تذمّر عدد من متابعي القناة التلفزيونية المغربية الثانية «دوزيم» لتعاطيها «السلبي» و «اللامهني»، بعدما بثت سهرات طربية، في وقت تعرف فيه البلاد حالة حزن نتيجة موجة الفيضانات المهولة التي تعرفها مناطق، بخاصة جنوب المغرب، والتي أودت بحياة العشرات من المواطنين.
وكانت «دوزيم» بثت، نهاية الأسبوع المنصرم، سهرتين فنيتين طربيتين: الأولى خصصتها للطرب الشعبي المغربي وأهازيج الأطلس، والثانية لأرشيف سهرة كانت حلّت فيها الراحلة صباح ضيفة على أحد برامج القناة الفنية.
ووصلت حدة الانتقادات إلى وصف القناة بأوصاف قدح تنزع عن المسؤولين حسّ المسؤولية الأخلاقية وواجب التضامن الذي كان يجب أن يسود في مثل هذه اللحظات الإنسانية، إذ تقتضي اللحظة تركيز الاهتمام على تغطية الأحداث وتناولها بما يكشف حقيقة الأوضاع في المناطق المتضررة، أو تعويض البرمجة الفنية في أوقات الذروة بمواد برامجية بعيدة من جو الاحتفال والابتهاج.
ورشحت معلومات أن سلوك القناة فجّر أيضاً غضب بعض المسؤولين الحكوميين الذين تعرف علاقتهم بالقناة توتراً محتدماً.
القناة، وعلى رغم الانتقادات، فضّلت لغة الصمت مكتفية بتصريحات لـ «مسؤولين» فضلوا عدم ذكر أسمائهم، مبرّرين الأمر بكون البلاد لا تعرف حداداً، ما يجعل القناة في حِلٍّ من تغيير برمجتها، مشددين على أن القناة واكبت الفيضانات بتغطيات إخبارية وافية.
هذا التبرير المتواتر خلال اليومين الأخيرين، لا يعفي القناة من مسؤوليتها، لأنه عذر أقبح من الزلة، إذ لا يكفي أن تعلن حالة حداد رسمي وطني، كي تنضبط القناة لحساسية الظرف، احتراماً لمشاهديها ومراعاة لشعور أهالي المتضررين وللشعور الوطني إزاء كارثة إنسانية.
منتصر دوما / الحياة