مريم بن صالح
كشف تقرير فصلي لاتحاد مقاولات المغرب أن مناخ الأعمال بالمغرب «غير صحي»، و تشوبه عدد من «الاضطرابات» جعلت صورته في ذهن أرباب المقاولات «أكثر قتامة» و ترسم أفقا أكثر سوداوية.
فقد عكس التقرير الفصلي الثاني لاتحاد مقاولات المغرب النبرة التشاؤمية التي «انتشرت» في المقاولة المغربية، وكشفت تراجع الثقة المتواصل في أوساط رجال الأعمال في المناخ الاقتصادي.
فمن الأنباء غير السارة التي حملها التقرير الفصلي لاتحاد مقاولات المغرب حول الظرفية لدى أرباب المقاولات، عدم رضا أرباب المقاولات عن الوضعية الاقتصادية في المغرب خلال الأشهر الثلاثة المقبلة ، حيث أفصح 32 بالمائة منهم عن أفق «تشاؤمي» و«سلبي» بخصوص الظرفية الاقتصادية في الاشهر الثلاثة المقبلة، فيما أعلن 12 بالمائة منهم بنبرة تفاؤلية أنها «جيدة».
وتبين تفاصيل التقرير أن قرابة نصف المقاولين يعتبرون الظرفية الاقتصادية «سيئة» (44 بالمائة)، في حين رأها حوالي 15 منهم أنها تزداد تفاقما، بل «جد سيئة»، فيما اعتبرها 30 بالمائة من أرباب المقاولات أنها «سيئة إلى حدما».
وتؤكد معطيات التقرير الفصلي الثاني لاتحاد مقاولات المغرب، أن المنحى السلبي للظرفية الاقتصادية في المغرب في تواصل مستمر في سلبيته، مقارنة مع التقرير الفصلي الأول، إذ لم يتجاوز عدد أرباب المقاولات الذين اعتبروا الظرفية الاقتصادية «سيئة» أكثر من 38 بالمائة، فيما رأى 10 بالمائة منهم أنها «تفاقمت أكثر» هذا في الوقت الذي قال 28 بالمائة من أرباب المقاولات أنها «سيئة إلى حدما».
وأوضحت معطيات التقرير الفصلي أن غالبية مؤشرات أداء المقاولات تواصل منحاها السلبي مقارنة مع الأشهر الثلاثة السابقة، سواء تعلق الأمر بوضعية سوق المعاملات الذي اعتبره 39 بالمائة من ارباب المقاولات «سيئا»، فيما قال 13 بالمائة منهم أن سجل «تطورا» بالمقارنة مع الأشهر الثلاثة السابقة.
وأشار التقرير إلى أنه باستثناء الوضعية الراهنة لأنشطة المقاولات، سجلت جميع مؤشرات قدرات المقاولة نتائج سالبة خلال الفصل الثاني من السنة، وفي تراجع مقارنة مع الأشهر الثلاثة الأولى من السنة، حيث أوضحت 45 بالمائة من المقاولات أن وضعية الخزينة «تراجعت»، وأشارت إلى 40 بالمائة منها أن مردوديتها «تأثرت». وقالت 39 بالمائة من المقاولات أن رقم معاملاته في «تراجع»، فيما قالت 18 بالمائة منها أن دفتر طلبياتها كان «كافيا».
وبخصوص التشغيل، أكدت 13 في المائة من المقاولات أنها قامت خلال الفصل الأول من السنة الجارية بتشغيل بعض عمالها، في حين توقعت 18 في المائة من المقاولات أن تلجأ إلى عمليات تسريح جديدة للعمال خلال الشهور الثلاثة المقبلة.
وحسب التقرير، فإن قطاع البناء والاشغال العمومية كان القطاع الذي قام بتغييرات بخصوص عملية التشغيل، حيث قالت إن 32 في المائة من المقاولات قامت بخفض عدد مستخدميها.
وعلى مستوى الاستثمارات، صرحت 76 في المائة من المقاولات بأنها عجزت عن الاستثمار خلال الشهور الثلاثة من السنة الجارية، بينما توقعت 63 في المائة من المقاولات أنها لن تقوم بأي استثمارات خلال الأشهر الثلاثة المقبلة.
وتبقى الاشارة إلى تصور ارباب المقاولات لمناخ الاعمال في المغرب «مازال سلبيا أكثر»، سواء تعلق الامر بالولوج إلى التمويل (54 بالمائة)، أوالنظام الضريبي (52بالمائة)، النظام القضائي (49 بالمائة)، والمناخ الاجتماعي (49 بالمائة).
الاتحاد الاشتراكي
