من عبد الواحد الطالبي- مراكش- (خاص) – انطلق مهرجان مراكش الدولي للفلم في دورته الجارية بعرض أولى لقطات الشريط السادس عشر المرشح للفوز بالجائزة الكبرى للمهرجان أمام الاشرطة الخمسة عشرة المتنافسة والذي ستتواصل سلسلة لقطاته حتى اليوم الاخير من عمر المهرجان في ال13 ديسمبر الحالي.
الشريط الذي يعرض هذه المرة بإخراج جديد حافظ على أغلبية طاقمه من فنيين وممثلين وكومبارس وأدوات تقنية، وحاول التقليص من دائرة الضوء والتخفيف من صخب الاحتجاج الذي ينتظر أن تتعالى أصواته عندما تنكشف حقيقة مدعوي الشرف وضيوف الامتياز بصفاتهم التي لا تمت للسينما والمهن المرتبطة بالفن السابع او بالاعلام بأية صلة.
افتتح الشريط السادس عشر مشاهده بلقطة أولى طلعت فيها نساء كاسيات عاريات يتحدثن نفث السيجارة ويتكلمن الابتذال في انفاسه غثيان، أيقظهن “النجم السابع” من سبات الفقر والفاقة والنوم على رصيف العطالة ووضع في أيديهن قدر مثقال حبة خرذل من شيء من خدع السينما فتوهمن أنهن شيئا مذكورا يأمرن وينهين وما شاء الله الا ما شئن.
ثلة من فتيات أنجدتهن شمس مراكش الخريفية من ظلمات الكهوف وبرودة السراديب ليلعبن دور الكومبارس في مشهد وصيفات السلطان عند موائد الطعام وإذا ما أشاح ضوء السينما قليلا وسعن الصلاحيات قدر وسع المؤهل الذي من خلاله تم انتدابهن للعب الادوار التي أخرجت من دائرة الضوء الفنانين الكبار والرجال الأخيار والسيدات بنات الابرار.
ثلاثة او خمسة أو ستة حتى تسعة من عناصر الكومبارس تجاهلن قدرهن وأردن في مشاهد صناعة الاضواء لعب أدوار اكثر من حجمهن مع الذين يصنعون الاضواء والذين من دونهم كل صدى هو مجرد ضوضاء.
في اللقطة الاولى من الشريط ركز الضوء على سيقان ممتلئة وأرداف مكتنزة وصدور مدرارة ووجوه شاحبة كأنها حبات زيتون ضربها الصقيع وأصوات في حناجر كجوف العير ترسم صورة أشباح لكيانات حاولت عبثا أن تكون شخصيات من لحم ودم تقصل هذا وتعدم ذاك وتقصي من استطاعت وتهين آخرين… وهيهات!
“الاقصاء” عنوان اللقطة الاولى في الشريط ال16 المرشح للفوز بجائزة مهرجان مراكش الدولي للفلم لفائدة المحتالين والمكبوتين والجشعين واللاهتين في موسم المشمش على فتات الموائد ودفء غرف الفنادق.
والانتاج هذه المرة لشركة جديدة نعتت نفسها “بالأفضل” رغم أنها ليست كذلك في ما هو موكول لها من مهام وإن كانت الافضلية لا تنافس لها في اختيار طاقم الشابات اللواتي لا ينافسن في الاتصال الذي بينه وبين الصحافة والاعلام تمام الانفصال.
إن اللقطة الاولى مجرد تفصيل صغير لكن بقيمة كبيرة ستجلوها سلسلة اللقطات التي تتلاحق بتلاحق ايام مهرجان مراكش الذي انقضى يومه الاول.