معن بشوّر
2/12/2014
في حوار مع أصدقاء أثر شيوع خبر وفاة صباح، طرح أحدهم سؤالاً ما الذي يميّز الفنانة الكبيرة عن غيرها من كبار الفنانات والفنانين العرب.
قال أحدهم: لأن صباح من المطربات القليلات التي لا يحفظ كثيرون أغانيها فقط، بل يغنونها في منازلهم ورحلاتهم ومراكز عملهم، بل ويستخدمونها في وصف حالات كثيرة كأغنيتها الشهيرة “وصلتونا لنص البير… وقطعتوا الحبل فينا” التي ذهبت مثلا”كثيرا ما يستخدمها سياسيون خابت رهاناتهم.
وأضاف الآخر: لقد عاشت صباح بين الناس وماتت بينهم، لذلك لم ينطفئ نورها رغم السنين، ولم يغب صوتها رغم تقدّم العمر، فهي غنّت بساطة الناس، فأغناها الناس ببساطتهم…
الثالث قال: هل يمكن أن يخرج في وداع السياسيين، من رؤساء ووزراء ونواب حاليين وسابقين الكمّ ذاته من الناس الذين خرجوا في وداع صباح…
فبالإضافة إلى صوتها الرخيم المتدّفق، فإن أكثر ما يميّز الفنانة صباح هو بساطتها الفائقة التي جعلت منها نشيداً لكل البسطاء في أغنيتها “عالبساطة … البساطة”.
الرابع ختم الحديث قائلاً: لقد أعادت صباح الاعتبار للأغنية، للكلمة، للإبداع، للعلاقة المباشرة بين المبدعين والجمهور…
اللافت في وداع صباح، هو جو الطرب والفرح الذي طغى على تشييعها بين بيروت وبدادون، شعر كثيرون آنذاك أن صباح التي كانت رسولة الفرح خلال حياتها، بقيت رسولة الفرح بعد مماتها.
لا شك أن بساطة صباح وتوضعها وإنسانيتها الراقية، بالإضافة إلى ألاف الأغنيات وعشرات الأفلام والمسرحيات، كانت وراء هذه الشعبية الطاغية التي ظهرت في وداعها من الفندق الذي كانت تقيم فيه إلى الكنيسة التي صُلي فيها على جثمانها، إلى بدادون مسقط رأسها…
صباح جمعت بين البساطة والابداع… فكانت مبدعة في بساطتها وبسيطة في ابداعها.