على هامش أحداث طنجة الأخيرة .. الحقوقي عمر أربيب يكتب حول سؤال ” نسيان عمقنا الإفريقي”

على هامش أحداث طنجة الأخيرة .. الحقوقي عمر أربيب يكتب حول سؤال ” نسيان عمقنا الإفريقي”

- ‎فيرأي, سياسة
3063
0

سينغالي مذبوحسينغالي مدرج في دمائه بعد مصرعه

بقلم عمر أربيب*

دائما نتحدث كمغاربة عن تشكل الهوية المغربية ؛ بأبعادها اﻷمازيغية ، العربية، اﻹسلامية ، المورسكية واﻹفريقية (الزنجية)، يبدو هدا التوصيف نظريا، وان كان فالواقع كما تراه الثقافة السائدة يلغي العديد من المكونات، ويبسط الهيمنة المطلقة للمكونين العربي والاسلامي. لقد عملت الدولة عن استبعاد باقي المكونات خاصة الزنجية والامازيغية وتهميشها، وتحقيرها ، حتى تصبح اﻷسود سبة، واﻷمازيغي كذلك.

واﻷكثر من دلك فترسبات العبودية واسترقاق الزنوج لازالت قائمة في العديد من المناطق، ولن نبالغ اذا قلنا بان التمييز العنصري القائم على اساس اللون متجدر غي ثقافتنا، وتمثلاته الثقافية لازالت قائمة وحتى اﻹجتماعية، وهناك تصنيفات للسود حسب لون السحنة متداولة بشكل عادي في قاموسنا اللغوي المتداول. كما ان التمييز القائم على اساس اللغة فاقعا لا يحتاج الى تدليل.

فالعمق الإفريقي لبلادنا ليس فقط جغرافيا بل انتماءا ثقافيا وتاريخيا ووجوديا، الا ان الدولة ارادته فقط عمقا استراتيجيا واقتصاديا، ومجالا للتوسع غي بعض اجزائه. لقد تنكرنا لبعدنا الافريقي بما يشكله من اسهامات في بلورة هوية متعددة اﻷبعاد، مما حول اﻹنسان المغربي الى كائن مستعد ﻹحتضان العنصرية ومحرض على الكراهية، ثارة باسم الدين، واخرى باسم قدسية اللغة العربية الحاملة للدين، ومرة باسم اللون باﻹعتماد على موروث ثقافي وترسباته المستمرة في اللا وعي وضميرنا الجمعي.

ما وقع في مدينة طنجة منذ 15غشت والذي عرف دروته يومي 29و30 غشت يؤرخ بالدليل القاطع على طفو العنصرية الى سطح السلوك. فأحداث طنجة في الواقع هي تكثيف لنزوعات وممارسات عنصرية متراكمة. يمكن القول ان الدولة بلعبها دركي ﻷوروبا ، وتعاملها الفج والمنتهك لأبسط حقوق المهاجرين، وازدراء اﻷفارقة ، والحملات الاعلامية ضد المهاجرين جنوب الصحراء كلها عوامل ساعدت في ظهور العنصرية وتجاوزها حالة الكمون والتعبير عنها بالعنف والمطاردة ناهيك عن السلوكات اﻷخرى التمييزية والتحقيرية والحاطة بالكرامة. لقد ادار المغرب الرسمي ظهره لافريقيا وزرع ثقافة تعمل على نسيان او تناسي بعدنا الافريقي واسهاماته الغنية ليس فقط في تشكل هويتنا الثقافية ولكن في حضوره في كافة مناحي الحياة، رغم الاقصاء الواضح الدي يطاله. اننا نسير بعد الاستلاب السلعي الى استلاب يلغي تعددنا الثقافي واللغوي والفكري.

التعامل الدولتي مع المهاجرين عير النظاميين المنحدرين من جنوب الصحراء يستوجب مراجعة شاملة، تروم استدماجهم وتمكينهم من كافة حقوقهم المنصوص عليها عالميا، والوعي بان المغرب اصبح محتضنا للهجرة وفي نفس الوقت ترضا العبور غير المرغوب فيه نحو اوروبا.والاهم زرع روح التسامح والمساواة والتصالح مع الدات الافريقية، ونبد وتجريم العنصرية.فتاريخ افريقيا وحاضرها ومصيرها لا ينفصل عن مصيرنا كمغاربة، ومن الوهم طمس حقيقة عمقنا الافريقي المشكل لهويتنا ، خدمة ﻷجندة سياسية واقتصادية موغلة في الوحشية والاستنزاف.

* عضو المكتب المركزي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان

‎تعليق واحد

  1. ناشر العلم

    إن التعاطف مع الإنسان واجب حضاري و إنساني رغم أنه لا يمكن الاخنلاف عليه في هويتنا الحضارية الإسلامية فهناك من يحاول أن يخلق حوله اختلافا و هميا فيستعمل كلمات كبيرة لوصف انفعلات صغيرة فيحتقر الذات و الهوية و الحضارة و يضع البيض كله في سلة واحدة فيحتقر الانسان جملة و تفصيلا بما في ذلك الضحية ليقدم انفعلاته على أنها ملهمة التحضر و الانسانية و القيم … فيرد على الحطأ بالخطأ و على التحريض بالتحريض و السلبيات بأمثالها فتغيب روح التسامح من حيث أردنا زرعها

‎إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك ايضا ان تقرأ

RADEEMA تعلن عن إغلاق الملحقات التجارية بمراكش يومي الجمعة والسبت