MAD NOVARA، بهذه الإشارة يعرف زوار مدينة نوفارا الإيطالية، التي تبعد عن مدينة ميلانو بحوالي نصف ساعة من الزمن، صانع أحذية مشهور بالمدينة وبإيطاليا، باعتباره صانع أحذية الملوك والرؤساء وبابوات الكنائس الإيطالية والروسية.
أدريانو سطيفانلي وهو في عقده الخامس، يعد الصانع الذي تشهد له ساكنة مدينة نوفارا بالمهارة والصنعة والإتقان، و لن أكون مبالغا إذا قلت إن سكان المدينة والمدن الإيطالية المجاورة لها مثل طورينو وميلانو هو من صنع أحذيتهم، فما على الزبون إلا أن يعرض ما يطلبه من نوع من الأحذية واللون حتى تجد أدريانو يقوم بذلك بكل فرح عميق.
يقول أدريانو سطيفانيلي الذي زرته بمحله التجاري بالمدينة القديمة بمدينة نوفارا، حول هذه الشهرة التي اكتسبها من خلال صنعه للأحذية التي صارت تحمل ( ماركة MAD NOVARA)، إنه لا يفرق بين علية القوم أو الناس البسطاء الذين يقصدون محله لصنع حذاء حسب الذوق والنوع الذي يحبون ارتداءه، مضيفا أن يده صنعت أحذية لعدد كبير من رؤساء الدول مثل رئيس جمهورية مالطا وأيضا باباوات الكنيسة بإيطاليا مثل البابا جوفاني الثاني وروسيا مثل باترياك روسيا.
تواضع الفنانين الكبار الذي بدا به أدريانو سطيفانيلي وأنا أحادثه باهتمام كبير حول الصور المعلقة على جدران محله وحول أسلوبه في صنع الأحذية، جعلني أقدر هذا الرجل كثيرا ، فكلما وجدتني أستفسره عن اسم حذاء ما أو عن صورة التقطت له مع شخصية ما ، كلما وجدته ينحني بخشوع الكبار دون أن يرفع عينيه نحو وجهي، مبديا ابتسامة لم تفارق محياه طيلة حواري معه، وقد زادت فرحته كثيرا بعدما علم أنني صحفي من المغرب، وذلك بعدما قدمني مرافقي رئيس جمعية الجالية المغربية للتضامن بنوفارا عبد القادر متعبد بصفتي الصحفية وأنني متواجد هنا من أجل القيام بعمل صحفي عن المدينة، إذ كشف أدريانو سطيفانيلي لنا أنني أعد أول صحفي بالعالم يزوره بمحله ليكتشفه عن قرب.
مرافقي عبد القادر متعبد أخبرني أن هذا الصانع يعد تحفة نادرة في العالم من خلال صناعة الأحذية، وأن كل سكان مدينة نوفارا والمدن المجاورة بإيطاليا هو من يصنع أحذيتهم، ولن تجد أسرة لا ترتدي حذاء من صنع أدريانو سطيفانيلي، ناهيك عن صنعه أحذية لرؤساء وشخصيات مهمة في إيطاليا والعالم.
الحديث عن الأحذية ونوعها وعن الشخصيات التي ارتدت حذاء من صنعه، دفعني إلى طرح سؤال كان بالنسبة إليه مفاجأة له، هل صنعت لملك المغرب الراحل الحسن الثاني حذاء؟، تأسف كثيرا لأنه لم يحض بشرف صناعة حذاء للملك الحسن الثاني وأنه يحلم بصناعة حذاء للملك محمد السادس ولا يريد سوى رقم الحذاء واللون الذي يحب الملك ارتداءه.
العجيب في الأمر وكما أخبرني مرافقي أن الصانع ( الفنان) أدريانو سطيفانيلي، لا يطلب مقابلا ماديا لما يصنع للرؤساء والشخصيات المهمة داخل
إيطاليا وخارجها، وهو ما أكده لنا ونحن نهم بمغادرة محله التجاري وقال إنه لا ينتظر مقابلا ماديا عن صناعته لأحذية للملوك والرؤساء والشخصيات المهمة، بل يهديها لهم مجانا ويجد في ذلك متعة رائعة.
