أ ف ب
“أين هو بوتفليقة؟” هل”هو في الجزائر أم في الخارج”؟ أسئلة أصبحت تراود الجزائريين والصحافة الجزائرية مع عشية حلول عيد الأضحى.
منذ عودته من فرنسا حيث قضى فترة نقاهة دامت ثلاثة أشهر إثر تعرضه لجلطة دماغية في مارس/آذار 2013، لم يطل عبد العزيز بوتفليقة على الساحة الجزائرية إلا قليلا.
فعدا ظهوره لأداء اليمين الدستورية في نهاية أبريل/نيسان 2014 بعد انتخابه رئيسا جديدا للجزائر وترأسه لبعض جلسات الحكومة، غاب الرئيس الجزائري عن المواعيد الوطنية والدولية الهامة، مكلفا وزيره الأول عبد المالك سلال بتمثيله في المحافل الدولية.
لكن هذا الغياب المتكرر بات يثير قلق أحزاب المعارضة التي دعت من جديد إلى تفعيل المادة 88 من الدستور والتي تقر بفراغ في السلطة، يستوجب تعيين رئيس انتقالي ثم تنظيم انتخابات رئاسية مبكرة.
مخاوف من الجمود السياسي في الجزائر
وتقول أحزاب المعارضة أن بوتفليقة ليس هو الحاكم الحقيقي في الجزائر منذ دخوله مستشفى “فال دو غراس” الباريسي وإنما المقربين منه، كأخيه الأصغر سعيد ووزير الدفاع قايد صالح.
وحذرت نفس الأحزاب من “الجمود السياسي” الذي يمكن أن تعيشه مؤسسات الدولة ومن “الأخطار التي يمكن أن تهدد مستقبل الجزائر” في حال استمر غياب بوتفليقة لوقت طويل.
لكن مناصري الرئيس الجزائري، وعلى رأسهم الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني عمار سعيداني الذي رد بنوع من السخرية على انتقادات المعارضة قائلا: “من يريد الإطاحة بالرئيس بوتفليقة، فما عليه إلا أن ينتظر خمس سنوات”، وهي الفترة المحددة لنهاية عهدة بوتفليقة الرابعة.
من جهته قال عمار غول رئيس حزب “تاج” الموالي للرئيس إن نقاش المعارضة عقيم بما أن “مؤسسات الدولة تسير بشكل عادي وهذا هو الأهم”.
أكثر من ذلك، أكد غول الذي يشغل أيضا منصب وزير المواصلات “أن بوتفليقة يعمل ليلا ونهارا وأنا شاهد على ذلك”، مضيفا أن “انتقادات المعارضة لا أساس لها من الصحة”.
هل سيفتتح بوتفليقة السنة القضائية الجديدة؟
لكن رغم ما يقوله الموالون لبوتفليقة، إلا أن تساؤلات شرعية أصبحت تفرض نفسها على الساحة السياسية الجزائرية، خاصة وأن الجزائر تمر بأوقات عصيبة من الناحية الأمنية.
فبعد مقتل السائح الفرنسي إيرفيه غورديل مثلا، بقي بوتفليقة صامتا ولم يحرك ساكنا. فالوزير الأول عبد المالك سلال هو الذي قام بتنسيق العمليات مع فرنسا وتحدث هاتفيا مع الرئيس هولاند.
نفس الشيء أيضا عندما تم إلغاء الاحتفالات التي كانت مقررة خلال عيد الاستقلال في 5 يوليو/تموز بالجزائر بسبب صحة بوتفليقة المتدهورة. الرئيس الجزائري اكتفى فقط بوضع باقة من الزهورعلى “مقام الشهيد” بالعاصمة.
هذا وتشير معلومات إلى إمكانية إلغاء مراسم افتتاح السنة القضائية لـ2014 والتي غاب عنها بوتفليقة منذ 2011؟ ويبقى السؤال “أين هو بوتفليقة”؟
طاهر هاني/ فرانس24