ممارسة الجنس عن بعد ظاهرة سرية تخفي الكثير من الماَسي الإجتماعية

ممارسة الجنس عن بعد ظاهرة سرية تخفي الكثير من الماَسي الإجتماعية

- ‎فيرأي
1110
0

ناجي

 بقلم: حسناء ناجي 

أظنه أنه من الطبيعي بل من المفروض أن تأخد العلاقات الإنسانية اتجاها معروفا وواضحا من بدايتها إلى نهايتها ، هذه العلاقات تبدأ بالتعارف أولا تحت الرسمية والحدود بين الشخصين إلى أن تنتقل وتتطور ، بعضها في اتجاه الصداقة والبعض الاخر في اتجاه علاقة حب ربما .. وأقصد بهذه العلاقات، العلاقات الحية والواقعية .

لكن ماذا عن العلاقات التي تبدأ في العالم الإفتراضي ؟ عالم الأنثرنت ؟ وعالم الهاتف ؟ عندما تتطور هذه العلاقة الإفتراضية من علاقة الصداقة إلى علاقة حميمية جنسية ، هذا العالم الإفتراضي اصبح يحوي العديد من العلاقات ، ما نعرفه وما لا نعرفه .
أظنه ، بل ولا نقاش فيه أن الممارسة الجنسية لابد لها من التقاء جسدي بين طرفين ذكر وأنثى والجدير بالذكر أيضا العلاقات المثلية ذكر مع ذكر وأنثى مع أنثى سواء في الزواج أو في إطار العلاقات الغير الشرعية ، لكن ماذا عن الممارسة الجنسية دون التقاء جسدي ؟ وهل فعلا يمكن ممارسة الجنس دون التقاء جسدي أي عن طريق الهاتف أو الشات مثلا ؟
الجواب وكما اكتشفت نعم وطبعا ممكن جدا ، فحتى الجنس أصبح اليكترونيا في هذا العالم العجيب بما يمتلكه من تطور تيكنولوجي . ففي إحدى الجلسات على الانثرنت وفي عدة مواقع أصبحو يتعرفون على حبهم ، يجدون فيه غايتهم ، يبتون بينهم مشاعر لم تبت يوما فيهم على الواقع ، يدمنون الانثرنت وينقادون لرغباتهم ويحققون سعادتهم وشهوتهم في ممارسة الجنس الإلكتروني الذي بات يسمح لهم بمشاهدة بعضهم في وضعيات مختلفة عبر الكاميرا ، حتى أنه هناك مراهقين في الخمسينات من عمرهم يتجولون في الشات بحثا عن النساء من جميع الجنسيات يمارسون كل ما افتقدوه من ممارسات مع زوجاتهم ، حبا، وغراما، وعشقا، وجنسا، واشتياقا مندميجين في حياة وهمية ، إلا أنه هناك فرق بين النساء والرجال ، فالنساء يدخلن للمواقع للتعارف والحصول على العاطفة عكس الرجال الذين يبحثون عن الجنس ، تأخد هذه الوسائل في التطور يوما بعد يوم ليبدأ التواصل عبر الفيديو فيكون الاخرمعك بالصوت والصورة وتصبح وكأنك تعيش معه في البيت ولكن يكونو قد ابتعدو تمام البعد عن الواقع ، هناك عدة خفايا اجتماعية ونفسية لهذه الظاهرة الإليكترونية ، فهناك الشباب الذي لا يجد أنيسه وحبيبه في الواقع ليجد نفسه هارعا باحثا عنه افتراضيا لينغمسا في علاقة عن بعد ، وهناك أيضا بعض الحالات لأزواج يخونون زوجاتهم افتراضيا عن بعد ، إلا أنه قد تنشأ أحيانا هذه العلاقات لتتحول إلى حب ويستمر زمن أطول وأحيانا تكون مجرد رغبة فورية تنتهي حينها ويبدأ البحث من جديد عن شخص اخر، والأغرب أنه لا تتم بين امرأة ورجل بل يتعدى الأمر أحيانا إلى التجربة مع مثليي الجنس من باب المتعة والفضول طبعا ، ممارسة الجنس عن بعد هي وسيلة مضمونة وبعيدة عن المراقبة بالنسبة للبنات ، حيث لا تخشين من الكمرات والتصوير ولا من فقدان العذرية أثناء الجماع الحقيقي مع الرجل لكن المثير للاهتمام أن هذه “الممارسة عن بعد” قد تتسبب حتى في انحراف بعض الأشخاص الغيريين جنسيا، عندما يبدؤون بتجربة الممارسة مع مثليي الجنس ليتطور هذا الميول وينتقل ليتأصل في طبيعتهم هذه الأفعال تدخل في إطار المرض النفسي والاجتماعي، الذي تنعكس آثاره سلبا على الحياة الطبيعية للفرد في علاقته الجنسية مع شريك حياته إلا أنه لا يوجد اتفاق على مفهوم الجنس الإليكتروني فالبعض يُعرّفه بأنه الإشباع الجنسي من خلال التعري أمام أجهزة الكمبيوتر، والبعض الآخر يُعرّفه بأنه مشاهدة الصور والأفلام الإباحية والدراسات أكدت أن الرجال كانوا أكثر استخداما للنت حتى وقت قريب، ولكن الغالبية العظمى من المستخدمين الآن من النساء، ويجزم على أن أحد العوامل المساهمة في ممارسة الجنس عن بعد هو الشعور بالغربة في العالم الحقيقي والعزلة العميقة، ورفض الأهل والأقارب، أضف إلى ذلك ضغوطات المجتمع الذي يصفونه بالمتخلف لينغمسو بشكل كامل في العالم الافتراضي.
وقد سألت صديقا لي وهو أخصائي نفسي عن مدى تأتير هذه الممارسات الجنسية على الصحة النفسية وقد كان جوابه كالتالي : أنه لا يؤتر عن العلاقة الجنسية الحقيقية والواقعية بقدر ما يشعرون بالألم بعد الإنتهاء من هذه الممارسة الجنسية البعيدة ، حيث يحس كلا الطرفين بغياب الأخر وافتقاده مما قد يسبب لبعضهم الكأبة وقد تنتهي أحيانا بممارسة العادة السرية ، إلا أن عدم ممارسته هو غياب وفقدان من نوع أخر وقد يجعل حياته صعبة .

‎إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك ايضا ان تقرأ

RADEEMA تعلن عن إغلاق الملحقات التجارية بمراكش يومي الجمعة والسبت