بقلم : عمر أيت لقتيب
حلّ بمدينة أسفي نتيجة لنقل تأديبي، مسؤولنا الأمني الأول برتبة أقل.. قبل أن يصعد الدّرج ويصبح واليا للأمن بعد إبداء الرزانة –المُصْطَنَعَةِ – المطلوبة . وعلى مدى أكثر من سنة لم نسمع عنه ولم نعرف ملامح وجهه حتّى ، قبل أن يخرج من قُمْقُمِه و يقصد كل تجمّع احتجاجي يبُثّ في جنباته الرعب والفوضى ويُحاول تهييج مُنظّميه بأسلوب لا يليق بمقام مسؤول مثله ، وعند السؤال عن هذا البطل المقدام وتاريخه يفاجئك كونه رَحّالةٌ لا يفصله عن ابن بطوطة إلا أن رحلات ابن بطوطة كانت استكشافية ورحلات صديقنا كلّها تأديبية ، فكلّما حلّ بمدينة إلا و أقام فيها ملاحمه البطولية فلا يترك خرقا إلا مارسه ولا تجاوزا إلا كان سبّاقا له فضرب باليد والرجل ودهس بسيارته – الخميسات – واعتدى بجهاز اتصاله الخارق الذي صُنع للاتصال ففرض عليه صاحبنا مُهمّة أخرى لم تخطر على بال صانعيه حيث يجعله في وجه كلّ من صادفه مُخلفا به جروحا أو كدمات .. لا مشكل فصديقنا بطل لا يُشق له غبار !!
المشكل أن والينا المحترم اشتغل بالعديد من المدن المغربية – فاس – زاكورة الخميسات – مراكش .. – ولم يخرج من سَرْبِيسِهِ إلا وقد ترك سمعة سيّئة خلفه تُكتَبُ في جنبات مُظلمة من تاريخ هذه المدن ، فلا تجد مواطنا يقول عنه الله يعمّرْهَا دَارْ وإذا أثنى عليه أحدهم يقول هَذَاكْ رَاهْ حْمَقْ ، والسؤال : كيف يتم المجيئ بصاحب هذا التاريخ إلى مدينة أسفي التي فِيهَا مَا يَكفِيهَا ، ولماذا كلما تْبِيريمَا شِي مَسْؤُول يحملونه على عجل إلى هنا حتّى أصبحت أسفي كغرفة الإنعاش .
الكلام هنا عن مدينة تعاني من غياب استراتيجية أمنية محكمة تضبط أوكار الفساد ومنابع المخدرات و عصابات الخَطْفَة ليل نهار فهل قدّم بطلنا شيئا لدرء هذه المفاسد وجلب الاستقرار للمدينة أم أن الاستراتيجية المحكمة عند وَالِينا هي الهجوم الاستباقي على كلّ شكل احتجاجي و الاعتداء على مُنظّميه بالضرب والرّكل دون احترام لحرّيات أو تفعيل لقانون بل لا يأبه بالعواقب إذ تجده مُحْمَرّ الوجه شاحبَهُ ناطقا بكل كلمة وضيعة تنهال من القاموس السّوقي لا يحترم كبيرا ولا يُوقّر صغيرا ولا يعمل وفق تدابير سطّرها القانون في التعامل حتّى في حال التّجمهر المُسلّح فما بالك بوقفة أو مسيرة تضامنية أو احتجاجية تطلب الحق بحقّ .
والعيب بعد والينا يرجع إلى مُنظّماتنا الحقوقية التي لا نعلم في أي رمال تغمس رأسها ساكتة عن حجم التراجع الحقوقي الذي مثّله صديقنا في مدينة الشهيدين عمّاري وبودروة و قلعة المناضلين فكيف لا تتفاعل هذه الجمعيات على كثرتها بين مرصد ومركز و جمعية .. هل أخذوا إجازة مُطوّلة ؟ ما الذي قدّموه في تتبّع هذه الخروقات وغيْرُها الكثير؟ ألا يُعدّ هذا تخاذلا في أداء الواجب أم أن المهم تجديد المكاتب وإصدار بيانات التضامن مع المرأة في عيدها و العمال في يومهم وما شابه استنادا لمنهجيّة نضال المناسبات المقيت .
أظنّ أن أمر صديقنا الوالي يجب أن يسترعِيَ اهتمام من هم أَوْلَى منه وأكبر مسؤولية لأنهم يصُبّون الزيت والبنزين فوق النار التي لا يُعلم إذا اشتعلت إلى أي مداً ستصل لا قدّر الله فلا يُعلم مدى الاحتقان الذي تتركه التصرّفات القمعية لوالينا في أوساط المئات من الغاضبين بالفطرة من الوضع الكارثي للمدينة المسكينة التي إمّا يأتي إليها غيرنا ليأكل خيرنا أو يُوَلّى علينا فيها شِرارُنا للأسف الشديد