من حكايات عنترة … عنترة يصرع الاسد (6)

من حكايات عنترة … عنترة يصرع الاسد (6)

- ‎فيآخر ساعة
2369
0

GL1nEgmFZkU

عند ذلك زعق عنترة عليه و هجم عليى الأسد ، فدوت من زعقته الجبال ، تم القى السيف من يده و رماه و حمل عليه بيديه ، و في تلك الساعة حضر شداد و اخوته و قد اتوا يريدون قتله و يعجلون من الدنيا مرتحله و يخفوا امره ..
فراوه و هو يخاطب الاسد و سمعوا جميع ما ترنم به و أنشد من أشعار ، فصاروا ينظرون بين عنترة و الاسد ما يجري من امور و من المر المشهور ..
فقال شداد :
ـ يا اخواني اراحنا الله منه ، لأني أراه نزل إلى الاسد من دون سلاح ، و في هدا الوقت يقتله و على الارض يجندله و نرجع نحن في عاجل الحال دون ان نتعب في قتله بأي حال من الأحوال …
هذا ما كان من أمر شداد و إخوته و أما ما كان من عنتر فإنه انحدر من الرابية و هجم على الأسد هجمة واحدة و وقع عليه وقوع الباز على العصفور ، و كبب يده و لكم السد في رقبته لكمة عظيمة ، ووثب قائما عليه و قبض على شدقيه و استعان بالله فشقهما إلى كتفيه ، فسقط صريعا يتخبط في دمه ..و هو يشخر و ينخر بصوت كالرعد يصم السمع ..
و صبر عليه حتى طلعت روحه فسحبه من رجله الى خارج الوادي ، و جمع الحطب اليابس و أشعل نارا عظيمة و انتظر حتى صارت جمرا يلتهب ، ثم قام إليه و سلخه و طرحه بعد ذلك على النار حتى نضج و استوى ، ف بدا يقطعه ويأكل حتى أكله كله و لم يبق منه إلا العظام ..
ثم عاد الى عين ماء و شرب حتى روي عطشه و غسل يديه و تحول الى شجرة قريبة فاستظل بظلها ووضع رأس الأسد وسادة له و نام نوما عميقا ..
كل دلك وقع وأبوه شداد و أعمامه ينظرون لتلك الأعمال التي لا يستطيعها إلا البطال ، و ما منهم الا من خاف منه و أدركه الانذهال ، و لم يعودوا يستطيعون ان يصلوا اليه بحرب أو قتال ..
اما ابوه شداد فقد قال :
ـ لقد صرنا في مآمن على الاموال بعد أن طهر عنترة الوادي من الاسد و جعله مرعى لخيولنا و الجمال ..
ثم رجعوا الى الديار فرحين بما حققه عنترة من الفعال ..
اما ما كان من امر عنتره فانه صبر حتى حل المساء و راحت الشمس خلف الروابي و البطاح ، و عاد بالأموال و الخيول و الجمال إلى الديار ، فتلقاه ابوه شداد و تبسم في وجهه كل الابتسام و اكرمه غاية الإكرام و أحسن اليه و اجلس معه على مائدة الطعام …
و بينما هم على هذا الحال إذا برسول الملك زهير قد اقبل على شداد ،و قال له :
ـ ان الملكك زهير يسلم عليك و يطلب منك الاستعداد لأمر عظيم و هو غزو بني تميم و قد عولوا على المسير …
فقال شداد في الحال و نهض على الأقدام :
ـ السمع و الطاعة في غذ نسير تحت ركاب الملك زهير ….
و قال لعنترة :
ـ في الغد نمشي مع الأبطال و الفرسان ، و تبقى الديار خالية من الشجعان ، فاوصيك بالولدان و النسوان و صيانة الخيول و الجمال و باقي الأموال ..فلا تبعد عن الديار ان خرجت في الرعي مع الرعيان ..
فقال عنتر:
ـ سمعا و طاعة و لا تخش شيئا و دون ذلك الموت الزؤام …
فلما اصبح الصباح ركبت الابطال و سارت عن الديار و الاطلال و في أولها الملك زهير يحمل أعلام بني عبس ..
و لما خلا الحي و الفرسان و تخلف البنات و النسوان و العبيد و الغلمان اعدت سمية زوجة شداد وليمة عظيمة ، و كان الزمان ربيعا تغني الطيور على الاغصان و تبدت الزور في البراري و القيعان و كان الكل فرحان بكثرة الكلإ و العشب في الروابي و الوديان ، فغنت البنات و النسوان و من بينهن عبلة التي كانت كالغزال الشيطان و كان عنترة من جملة الغلمان …

د.محمد فخر الدين

‎إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك ايضا ان تقرأ

RADEEMA تعلن عن إغلاق الملحقات التجارية بمراكش يومي الجمعة والسبت