بيل بركسن (1939-…….)

بيل بركسن (1939-…….)

- ‎فيرأي
2380
0

باعث ومجدد شعر مدرسة نيويورك أو الشاعر ” الرصين الذي يتحكم في خدع النحو ويحول الحدث الدنيوي إلى حدث مذهل” (ريفيو 82)
تقديم و ترجمة الأستاذ الحبيب الواعي

بركسن كاين بيل بركسن او اميري بركة من فجر امريكا و فرانك اوهارا مؤسس مدلرسة نيو يورك للشعر

في مثل هذا اليوم ولد الشاعر و الناقد بيل بركسن بولاية نيويورك لأب عمل ناشرا لجريدة نيويورك جورنال أميركان وأم اشتغلت في الدعاية لآخر موجات الموضة.
كان لي شرف لقاء الشاعر بيل بركسن في 15 أغسطس 2013 عندما هاتفه صديقي الشاعر الأمريكي مايكل روثنبرغ لحضور تظاهرة شعرية نظمتها مكتبة موز على شرفنا ببيركلي بسان فرانسيسكو. اعتذر بيل بركسن عن عدم تمكنه من الحضور لأغراض شخصية غير أنه تفضل باستدعائنا إلى وجبة الغداء. أقلنا معا سيارة صديقي مايكل روثنبرغ و تيري كاريون و توجهنا إلى منزل بركسن الذي رحب بنا و استقبلنا بحفاوة. دار حديثنا في مجمله عن الشعر و الفن و التغيير في علاقتة موضوع الدكتوراه التي أعدها عن جيل الإيقاع(جيل البيت). وقع لي بركسن بعضا من كتبه و سلمته إحدى قصائده التي ترجمتها إلى اللغة العربية قبل أن نتوجه جميعا نحو المقهى الفرنسي “لوزينك” وسط مدينة سان فرانسيسكو.
تلقى بركسن تعليمه الابتدائي و الجامعي بمدارس و جامعات عدة من أبرزها مدرسة ترنيتي، لورنسفيل، جامعة براون، نيو سكول للبحث الاجتماعي، جامعة كولومبيا و معهد الفنون الجميلة لجامعة نيويورك. بالرغم من أن بركسن بدأ كتابة الشعر باكرا بمدرسة لورنسفيل حيث تلقى تشجيع أساتذة باحثين من أمثال جون سيلفر وطوماس هربرت جونسن – ناشرو محقق دواوين الشاعرة الأمريكية المشهورة اميلي ديكنسن- فان نبوغه و التزامه كشاعر مجدد سيتبلوران تحت رعاية أستاذه الشاعر كنيث كوش بمدرسة نيوسكول للبحث الاجتماعي عام 1959حيث سيتعرف على جماعة شعراء و فناني مدرسة نيويورك للشعر. وبعطف الفنان و رحابة صدر الشاعر بدأ بيل بركسن صداقة عميقة مع الشاعر فرانك أوهارا- مؤسس مدرسة نيويورك للشعر- و تعرف على فنانين من طراز فيليب كاستن و أليكس كاتز و شعراء آخرين من جيله أمثال رون بادغيت و جوي برينارد، تيد بريغان و آن والدمان. و هكذا سيلتحق بيل بركسن بركب شعراء مدرسة نيويورك حيث عمل جنبا إلى جنب مع مؤسس المدرسة فرانك أوهارا الذي خلد اسم بركسن في قصائد عديدة مثل “قصيدة مهداة للسنة الصينية الجديدة و قصيدة مهداة لبيل بركسن” كما أن الاثنين تعاونا معا على مشاريع شعرية عديدة تم جمعها في كتاب عنون ب” أناشيد القديس بريدغيت و كتابات أخرى”( أول بريس،2001).
اشتغل بركسن بعد مغادرته لجامعة كولومبيا محررا لمجلة أرت نيوز ومساهما في مجلة “أرتز” كما عمل محررا شرفيا متحف للفن الحديث بنيويورك و أنتج برامج تلفزيونية عن الفن و الفنانين. هذا بالإضافة إلى مناصب تقلدها كمدرس للأدب و الكتابة الإبداعية بجامعة ييل و مدرسة نيوسكول للبحث الاجتماعي قبل أن ينتقل إلى الغرب الأمريكي و بالضبط إلى ولاية كاليفورنيا. وفي نفس الوقت- أي فترة السبعينات- الذي كان بركسن يدرس الشعر بالمدارس المحلية في إطار ما سمي “شعراء كاليفورنيا في المقررات المدرسية” ركز اهتمامه على تحرير و نشر دواوين ومجلات شعرية عديدة تحث إشراف دار النشر “د البيغ سكاي”.
وفي سنة 1975 تزوج بركسن الفنانة لين اوهير ورزق منها بابن أطلق عليه اسم موسى ادوين كلي بركسن كما تبنى ابنة سيوبهان اوهير مورا لوبيز. و في كاليفورنيا الشمالية –منطقة سان فرانسيسكو و الخليج- ستتسع دائرة أصدقاء بركسن حيث سيتعرف على شعراء مرموقين كان لهم وقع على تطور الشعر الأمريكي في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية ، و من أهم هؤلاء الشعراء نجد شاعري “جيل البيت” جوان كايغر و فيليب ويلن و دنكن ماكنوفتن.
شهدت فترة الثمانينات من حياة بركسن انبعاثا جديدا جدد اهتمامه بالفن حيث التحق بمعهد سان فرانسيسكو للفن كمدرس لتاريخ الفن و الأدب كما أنه واصل الكتابة حول الفن و نقده بنشره لمقالات مهمة في مجلات من قبيل “ارت فوروم”، “ابيرتيور”، “مادرن بينترز”، “ارت ان بيبر” واشتغل مراسلا لمجلة “أرت ان أمريكا” سنة 1988. بالإضافة إلى زيارات قام بها كأستاذ زائر لكل من جامعة ناروبا بكولورادو، كوليج كاليفورنيا للفنون و الصنعة وميلز كوليج فقد عمل بركسن قيما على مجموعة من المعارض الفنية.
يتميز أسلوب بركسن في الكتابة الشعرية بالهزل و التلاعب دون أن يتحايل على القارئ و سيلاحظ المتمعن في قصائده أن نزاهة كاتبها تتضح مع كل قراءة ثانية. علق أنسلم بيريغان على قصائد بركسن قائلا انها “تطلب بهدوء عينا صافية دون أن تفرض نوعا من الوضوح على القارئ” ويستشهد: “ليس هناك ما هو أكثر غموضا بشكل تام / من أثر النية وعدم وجود فوضى”

برككسن

هناك انصهار تام بين العناصر في أفضل قصائد بركسن. هذا الانصهار يتضح تقريبا في كل جوانب عمله الإبداعي ، بما في ذلك استخدامه للكلام اليومي(غالبا منحرفا عن المعتاد)، وكذلك الوصف الذكي(بنبرة استهزائية). وتعتبر قصائده المعنونة بورترية مثل “روي إلدريدج، جاز ليتل”، “قصيدة مهداة للين”، و “إن ايفيس”، نماذج فنية لهذا الأسلوب الذي يعتمد على وصف تنصهر فيه عناصر متناقضة بنعومة غريبة. هذا بالإضافة إلى جودة مخادعة تنبثق من قدرت بركسن على المزج بين الموضوع و الذات، الشء الذي يحدد ميزة خفيفة ينم عن حذاقة بركسن و دفع بالنقاد و المتتبعين إلى اعتباره أهم رواد الجيل الثاني من شعراء مدرسة نيويورك، ووصف بأنه ذاك الشاعر ” الرصين الذي يتحكم في خدع النحو ويحول الحدث الدنيوي إلى حدث مذهل” (ريفيو 82).

ألف بركسن نحو عشرين كتابا وديوانا شعريا، من أبرزها “غلوريا”، مجموعة من القصائد مع ختوم لأليكس كاتز (أريون برس، 2005)؛ أصدقاءنا سيمرون بينكم بصمت (أول برس، 2007)، سلع وخدمات (بلو برس، 2008)؛ بورتريه وحلم: قصائد جديدة و مختارة (كوفيه برس، 2009)؛ وسيدة الهواء (برديكا، 2010). وقد ظهرت قصائده أيضا في العديد من المجلات والانثولوجيا. و من أهم كتبه التي نشرت مؤخرا نجد أحسن طريقة للاستمتاع بالوقت: رسائل ومقابلات مع برناديت ماير 1977-1985 (تيومبا برس، 2006)؛ بيل مع اللوحات لكولتر جاكوبسن (معرض 16 طبعة، 2008)؛ تيد بيريغان مع جورج شنيمان (كيونيفورم برس، 2009)؛ ذاك ليس مخرجا مع يوني كاير (جانغل غاردن بوكس، 2011)؛ وكرر من ورائي مع الألوان المائية لجون زوريير (معرض بول أنغليم، 2011). وتعتبر مجموعته الشعرية الأولى ” ليلة السبت”(1961) من أهم الدواوين التي مثلت لشعر مدرسة نيويورك حسب اعتقاد موزع الكتب الأدبية جون برنارد مايرز(مجلة فيغنر الأدبية).
حصل بركسن على جوائز عديدة منها جائزة المكتب الوطني للفنون، آرت سبيس، يادو، ومؤسسة براياركومب، ومؤسسة الشعراء، والأكاديمية الأمريكية في روما، كما قدم محاضرة بول ميلون المتميزة لعام 2006 في مدرسة سكووهيغن للرسم والنحت بولاية ماين، وحصل على جائزة غولدي لللأدب سنة 2008 من جارديان خليج سان فرانسيسكو. حصل ديوانه بورتريه و حلم على جائزة بالكونز لأفضل كتاب صنف الشعرسنة 2010.

عشية عيد ميلاد المسيح
بيل بركسن
ترجمة الحبيب الواعي

وراء برج الماء الأسود
تحت لون السماء الرمادي
حيث يقتات برج الماء الأسود
حيث الحمامة تبسط أجنحتها
تتسارع سحابات الدخان

لا أثر لأي انجاز بطولي
البرد فقط يحتفل بشهوته هنا
نسير ونشرب ونرمي
بشتائمنا الضاحكة

هلا تركت لي دولارين و نصفا التي تدين
لي بها؟
أفضل أن لا أتحدث عنها
خاصة في هذه اللحظة بالذات
فمفهوم المال يضجرني
وأحب أن أزور إنسانا
لا يبرح سريره طيلة النهار
غابة تنتصب داخل رأسي
دون أن أدرك كنهها
الأمر لا يتعلق بمتنزه مدجن

أعتقد أن هذه “الرائحة الأخلاقية
الجديدة”
ستكون في منتهى اللطافة
مستحيل أن تتضمن هذا المعنى:
“كل شىء يسير باتجاه اللحد”

برج الماء يراقبنا
هل من شخص ما
ترغب في دعوته؟
لا أحد

‎إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك ايضا ان تقرأ

RADEEMA تعلن عن إغلاق الملحقات التجارية بمراكش يومي الجمعة والسبت