اعتماد سلام ” مع الرباط وعشاقها”

اعتماد سلام ” مع الرباط وعشاقها”

- ‎فيرأي
712
0

اعتماد سلام12

بقلم : اعتماد سلام
كانت فكرة حسنة أن تصدر وزارة الثقافة كتابا بمناسبة إدراج مدينة الرباط ضمن لائحة التراث العالمي لليونسكو.. الكتاب الذي حمل عنوان رسائل من جغرافيات متقاطعة ضم شهادات عدد من الشعراء والكتاب والمثقفين العرب والأجانب حول مدينة الرباط، تزعمهم الفقيد الكبير محمود درويش الذي كان يقول إن الرباط وحلب تشكلان جناحي طائر الذاكرة العربية بامتياز!
في الكتاب يجد القارئ نصوصا بديعة سكب فيها الكتاب الخمسون أو أكثر مشاعرهم وذكرياتهم ومشاهداتهم وحكاياهم مع الرباط.. خمسون رسالة حب أو أكثر عبرت القارات لتستقر عند سليلة الموحدين، معشوقة الموريسكيين!
عندما صدر الكتاب قبل عامين تقريبا أقامت الوزارة ندوة لتقديمه خلال أيام معرض الكتاب بالدارالبيضاء، ودعت إليها ثلاثة من الكتاب الذين كتبوا للرباط، تخلف واحد منهم عن الحضور فيما حضر الكاتب والدبلوماسي الفلسطيني الراحل واصف منصور و الروائي المصري إبراهيم عبد المجيد..
تحدث الكاتبان بحماس عن فرحتهما بالمشاركة في هذا الكتاب.. وقالا إنهما عبرا عن استعدادهما للكتابة عن الرباط بمجرد اتصال وزارة الثقافة المغربية بهما وإخبارهما بالمشروع.
استفزني هذا التصريح!
عندما فتح الباب لأسئلة الحاضرين، أخذت الكلمة وسألت: ألا يكتب الكاتب العربي عن مدن بلاده أو بلدان عربية أخرى إلا إذا طلب منه المسؤولون أو الوزارات أو أولو الأمر ذلك؟
غضب واصف..
رفض ماذهبت إليه، وقال إن هناك استعدادا دائما للكتابة وليس مقرونا بطلب جهات معينة..
اعترف إبراهيم عبد المجيد بوجود تقصير، متحدثا عن أدب الرحلة الذي يصلح أكثر لنقل المدينة إلى القارئ ونقل القارئ إليها.
انتهت الندوة!
لاحقا أتي عندي الجميل إبراهيم عبد المجيد وقال لي بلهجته المصرية العذبة: بصراحة سؤالك كان كويس جدا!
لاحقا أيضا التقيت واصف منصور، كان رائقا وباسما، وقع لي بكلمات رقيقة كتابه ‘رحلة اللجوء من حيفا إلى الرباط’.. وكان ذاك لقائي الأخير به رحمه الله.
في الكتاب المهدى للرباط جامعة النهر بالبحر، يحضر ألمع الشعراء العراقيين وأغزرهم سعدي يوسف الذي اعترف بأنه أحب في الرباط سيدة كانت تسكن أكدال، وكتب هذه الأبيات:
تبدأ الرباط معي بالنشيد
ليس لي من أعالي الرباط
سوى وردة ذبلت وقميص امرأة
فلنكن في المساء العجيب
ولنقل أنت من ضوأه
أينا قارب الاقتراب
أينا حاور المنتأى..
أينا كان في راحتيه غير جمرته المطفأة؟
في الكتاب أيضا نجد رسالة معطرة بالنارنج لصاحب ‘قامات الزبد’ الروائي والقاص الأردني إلياس فركوح الذي همس في أذن الرباط قائلا: مايسكن المدن في القلوب أناسها!
ضمن رسائل الحب الأخرى، كتب الجزائري محمد مولسهول الذي أحببته أكثر لأنه تنازل عن اسمه واختار اسم زوجته ليوقع به كتاباته ‘ياسمينة خضرا’.. كتب: أحب الرباط لكي أظل طفلا، في مكان ما آخر خارجها.. لانكبر وإنما نشيخ!

‎تعليق واحد

  1. محمد زروال

    ًبذكاء نادر، يكشف هذا المقال المقتضب،، عن بهاء الكتابة وسحرها، وعن روعة تمرير المواقف على مثن زوارق ادبية كاتمة للصوت : كتعبير الكاتبة عن حبها لأديب شامخ يوقع إبداعاته باسم زوجته “ياسمينا خضرا” ، او ما يحمله سؤالها من امتعاض للكتابة تحت الطلب !
    قد يكون ذالك مجرد تمظهر سادج للنضال تحت الطلب مثلا، او للحب تحت الطلب …او للحياة تحت الطلب!.

‎إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك ايضا ان تقرأ

RADEEMA تعلن عن إغلاق الملحقات التجارية بمراكش يومي الجمعة والسبت