حكايات عنترة.. استجارة عنترة بمالك بن زهير (5)

حكايات عنترة.. استجارة عنترة بمالك بن زهير (5)

- ‎فيآخر ساعة
2997
0

La_Vengeance_des_fils_d'Antar

طلبت زبيبة من ابنها عنترة ان يوافق سنة العبيد و ان لا يخالف أوامر سمية زوجة أبيه، و أن لا ينظر الى عبلة بالجملة خوفا عليه من الموت و الهلاك المحدق ..
أما ما كان من أمر عنترة فلم يزل سائرا في السهول و الوديان يبحث في التلال و بين الغنم و الجمال عن الذي وشى به الى أبيه شداد بين الرعاة حتى التقى به ، فتقدم إليه بخفة الباشق وقبضه من رماق بطنه و العاتق ،و رفعه إلى أعلى ٍرأسه ، و جلد به الأرض و رد بعضه في بعض، و لم يعرف له الطول من العرض ..
فلما رآه خمدت أنفاسه و لم يعد بجسده حركة و لا نفس ، خاف على نفسه من انتقام ، و قصد صديقه مالك ، فلما دخل عليه حدثه بما جرى عليه فطيب خاطره ، ووعده بالفرج وأدخله إلى الديار ..
و سار هو في الحال قاصدا الربيع مولى الخادم الذي قتله عنتر و عجل من الدنيا مرتحله ، فوجده عند الملك زهير، فذهب الى المجلس و تقدم الى الملك زهير ، فقام له كل من حضر و كان الجميع يحترمونه كل الاحترام ، وتقدم نحو الربيع و سلم عليه ، و طلب منه ان يهب له العبد ضاجر فسأله الربيع عن السبب في ذلك..
فقال له :
ـ لأنني رأيته عبدا نجيبا و راعيا مجيبا
فقال له الربيع :
ـ لقد وهبتك إياه و إن شئت وهبتك اثنين..
قال :
ـ أشهد عليك ما حضر من السادات على ذلك و أنك وهبته لي و لم يعد لك عليه من حق
فقال الربيع :
ـ أشهد من حضر على ذلك و الله على ما اقول وكيل ..
و لما تم له ما اراد و أمن عنترة الذي استجار به ،خاطب الربيع و كل من حضر و قال :
ـ اعلم يا ربيع ان العبد ضاجر قد قتله عبد شداد عنتر و انه استجار بي فاجرته فلا تعترض له كرامة لي ..
فلما سمع ربيع هدا الكلام لحقه الغيظ و الكرب ، فطيب الملك زهير قلبه و منحه عبدين و عاد مالك إلى عنتره فرحان و أكرمه بالطعام و أخبره بما كان له مع الربيع ووثب إليه و قبل يديه ..
ثم أن شداد بن قراد ، والد عنتره و مولاه أدركه الفزع من قتل للعبيد و رعاتهم ، و خاف من عنترة أن يسير به طيشه إلى الأكابر و يقتل أحد الأمراء ، ثم إنهم بعد استشارة غيره من السادات و اتفاقهم اتفقوا على قتله و الخلاص منه في الحال دون تعطال خوفا من بطشه ..
و خرج عنتر و ابتعد عن الديار بالأموال و الجمال لأجل أن يخلو بنفسه و سار و هو ينشد الأشعار، و يقلب عبلة بالتذكار و يذكر ما حل به و سار من المصائب و الأخطار ، فيسير الدمع على خديه سواكب و تعمل الدموع مواكب ..
إلى أن وصل إلى واد يقال له وادي السباع ، و هو كثير النمور و الضباع ،و كان عنتر قد قصد هذا الوادي دون سائر الرعيان ،لأنه قد علم أن العشب فيه يطول قدر قامة إنسان ..
أو لعله يجد فيه أسدا هائلا يصرعه و يفخر بذلك على سائر العربان ، ثم إنه سرح الخيل و تركها ترعى مع الجمال و جلس فوق أحد الروابي و التلال ينظر يسارا و شمال ، فرأى في أسفل الوادي أسدا قدر الثور ، مجللا بالشعر و الوبر، إذا نظر يطير من عينيه الشرر، و لما ظهر من ذلك الوادي و شمت الخيل رائحته تفرقت و شردت يمينا و شمال ،و كذلك فعلت الجمال فإنها تشتتت في الحال ..
فلما نظر عنترة ذلك المنظر و ماسر من امر الخيل و الجمال انحدر نحو الأسد بسرعة البرق و ناداه و قال له :
ـ إلى أين يا وحش وحوش البر و البيداء ،لا شك انك ملك السبع و سلطانهم …و لكن لا بد أن تكون لنا صيدا ….

 

 

 

 

 

 

 

‎إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك ايضا ان تقرأ

RADEEMA تعلن عن إغلاق الملحقات التجارية بمراكش يومي الجمعة والسبت