اعتبر محمد أبيض الأمين العام لحزب الاتحاد الدستوري، إطلاق أحزاب المعارضة الإتحاد الدستوري والاستقلال والأصالة والمعاصرة والإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية، عقب مبادرة وطنية كبرى تحمل شعار “من أجل تفعيل الحكم الذاتي”، بالأقاليم الجنوبية(اعتبرها) “لحظة تاريخية” في مجال العمل السياسي المغربي، حيث قال في كلمة ألقاها بمناسبة الإعلان عن هذه المبادرة في أعقاب اختتام ملتقى القيادات الوطنية، لأحزاب المعارضة أول أمس الأربعاء بالرباط، “إنه لأول مرة تنتظم المعارضة بطريقة هادئة وفي إطار ما نص عليه الدستور الذي صوت عليه المغاربة بإجماع”.
وبعدما أوضح أن المعارضة مرت بعدة محطات، أولها التنسيق بينها على مستوى مجلس المستشارين، ثم التنسيق فما بينها على مجلسي النواب والمستشارين، وثالثها تنسيق المواقف إزاء مشاريع القوانين المتعلقة بالانتخابات والاستحقاقات المقبلة، أكد أبيض، أن الذي دفعها إلى الإقدام على هذه الخطوة هو ” استحضارها للخطاب الذي ألقاه جلالة الملك محمد السادس، بمناسبة تخليد الذكرى التاسعة و الثلاثين للمسيرة الخضراء”، وهو الخطاب، “الذي كان واضحا، لأنه حمل المسؤولية للجميع” يقول أبيض، الذي أضاف “أن المعارضة طرف مسؤول لها آلياتها الخاصة، لذلك فنحن مطالبين بإنتاج استراتيجية متميزة خاصة بنا“.
كما أكد الأمين العام لحزب الاتحاد الدستوري، أن القضية الوطنية هي مسألة إجماع الشعب المغربي، موضحا أنه رغم وجود اتفاق بين أحزاب المعارضة، فلا يمكن استثناء الفعاليات الأخرى، “لأن الدفاع عن هذه القضية أعتبره واجبا على جميع المغاربة”، حيث اعتبر في الوقت ذاته ، أن المعارضة حق لها أن تفتخر لأنها أخذت زمام المبادرة من أجل تفعيل الخطاب الملكي، عبر اتخاذ إجراءات عملية تجعله يترجم إلى أعمال ملموسة في الواقع.
أشار المسؤول الأول عن حزب الاتحاد الدستوري، إلى أن المعارضة لن تقوم بعمل الحكومة، كما أن الباب مفتوحا أمام أحزاب الأغلبية، إن أرادت الالتحاق إلى جانب كتلة المعارضة التي ستعمل مع جميع أصدقاءها على توضيح موقف المغرب من قضيته الوطنية، مع تصحيح بعض الأخطاء التي ارتكبت.
وقدم الأمين العام لحزب الاتحاد الدستوري تجربة حزبه، فيما يخص الدفاع عن القضية الوطنية، حيث أشار إلى أنه بمبادرة من الحزب سنة 2006، انعقد اجتماع بمراكش لعدد من الهيئات السياسية داخل الأممية الليبرالية، فتم اتخاذ قرار مساندة المقترح المغربي بالإجماع، رغم تردد بعض المواقف في البداية، لكن، بفضل تظافر الجهود، يوضح أبيض، تم التوصل إلى أن جميع الأحزاب الليبرالي عبر العالم تساند المقترح المغربي للحكم الذاتي، مبنيا أن هذا الموقف تأكد أيضا خلال الأسبوع الماضي عند اجتماع الشبكة الليبرالية الإفريقية بمراكش التي أكدت الموقف الأممي الليبرالي.
يشار إلى أن أحزاب المعارضة الإتحاد الدستوري والاستقلال والأصالة والمعاصرة والإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية، قد أصدرت عقب اختتام ملتقى قياداتها الوطنية، أمس الأربعاء في الرباط، بلاغا مشتركا تعلن من خلاله عن إطلاق مبادرة وطنية كبرى تحمل شعار “من أجل تفعيل الحكم الذاتي”، بالأقاليم الجنوبية، وهي المبادرة التي تستند إلى برنامج تعبوي وطني شامل يمتد طيلة سنة 2015 ويشمل المستويات المحلية والجهوية، و”تتوخى القطع مع منطق التعاطي الموسمي مع إشكالات وحدتنا الترابية واستحقاقاتها كي تتبوأ مكانة الصدارة القصوى في انشغالات واهتمامات الشعب المغربي وقواه الحية“.