سيل النفاق التربوي ..هل يتوقف يوما عن الانجراف ؟

سيل النفاق التربوي ..هل يتوقف يوما عن الانجراف ؟

- ‎فيرأي
259
0

عبد الغني سهاد

 

الغرض من هذه المقالة ليس التعريف بالنفاق وخفاياه ولا تحليل جوانبه العميقة في متظومتنا التعليمية ولا الوقوف على دوافعه وحدوده في محيط المدرسة وداخل مكوناتها لكن الغرض في وصف بعض ملامحه البارزة في الوسط المدرسي ..عندما يتهاون رجل التعليم في التعاطف والتضامن مع زميل له مهان خلال مزاولته لمهنته سواء من طرف الادارة او من طرف التلاميذ واباءهم ..هو نوع من انواع النفاق .. كما هو كذلك لما يغظ الطرف عن عمليات الغش والتدليس خلال الامتحانات الاشهادية والمهنية..او تملقه واسفافه للموءطر التربوي لاجل النقطة والترقي في المنصب…ممارسة لعبة الصمت والمجاملة الباهتة في اجتماعات مجالس الموءسسة خلال السنة.. هي بعض مواصفات النقاق التريوي التي تجدرت في موسساتنا التعليمية وامسى المربي يعد هذه الصفات المرضية سلوكات عادية يستسيغها بموجب مبررات واهية …فيعمل البعض منا بالقول الماثور ..(هير تفوت راسي وتطيح ..).الجميع يشارك بطريقة اواخرى في تفشي امراض النفاق الاجتماعي التريوي من سكوت عن التهور والاستكانة و الفساد والغيبة في الزملاء والموالات لذوي النفوذ منهم السياسي والنقابي ( تكوين اللوبيات ) والتجسس على الجميع والبيع والشراء في الذمم المواقف النقابية والانتقالات واعادة الانتشار التي ابتليت بها المدرسة المغربية كنتيجة لتوقف التوظيف في الموءسسة التعليمية ..المدرسة هي في حد ذاتها مجتمعا مصغرا ..ومصنعا فكريا وثقافيا واخلاقيا لاجيال المستقبل …فكيف تكون الحضيلة وهي تغرق في امراضها العديدة و تتحول الى بوءرة او جرثومة تنخرجسد المجتمع وتزيد من مظاهر تخلفه وهبوطه اذنى درجات الانحطاط (الغياب / المخدرات /العنف .الاكتظاظ.التحرش…الخ )..المجتمع يحتاج الى معالجين واطباء وعلماء ومعلمين يبنون بسواعدهم وجهدهم اسس قوته ..والمدرسة تفشل على الدوام في لعب دورها في بناء الوطن المامول ..

تعج بكل الامراض الاجتماعية والنفسية ..الجديدة والقديمة .. تهافت بعض رجال التعليم على الساعات الاضافية والتكسب المهين في موءسسات القطاع الخاص الذي تسمنه الوزارة على حساب القطاع العام ..واهمال حصصهم تماما ..بل الضغط احيانا على التلاميذ (ات) وعلى اسرهم للمشاركة في تلك الحصص المودى لا جل النجاح والانتقال المامول …ظاهرة الساعات اللصوصية ..وتهافت الاستاذ عليها من اقبح اشكال النفاق التربوي في موءسساتنا التعليمية ..نخرت الجسد التربوي لعقود من الزمن ..
نفس الفترة الزمنية التي تصدعت فيها النقابات التي انتهت من اعتبار رجال التعليم ونساءه من طلاءع الطبقة الشغيلة ..واصبحت تحسبهم اسراب من الدواجن تستعملها لا جل غنم المكاسب المادية والاستيلاء على المناصب التي توفرها الوزارة والحكومة معا ..لاهم لتلك النقابات (النفايات ) غير تصفية الحسابات و الجري (وليس النضال) لاجلا الحصول على الجرايات والمكافءات الرسمية ..والاسترزاق من الحركات الانتقالية والادارية ..و السيطرة على مكاتب جمعيات اباء وامهات التلاميذ …
لنهب مواردها المالية في غياب واهتمام الاسر المغربية المقهورة بالمعيش اليومي …
هناك مدارس في الدول المتقدمة هي قاطرة للتنمية و العلم والمعرفة ..تقود المجتمع الى الامام ..ومدارس تسير مع المجتمع جنبا الى جنب ..واخيرا مدارس الموءخرة حيث يتقدم المجتمع ويتحول وتبقى هي في مكانها الخلفي تحتضر .وتفشل على الدوام في معالجة اوضاعها المزرية ..المتراكمة وغياب الجراح القادر على بطر الاجزاء العفنة منها …وهذه الاخيرة هي مدارسنا ..

‎إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك ايضا ان تقرأ

RADEEMA تعلن عن إغلاق الملحقات التجارية بمراكش يومي الجمعة والسبت