عبد الواحد الطالبي- مراكش – تحتضن دار الشريفة في الفترة بين 20سبتمبر الجاري و 20٠ أكتوبر المقبل معرضا مشتركا للوحات الفنان محمد أبا عبيدة وزخارف إليم م كودوين.
المعرض يقام تحت عنوان “أصوات الصحراء” ويغوص في رمال البيد، يشكل جغرافيا الكثبان والتلال بحروف استلها ابا عبيدة من حنجرة القريحة والتقطتها كودوين ذراتِ تِبْرٍ صقيلةٍ رمّٓمتْها على أجنحةِ فراشاتٍ من ذهب ولُجيْن.
“أصوات الصحراء” صدى جدران جامع ابن يوسف الكبير، وأبهاء قصر الحمراء ورونق قبابها؛ هي نداء للعشق والصوفية بدين الجٓمال والإبداع، وتوحد فني بصوفية بلاغية مغربية- بريطانية استلهمت مسار القوافل وحركة الرمال وسكون البهيم وشفيف الضوء وخديعة السراب ولون الصحراء وكنوز البواطن ونظمته ايقونة للتيه في مجاهل الصحراء وصدى الفجاج تخطف الابصار بوهج الحرف وسحر اللون.
و”أصوات الصحراء” حنجرة فضاء قريبٍ بعيدٍ كالسراب الذي تلألأ بشمسٍ ذابت بين أنامل كودوين المشتعلة بحرارة الحب لسحر الشرق وتطارده القصيدةُ في هوْدج الْعير.
تٓوٓحّٓدٓ أبا عبيدة وكودوين في الرسم بالنور والكتابة بالظلال، وكانت آياتُهما سِفْر تهجُّد وقُنوتٍ بين أفول الشمس وصعود القمر حينما تطوي الصحراء شساعتها وتُلملِم رملها وتستجمع أنينها تحت خفاف القوافل وتُسْلم نفسها في برواز من أبنوس عٓلِقٓتْ فيه روح الفن والجمال تهمس في عيونِ مٓنْ ينظُر اليها بدهشة المتسائل عن سحر الصحراء في خط ورسم وزُخرف.
يشار الى ان المعرض ضم 14 لوحة للرسم والخط العربي الاصيل و42 أيقونة فسيفساء من الزجاج ومسحوق الذهب الخالص زيتن فضاء دار الشريفة الذي يعتبر مقهى أدبيا في عمق مدينة مراكش العتيقة بحي المواسين يعود تاريخ بنائها الى القرن السادس عشر ميلادي.