التضليل أشد أنواع القمع خطورة..

التضليل أشد أنواع القمع خطورة..

- ‎فيرأي
494
0

حميد حنصالي

منذ عقود خلت فطن شهيد الطبقة العاملة وفقيد الحركة النقابية المغربية التقدمية عمر بنجلون بذكائه الثاقب وحسه النضالي الرفيع إلى أن التضليل يعتبر من أشد أنواع القمع خطورة ،فصارت هذه المقولة موضع استلهام المناضلين ونبراسا يهتدون به في ممارساتهم النضالية على مر الزمن كلما حلت بهم أزمة في خضم المواجهة ومعمعة الصراع والمجابهة مع قوى التخلف والرجعية والانتهازيين والوصوليين والانتفاعيين وسماسرة العمل النقابي والمستفيدين من الريع النقابي وهم كثر، للأسف، في الوقت الراهن .
وخطورة فعل التضليل تكمن أساسا في خلط الاوراق واستعمال نفس اللغة والخطاب والمفاهيم من لدن الانسان المضلل(بكسر اللام)، ما دامت الغاية بالنسبة إليه هي الطمس والغموض والتشويش والتحريف لبلوغ الهدف وتحقيق المراد.فكل الطرق تؤدي إلى روما في نظره ..
الواقع الذي عاشته النقابة الوطنية للتعليم في السنوات الاخيرة حتى الآن وأيضا الفيدرالية الديمقراطية للشغل يكشف حجم التضليل الممارس من قبل أولئك الذين وجدوا أنفسهم فجأة وبقدرة قادر على رأس المسؤولية النقابية .فغاب الحس النقابي المسؤول وتراجعت القيم والاخلاق ، واحتلت مكانها الاهواء والنزوات والمصالح الشخصية الضيقة داخل الممارسة النقابية ،فاصطدم المناضلون بحالة مرضية مستعصية على العلاج من أعراضها الشاخصة التمركز حول الذات .وهي حالة مرضية مدمرة لأنها قائمة على الالغاء والاقصاء لكل من يخالفها ويقف في وجهها .
،
. ،.
. لا أدل على ذلك عملية التحكم ليس فقط في التنظيم وفي الاجهزة المكونة للنقابة الوطنية للتعليم عبر عمليات التعيين والفرض والتدخل الفاضح والمكشوف والسافر في كل صغيرة وكبيرة، كأساليب دخيلة على الممارسة النقابية للنقابة الوطنية للتعليم والذي كان من تمظهراته الفاضحة والقبيحة ما وقع في المؤتمر الوطني العاشر الاخير للأسف.هذا ناهيك عما حدث في جهات ومناطق عديدة ومختلفة ،بل التحكم كذلك في دواخل وأنفاس الاشخاص وتصرفاتهم حتى،بهدف التدجين والتطويع ليكونوا عبرة ومثالا لكل منتسب مفترض قادم إلى( ن.و.ت) فكان من تبعات هذا المنطق التحكمي خلق زبائن وولاءات شخصية وزعامات نقابية “كرطونية “وهمية تدين بالولاء “الأعمى” والمطلق لسادة عقولها موجودة هنا وهناك قائمة على رأس ما يمكن تسميته “الاقطاعيات التنظيمية”، ذات مواصفات محددة ،منتقاة ومرغوبة من العاجزين والمنكسرين لم يعيشوا معاناة الشغيلة التعليمية ولا أدركوا معنى الواجب والمسؤولية ،ذوو سوابق ملفاتهم مليئة بالمؤاخذات والمخالفات…فنعم الاختيار وطوبى للنموذج النقابي المرغوب!!!؟ فيتحول العمل النقابي والممارسة النقابية إلى نوع من الحلقية الضيقة على شاكلة الطغمة المصغرة المشدود بعضها إلى بعض بالمصالح الشخصية والامتيازات النقابية الريعية مع إضفاء نوع من ا”لطابع النضالي” الزائف في مناسبات،على مواقف وحالات معينة من أجل تلميع الصورة القاتمة والقبيحة وبغرض التمويه والتضليل .هذا فضلا عن تبني واعتماد أساليب التآمر والتواطؤ وسلك ونهج طرق التهميش والاقصاء والتدليس ولا حاجة لتذكير المناضلين بكل ذلك في مختلف الجهات والمناطق والعديد من المحطات .فالسواد الاعظم من المناضلين اكتوى بنيران هذه الممارسات المجحفة ،الظالمة، الضالة والشائنة.
فكان من نتائج كل ذلك الجنوح الغير المحسوب العواقب لأصحاب هذه الممارسات والممثل بالأساس في محاولة السطو والسيطرة على الفيدرالية الديمقراطية للشغل وضرب شرعيتها وكبح حركيتها ومحاولة يائسة وانتحارية لإرباك مسييرها لإحكام الطوق وإحداث مزيد من الخنق وتوسيع دائرة التحكم وصولا إلى حالة التمكين.لكن المؤسف هذه المرة بدعم وسند وتوجيه من التضليل القادم من جهات سياسية بهدف إرباك المشهد النقابي في عموميته وشموليته.وما التحركات عفوا التحرشات ،التجييشية والهستيرية والهائجة والغوغائية والببغاوية ذات الطابع “المليشيوي”في كل من الرباط وسيدي قاسم وخنيفرة والمحمدية ومراكش وغيرها من المدن المغربية لخير دليل على هذا المنحى والنهج المشار إليه..
لكن ما غاب عن أذهان اؤلئك التضليليين دعاة الانشقاق ومتزعميه أو غيبوه وتناسوه،ومن خلفهم سادتهم وموجهيهم بمختلف أصنافهم وأنواعهم ومواقعهم هو أن حركة التاريخ الزاحفة والجارفة لا ترحم وحركة الوعي الدؤوبة لا تتوقف والممارسة النضالية المتجردة ،النزيهة والصادقة داخل الفعل والميدان كشافة ومعرية مهما تدثر التضليليون بالأقنعة وارتدوا من لبوس مزيفة. فدائما البقاء للأصلح والأنفع والأجدر والأحق والأعدل مصداقا لقوله تعالى في سورة الرعد”فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الارض”.

‎إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك ايضا ان تقرأ

RADEEMA تعلن عن إغلاق الملحقات التجارية بمراكش يومي الجمعة والسبت