عبر فنانون ومبدعون وفعاليات مدنية أمازيغية في رسالة احتجاجية موجهة إلى مجلس جهة سوس ماسة درعة أكــــاديــر، في في شأن وضعية الفن الأمازيغي في مهرجان تميتار. عن تذمرهم من أسلوب تنظيم المهرجان وإقصاء الفنان الأمازيغي من المشاركة فيه.
وقال هؤلاء أنه مع توالي دورات المهرجان بدأ يفقدُ روحه التي يعكسها شعار “الفنانون الأمازيغ يستقبلون فناني العالم”، وذلك بسبب البرمجة ولائحة الضيوف التي أصبح تغيب عنها معايير المساواة والإنصاف للفنانين والمبدعين بالأمازيغية، واختيارات لا تعير اهتماما لمعيار جودة الأعمال الفنية وتفتقد لرؤية واضحة في التعامل مع المبدعين، مما أثـّر سلبا على القيمة الفنية لهذا الموعد الفني الهام جدا والمفيد جدا للمنطقة ومبدعيها.
وأضافوا أنه اليوم بعد مرور 11 سنة من وجود المهرجان، ودورةً بعد دورة تتصاعد مشاعر الاستياء من طرف الجمهور العريض والمهتمين بالحقل الفني والإبداعي عموما ولدى الفنانين المحليين خصوصا، و أن ذلك بسبب ما يلحقهم من تهميش وتنقيص من قامتهم الإبداعية. وأوضحوا أنه إذا كان المشرفون على المهرجان يجوبون بقاع العالم بحثا عن ضيوف للمهرجان، فالمبدعون بالجهة يتعذر عليهم حتى لقاء هؤلاء المشرفين على أمل قبول مشاركتهم في مهرجان كانوا يعتقدون أنه منهم وإليهم.
وتساءل المحتجون عن معايير اختيار فقرات المهرجان وقبول مشاركات المبدعين: فهل يتعلق الأمر بسُمعة وشهرة الفنان؟ أم بدرجة شعبية وانتشار عمل فني معين؟ أم في قدرة الفنان على جلب أكبر عدد من الجمهور؟
وأكدوا أن إطلالة صغيرة على برمجة دورات المهرجان تجعل الأسئلة أكثر تعقيدا ولا تمنح جوابا شافيا عن المنهجية المتبعة في اختيار الفقرات والمشاركين. لقد أصبح واضحا للعيان، أن معيار الجودة الفنية غائب تماما ضمن معايير الاختيار مادام أن من بين فقرات المهرجان مشاركين (أفراد أو مجموعات) لم يسبق أن وطأت أقدامهم قاعات التسجيل والإنتاج وليس لهم أي رصيد فني محترم. ناهيك عن احتكار بعض المجموعات للمشاركة في دورات متعاقبة دون حسيب ولا رقيب. وأصبح الإحساس السائد لدى فناني المنطقة أنهم “ضيوف لدى فناني العالم”.
وكشفوا أن إشراف محترفي الفن والثقافة على اختيار الفنانين لا يضمن الحياد المطلوب لإدارة المهرجان وهو غير مقبول أخلاقيا، لم يعد خافيا على أحد تضارب المصالح بين الانتماء المهني لبعض المشرفين على المهرجان ومسؤوليتهم في تدبير المهرجان واختيار الضيوف.
واعتبروا أن الفن والثقافة تتجاوز أهميتهما ودورهما الرواج التجاري والمالي الذي قد يستهدفه البعض، فالفن جهويا ومحليا وجَد في مهرجان تميتار فرصة لا تتكرر للرّفع من قيمة الفن والفنان المحلي، لاسيما أن المهرجان اقتبس اسمه من أحد أشهر دواوين الشاعر علي صدقي أزيكو وما يعنيه ذلك من الاستماتة في الدفاع عن الهوية الفنية والثقافية للمنطقة.