة التربوية وحوار مع المستقبل، مستقبل ناشئتنا ومستقبل كسب رهان التحولات الاقتصادية والاجتماعية التي تشهدها بلادنا هو أيضا مساهمة في خلخلة المسلكيات وأنماط الاشتغال بين كل الفاعلين والمتدخلين التربويين والاقتصاديين وغيرهم.
وتيمة المنتدى لهذه السنة المغرب بلد صاعد تتغيا المساهمة بمعية خبراء ونخبة من الأساتذة الجامعيين وفاعلين في الحقل الاقتصادي، وضع تصور جماعي للاستراتيجيات المنهجية للفعل التربوي لمواكبة التحولات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية و تأثيرات التحولات الجيو سياسية والاقتصادية التي عرفها العالم والتي جعلت العولمة تحديا مفروضا، إضافة إلى التطورات الجارفة في مجال تكنولوجيا الإعلام والاتصال وانتشار وتعدد مصادر المعرفة، هذه العوامل وغيرها والتي جعلت المنظومة التربوية أمام رهان أساس ، وهو مواكبة هذه التحولات من خلال تحديث البرامج والمناهج والانفتاح على المقاولات والمهن الجديدة حتى تستجيب لهذا الحراك الاجتماعي والسياسي وأيضا للحاجيات المتزايدة للاقتصاد الوطني من الكفاءات العليا لمباشرة تدبير الأوراش التجهيزية خاصة في مجالات تكنولوجيات الإعلام والتنمية المستدامة والطاقات المتجددة وترحيل الخدمات وغيرها، والتي انخرط فيها المغرب بغية كسب رهان التنمية المستدامة والالتحاق بمصاف البلدان الصاعدة.

‎إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك ايضا ان تقرأ

RADEEMA تعلن عن إغلاق الملحقات التجارية بمراكش يومي الجمعة والسبت